| الثقافية
ان كل من عرف او اقترب او تعامل مع الشيخ عثمان الصالح يحس ان هذا المربي رجل فاضل بكل ما تحمله هذه الكلمة:
بخلائقه المشرقة كصباحة وجهه
بانكاره لنفسه بشكل نادر |
بجداول حبه التي يمنحها الاخرين دون ان يرجو شيئا او يخاف شيئا.
وان من يعرف الشيخ عثمان الصالح يعرف انه لا يجد سعادته الا في هذا البذل من اجل الناس بكافة اشكاله.
انه يفرح عندما يعطيك اكثر من فرحه عندما يأخذ منك.. ولكأن ذلك الشاعر الحكيم عناه عندما قال:
تراه اذا ما جئته متهللا
كانك تعطيه الذي انت سائله |
ورب كاتب هذه السطور انه لكذلك.
ان للشيخ عثمان الصالح حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية جلدا عجيبا على نشر لواء محبته مهما كلفه ذلك.
ومهما شق عليه ذلك رغم عمره الذي يقترب من مرفأ التسعين اطال الله في عمره.
ان جلد الشيخ وصبره يزريان بجلد وصبر الكثيرين منا شبابا وشيوخا.
انك تجد الشيخ عثمان الصالح حفظه الله في مجلس عزاء في الصباح ، ثم تسأل عنه فيقال لك انه في زيارة مريض في العصر، ثم تزوره مساء فيقال لك انه يحضر مناسبة خاصة او عامة في هذا المساء.
بل انك لا تستغرب عندما تراه حفظه الله في مناسبة وفاء: هذا اليوم بالرياض ، وغدا في حضور زفاف عزيز بالمجمعة، وبعد غد في زيارة صديق بالقصيم.
وهل ذلك لا يشق على الشيخ؟
بلى انه يشق عليه.
ولكن مكارم اخلاقه تنتصر على عراقيل المشقة وهو قبل ذلك وبعده يجد العون من الله.
ومن اجل ذلك كان له هذا الذكر.. كان له هذا الحب.. كان له هذا التقدير
الم يقل شاعر الدهور المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والاقدام قتال |
وأسال الله ان يكون هذا الذكر السابق في الدنيا هو بشراه المعجلة في الحياة الاخرى كما جاء على لسان من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
رئيس تحرير المجلة العربية
|
|
|
|
|