| عزيزتـي الجزيرة
مما لا شك فيه أن الأمطار من النعم الكبيرة التي أنعم بها الخالق سبحانه وتعالى على خلقه.. ولكن أن تتحول هذه النعمة الى كارثة فإن ذلك يقودنا الى تساؤل كبير حول هذا التحول العجيب الذي أدى إلى ترويع المواطنين في نجران وفي حي الفهد تحديدا وذلك إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة ونتج عنها سيول كبيرة جرفت معها عددا من المواطنين بسياراتهم واحتجزتهم في أحد مجاري السيول الذي يخترق واحدا من الشوارع الرئيسية في حي الفهد وتكونت بحيرة خلف العبارة ليزداد الأمر سوءا بسبب غلق العباره ببعض المخلفات وبعض السيارات التي جرفتها السيول حتى فتحة العبارة.
وقد حاول الدفاع المدني بمعداته البدائية جدا انقاذ ما يمكن انقاذه ولكن دون جدوى فالإمكانات ضعيفة ولا ترقى الى مستوى الحدث واصبح حالهم كحال من أتى يتفرج على الوضع إلا من بعض المحاولات التي لا تقارن بدورهم وأهميته حتى ان بعض المواطنين قام بأكثر مما قام به رجال الدفاع المدني وانقذوا حالات كثيرة.
كما أننا لم نلاحظ أي جهد يذكر للبلديه حيث انه لا يوجد لدى البلديه الإمكانات اللازمة لمثل حالات الطوارئ الأمر الذي زاد الطين بله. كما ان اخطاء البلديه كانت واضحة وجلية فمجرى السيول كان مرمى نفايات لمخلفات البناء ولم تقم البلديه بمنع المواطنين من رمي المخلفات فيه أو على الأقل تنظيفه. كما ان العشوائية التي تم من خلالها تخطيط الحي بدون دراسةكانت واضحة للعيان. حيث ان الشارع الرئيسي في الحي هو في الأصل مجرى للوادي وضع تحته عبارة صغيرة جدا لم تستطع تصريف السيول بالشكل الكافي مما أدى الى طفح السيول في الشوارع ومن هنا كانت الكارثة.
أخيرا فإن من الضروري توفير وحدة انقاذ بغطاسيها وطائرة مروحية وآليات حديثة لإدارة الدفاع المدني خصوصا وأنه يوجد بالمنطقة وادي نجران وهو أحد أكبر الأودية بالجزيرة العربية هذا عدا بعض الأودية الأخرى والتي تكون في الغالب مواقع خطيرة على أرواح المواطنين.
كما أن بلدية ا لمنطقة بحاجة الى تفعيل دورها بشكل أكبر فلا يوجد لديها معدات لمثل هذه الحالات ومن الضروري أيضا وجود فرقة طوارئ دائمة في مواسم الأمطار لمعالجة الوضع . حيث ان شوارع المنطقة تتحول الى بحيرات قد تتحول فيما بعد الى مواطن للبعوض القاتل وذكرى "حمى الوادي المتصدع" لازالت عالقة في الأذهان والسبب في كل ذلك هو التخطيط العشوائي.
زايد ال عقيل
|
|
|
|
|