| المستهلك
بداية أتوجه بالشكر والاعجاب للقائمين على الصفحة الاقتصادية بجريدة الجزيرة لتناولهم الموضوعي والمتزن لقضية باتت مثارجدل ونقاش الصناعيين بالمملكة ألا وهي الحوافز والمزايا الممنوحة لهم مقارنة بالدول المجاورة.
وأعني هنا ما سطره الأستاذ خالد الفريان بقلمه المتميز وفي زاويته )يبقى شيء( العدد 10393 بتاريخ 18/12/1421ه التي وجه من خلالها رسالة الى معالي وزير الصناعة والكهرباء حول أوهام بعض الصناعيين السعوديين عن الحوافز والتسهيلات التي ستقدم لهم بسخاء في حال نقل مصانعهم الى دبي!!
حيث جاءت الرسالة في الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات وزادت حدة الانتقادات الموجهة للمسؤولين بوزارة الصناعة والكهرباء وبأسلوب يثير الانتباه ويدعو للتساؤل!! واصفين مستوى البيئة الصناعية بالمملكة بالتدني ومحذرين من هجرة جماعية للصناعيين باتجاه دول مجاورة تتمتع بمناخ استثماري أفضل على حد قولهم!
إلا أن الصناعيين أنفسهم هم أول من قاوموا هذا التوجه زاعمين بأنه سيلحق بهم الضرر وسيسبب لهم خسائر فادحة بهدف التأثير على أصحاب القرار المعنيين بتلك الاستراتيجية المقترحة وذلك دفاعا عن مصالحهم وهو أمر مشروع ولا غبار عليه، فمصالحهم هي بالأساس مصلحة وطنية باعتبارهم يشكلون ركيزة أساسية ومهمة في مسيرتنا التنموية التي تشهدها بلادنا.
إذن فالحديث عن واقع ومستقبل القطاع الصناعي وتناول سلبياته وطرحها للنقاش فيما بين الصناعيين بتجرد وموضوعية أمر مطلوب بلا شك، ولكن دون ان يتحول الحديث كما تابعنا إلى نوع من الغوغاء والتضخيم في الطرح والى المبالغة في عرض الأرقام والاحصاءات أمام المراسلين والمندوبين لتتلقفها صحفهم وتبرزها كحقائق ومسلمات.. دون التأكد من صحتها ومنها على سبيل المثال ) أن 46% من أصحاب المصانع في دبي هم من السعوديين .. أي نصف الاستثمارات الصناعية بدبي تقريبا بأموال سعودية(!!؟.
وأخيرا، فلعل ما تضمنه مقال الأستاذ الفريان من كشف لحقائق وتبديد لأوهام ما انفك الصناعيون من ترديدها بمناسبة أو بدون، هو بداية فتح لحوار هادئ ومنطقي بعيدا عن المغالطات والمزايدات التي اتسم بها حديث الصناعيين مؤخرا، وهذا ما نحن بحاجة إليه ونبحث عنه.. وآمل ان تتبنى صحيفة الجزيرة كما عودتنا دائما بطرحها الواعي والمسؤول الدعوة الى حوار شامل يشترك فيه صناعيون ومسؤولون في الجهات ذات العلاقة.
عبدالرحمن صالح الطويان
مدير عام مؤسسة الرفي الرياض
|
|
|
|
|