| مقـالات
* قبس:
«هذا ما يساويه الإنسان، هذا ما يساويه وقت الفراغ» حكمة ألمانية.
***
عندما كتبت مقالتي عن المواهب المدفونة تفضل الاستاذ محمد الشدي مشكورا بالتعقيب وايضاح دور جمعية الثقافة والفنون في الاعتناء بالمواهب الشابة وربما كان من أهم ما يرنو اليه الكاتب ان يتفاعل المسؤول ويوضح ما غاب عن علم الكاتب والقراء واذ اقدر توضيحه واهتمامه واشيد بجهودهم لتطوير الشباب استكمل حديثي عن المواهب المدفونة في مسار اشمل فالقضية ليست مؤسسة او ادارة تعنى بالشباب القضية تبدأ منذ الطفولة.
دعونا نتصارح.. نسكب الزيت على الجرح الغائر .. ما الذي قدمناه للطفل؟
ولنبدأ من الاسرة ومدى الاهتمام الذي تمنحه لتطوير قدرات الطفل في الخمس سنوات الهامة من عمره؟
اسمحوا لي الا اتفاءل ما دام هناك امهات يفضلن نوم الطفل او بقاءه مع الخادمة على ذهابه لرياض الأطفال ولا يأبهن مطلقا بأثر ودور الهوايات وتنميتها في مستقبل الأطفال.
ننتقل الى المدارس الحكومية حيث لا يوجد اي اهتمام بالمواهب فلا مسرح ولا اذاعة مدرسية منظمة خاصة في مدارس البنات.. انظروا الى اي مدى نحن نهدر طاقات اطفالنا ونضيع مواهبهم!!
العجيب ان الأمهات في احاديثهن الخاصة يشتكين لعدم وجود اماكن ترفيهية للبنات حين تشعر الأم بوصول ابنتها الى مرحلة المراهقة ويبدأ الخوف من الفراغ والسؤال لماذا ننتظر الى وقوع الخطر في مرحلة المراهقة؟ وما المانع ان يوجد لدينا ناد اسري صغير في الأحياء السكنية تستطيع الأم ان تصحب بناتها اليه بدلا من الذهاب الى المطاعم والمقاهي التي هي ترفيه ولا تشابه الدور الذي يقوم به النادي من مزاولة الفتاة للانشطة المختلفة واستثمار لوقتها وطاقاتها الشبابية.
هل يعقل ان مدينة كالرياض بها مركز نسائي واحد للانشطة الرياضية والاجتماعية هو المناهل وقسم نسائي في مركز واحد هو مركز الأمير سلمان الاجتماعي!!!
واذا شهدت التجربتان نجاحا باهرا فلماذا لا تكون هناك تجارب مماثلة بشكل مصغر ولكنه يحقق الغرض المطلوب في احتضان الشباب!!!
في كل اسرة يوجد بها مراهق او مراهقة توجد العديد من المشاكل التي تعاني منها الاسرة فالشاب يسهر مع اصدقائه ولا يبالي الا بارتياد المقاهي والفتاة تقضي وقتا طويلا في الهاتف او في الادمان على القنوات الفضائية ومحادثات الانترنت .. هذه فقط مجرد امثلة.
اننا نشتكي من مشكلات المراهقين رغم اننا تسببنا بشكل غير مباشر بها ووقت الفراغ الذي يضايقنا نحن الذين اسهمنا في ظهوره اذ لو اكتشف الطفل موهبة ما وساعدناه على الانشغال بتطويرها لم يجد وقتا يضيعه دون فائدة.
اذن فقضية المواهب الشبابية لا تعنى بها فقط مؤسسات الدولة بل هي مسؤولية المؤسسات المجتمعية من اسرة ومدرسة ولن نستطيع تفهم ظواهر الشباب الغريبة لدى مجتمعنا ما لم نناقش الشباب انفسهم فهل لدينا الشجاعة لنسمعهم بتقدير؟!
WWW.nahed.cjb.net
|
|
|
|
|