| عزيزتـي الجزيرة
مما لا شك فيه ان التربية لا تقوم على أساس واحد ولا تنهض بجهود فردية فحسب بل إن مقومات النجاح وأساسيات التربية يتنازع مهام أطرافها جهات عدة من أهمها مجال الارشاد عموما والأكاديمي على وجه التحديد إذ أن الطالب في مرحلة التعليم مغمور في الجو الدراسي بين الطلب والتحصيل والعمل على إعداد نفسه وتطوير ذاته. لذا فإنه بأمس الحاجة إلى من يأخذ بيده الى مصاف النخبة من المتفوقين والمتميزين.
ولعل المرشد الأكاديمي في جميع المراحل الدراسية يتحمل كامل المسؤولية تجاه ذلك كيف لا وهو على معرفةتامة ودراية كاملة بما يحيط بالبيئة التعليمية من معوقات وما يكتنفها من مقومات. فضلا عن الإلمام التام بأحوال الطلاب وميولهم ورغباتهم الدراسية، لهذا وغيره لابد من الاهتمام والرعاية التامة للطالب ومعرفة ميوله الدراسية وتقديم العون له والمساعدة المستمرة من خلال توضيح الصورة للطالب عن المراحل الدراسية المقبلة ومدى إمكانية التعايش معها. وكذا المهام الملقاة على عاتق الطالب وماالذي يجب ان يقوم به تجاه تحقيق رغباته وميوله الفكرية والدراسية.
فعلى سبيل المثال من أراد الالتحاق بكلية تربوية أو غيرها نظرية كانت أم علمية فعلية تهيئة نفسه وإثراء معلوماته وتنمية افكاره ومداركه للوصول الى ابعد نقطة تفيد الإفادة العظمى في محاولة النجاح والتميز في هذا المجال. إلا أن الملاحظ عن الكثير من خريجي الثانويات والمعاهد وبعد الحصول على الشهادة يصبح في مفترق طريق ويتطلع يمنة ويسرة لا يدري أين يذهب وفي أي كلية يلتحق بل وأين سيتم القبول. وما إن يتم قبوله في إحدى الكليات حتى يتعثر في مسيرته الدراسية ويشعر بعدم الرغبة وبالتالي ضمور الأمل والطموح وفشل العمل والأداء لهذا ولغيره من الأسباب يجب تدارك مثل هذه الأخطاء والعمل على إزالة العوائق التي تحول بين الطالب وطموحاته المستقبلية لذا لا بد من الإشارة الى عدة أمور منها:
)1( تفعيل دور المرشد الأكاديمي من خلال تنوير أذهان الطلاب لكل ما يخدم العملية التربوية من إبداء الآراء وطرح الأفكار وتهيئة السبل في كل ما من شأنه الارتقاء الفعلي لطموحات الطالب والعمل على تنميتها وتعزيزها.
)2( تفعيل دور التوجيه والارشاد الأكاديمي سواء بالطرق الفردية أو الجماعية في إثراء المعلومات التعليمية والتربوية عن طريق القاء المحاضرات وعقد الندوات وكذا الاهتمام بالدور الإعلامي في المدرسة والبيئة التعليمية.
)3( سبر أحوال الطلاب ومعرفة مدى توجهاتهم وطموحاتم ورغباتهم الدراسية وبالتالي معاملة كل فرد على حدة كل فيما يخصه ويعنيه.
)4( التأكيد على ان الطالب يتحمل المسؤولية الكبرى في إعداد نفسه وتطوير ذاته علما ومنهجا وسلوكا وحتماً ستكون النتيجة مرضية وهادفة.
وأخيرا.. يجب ان ندرك مثل هذه المقاصد التربوية العملاقة التي بتحقيقها تتحقق الأهداف المرجوة التي يسعى الجميع لتحقيقها والوصول إليها.
علما أن هذا الدور لا يعني بالضرورة عدم اشراك الآخرين من المعنيين بالتربية والتعليم كالمديرين والمعلمين بقدر ما يعني ان ثقل هذا العبء يقع على المرشد الطلابي والأكاديمي وإلا فإن المسؤولية يتشرف بتحملها جل العاملين في المدارس والمحاضن التربوية والله من وراء القصد.
خالد بن عايض البشري الرياض
|
|
|
|
|