ركبت قطار الذكريات؟ فنزلت في أحضان الطفولة؟فتذكرت أسعد الايام، وأهنأ اللحظات، وغمرت الفرحة قلبي، ورقى الفرح اسارير وجهي، وخالط الحنين بشاشة فؤادي، فالطفولة درة من درر الحياة، فحنَّ، ومال قلبي لها. واحتضان ايامها وتذكارها بلسم لجروح الحياة، وهدهدة لآلام الزمان، والطفولة، اجمل ايام العمر، وفيها تجسيد الاحلام، وبناء الآمال، والنظر الى الحياة بمنظار الحب والبراءة.
والطفولة شمعة مضيئة في الحياة، وتنطفئ، ولكن تنطفئ، وقد اضاءت الحياة بنور مديد، ولون جميل، وكم اتمنى ان تعود تلك الايام، ولكن الطفولة عهود ووعود وايام لا تعود. ولكن في صباح يوم حزين سمعت نواح بلبل يتيم، ورأيت أشلاء الورود تناثرت على الدروب، وقد مزقتها انياب ذئب مخيف؟. وعندما اسدل الليل ستاره عليه، واراد اغماض عينيه، وجد الدموع تكاد تحرقه من شدة الالم، ويصرخ في داخله انين وجراح، اين شمعة الطفولة المضيئة، لماذا انطفأت؟ واسدل الزمان ستاره عليها، وماذا حدث في الزمان حتى يكشف نزف الجراح؟
فلقد حرمت من طفولتي اياماً وشهوراً بل اعواماً مضت، وأدارها ستمضي، وانا في داخل ذاك القفص الموحش، حكم علي ان اعيش طفولتي بين قضبان هذا السجن، فمن ينقذني لأعيش طفولتي المتبقية قبل الوداع الاخير ... وتبقى الورود والطفولة مسجونة إلى الآن؟!