|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
إن قيام قوات الأمن الخاصة السعودية باقتحام الطائرة الروسية المخطوفة وتحرير الرهائن المحتجزين فيها يعد وبكل المقاييس إنجازا أمنيا لهذه الدولة المباركة، وهذا الإنجاز يبرهن على قدرة هذه الدولة حرسها الله على التعامل مع مثل هذه الحوادث الطارئة ويبرهن كذلك على الكفاءة العالية لرجل الأمن السعودي الذي يعد وبكل فخر صفحة مشرقة للأمن السعودي بأكمله.
وإنني أنتهز هذه الفرصة لأرفع التهنئة الى رجل الأمن الأول في هذه البلاد المباركة صاحب السمو الملكي الأميرنايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله على هذا الإنجاز الأمني الرائع الذي ليس بغريب على رجل الأمن السعودي.
إن هذا العمل وبالإضافة لكونه إنجازا أمنيا رائعا فقد بينت من خلاله هذه الدولة المباركة موقفها الواضح والصريح من هذه الأساليب الارهابية التي بدأت تنتشر في العالم أخيرا. فما قامت به المملكة من اقتحام للطائرة المخطوفة وتخليص للرهائن يؤكد ان المملكة ولله الحمد تعارض وبشدة مثل هذه الأساليب غير الشرعية المتمثلة باختطاف الطائرات واحتجاز الرهائن والمساومة بهم وخاصة النساء والأطفال وكبار السن لثقتها التامة بأن هذا العمل ليس من الوسائل الشرعية وان الشرع الحنيف بريء من مثل هذه الأساليب يمنعها ولا يجيزها حتى وان زعم القائمون بها أنها عمليات إسلامية أو أنهم قاموا من أجل الإسلام.
معاذ الله ان يسمح الإسلام بقتل امرأة أو طفل فقد جاء في البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال )وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان( نعم هذا هو موقف الإسلام الصحيح والواضح فقد منع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان في ساحات القتال وفي المعارك والغزوات فكيف بمن يخطف النساء والأطفال من بلادهم أو من بلاد قد استؤمنوا بها ثم يزعم بعد ذلك ان هذا من الإسلام أو يزعم أنه بهذا الفعل ينصر الإسلام بينما هو في الحقيقة يقدم صورة مشوهة للإسلام!
لقد قرر ديننا الحنيف ان قتل النفس التي حرم الله بغير حق من كبائر الذنوب فلا يجوز قتل النفس التي حرم الله إلا بحقها. هذا هو موقف الإسلام الصحيح ولكن إنه من المؤسف حقا ان تشوه صورة الإسلام بأيدي من ينتسبون إليه. نعم إن مثل هذه الأفعال تقدم صورة مغايرة تماما لشريعة الإسلام السمحة التي لا تجيز الاعتداء على النساء والأطفال وكبار السن والمستأمنين.
أما موقف المملكة الواضح والصريح من هذه الحادثة فإنه يبين ربما لا يدع مجالا للشك ان المملكة لم ولن ترضى ان تكون أراضيها مسرحا لمثل هذه العمليات الارهابية المخالفة لشرع الله أيا كانت الأسباب والدوافع فالغاية لا تبرر الوسيلة.
علما بأن القاصي والداني والحمد لله يعلم ويرى المواقف الايجابية لقادة هذه البلاد في مناصرة إخواننا المسلمين في شتى بقاع الأرض والوقوف معهم ومد يد العون لهم ماديا ومعنويا على مرأى ومسمع من العالم بأكمله كما ان المملكة تفخر ولله الحمد بأنها لا تألو جهدا في نصرة قضايا المسلمين في شتى المحافل الدولية وبكل ما أوتيت من قوة.
عبدالرحمن عبدالله الشميم
محافظة الرس
|
|
|
|
|
