| مقـالات
من المفترض أننا نعيش في عصر يُقلص لدينا هامش الجهل أو الغموض أو على الأقل انحصار الوعي، فلقد أصبح الفرد منا يستطيع أن «يغرف» من المعلومات ما يريد وفي أي موضوع يرغبه بمجرد الضغط على ازرار الحاسوب، فلقد وصلنا الى زمن أصبح العالم فيه «قرية صغيرة» كما يردد دائماً المختصون عبر وسائل الاعلام المختلفة ولكن الدور كله الآن يبقى علينا وضمن مسؤولياتنا فهل فعلاً استطعنا أن نجعل اذهاننا وعقولنا أكثر وعياً أم أننا أشبه بمن يمرر المعلومات في ذهنه دون أي تخزين أو استفادة أو عظة وعبرة من الآخرين، والواقع ان موضوع الطلاق من الموضوعات الهامة التي قتلت بحثاً من المختصين واعطتها وسائل الاعلام اهتماماً وافراً، وتناولتها بكل وضوح ومع هذا نحن نسمع ونغمض أعيننا، نقرأ وكأن الحروف تطمس على وعينا فنظن أن ما نقرؤه وما نسمع عنه هو مجرد «سواليف» كما يقال فقط للتسلية واضاعة الوقت أما الاحصائيات بعدد المطلقات فهي في نظرنا بعيدة عن الواقع فهي لا تلفت نظرنا اطلاقاً باعتبار أن لكل فرد مشكلة شخصية فككت اسرته وفرقتها فكان الأب «مطلِقاً» والأم «مطلَّقة»، صحيح أن المشكلات ربما تكون وليدة احداث جارية داخل الاسرة استدعت الانفصال لسبب أو لآخر وهذه ليست محض حديثنا الآن ولكن السبب الرئيسي الذي لابد أن نسلط الضوء عليه آلا وهو «مشروع الدخول في موضوع فاشل مسبقاً» ولنتحدث هنا قليلاً عن مسألة التكافؤ الزواجي الذي لابد أن يسعى الطرفان لتحقيقه أو بالاصح للتحقق منه قبل الاقدام على خطوة الزواج أصلاً!!
وقد نادى ديننا الاسلامي الحنيف بأهمية التكافؤ وفي ذلك حكمة بالغة منها تحقيق التفاهم والانسجام والتكيف.
نقطة أخرى هامة جداً ودائماً نلاحظها في «الزواجات» ألا وهي موضوع المشاجرات أو لنقل الاختلافات الأسرية المسبقة ولا أعني بالمسبقة أي خلافات عائلية وانما أقصد أن الشخص المتقدم قد تختلف معه أسرة الفتاة في أي نقطة لاتمام الزواج وقد تستفحل النقطة ولا يبالي الأهل بذلك اعتقاداً بأن الأقوى هو الذي يفرض رأيه وفعلاً يفرض أحد الطرفين رأيه مما يؤجل عملية «انتقام» احدهما من الآخر بعد الزواج الأمر الذي قد ينتهي بالطلاق!
وأعجب فعلاً من بعض الأسر التي يشب بينها خلاف هائل لا تحاول تخفيفه أو التقليل منه بل من «البلاهة» أن نعتقد أن الزواج يكون بالقوة وفرض الرأي والاكراه!!
ان الكثيرين يظنون أن المسألة بيع وشراء لسكن أو قطعة أرض ناسين بل متجاهلين ان الأمر يتعلق بنفسيات وتراكم خبرات من قبل الأسر قبل الزواج وان الأمر يحتاج إلى الاقتناع والرضى بل والانشراح الى الطرف الآخر والأسرة قبل أي اجراء رسمي من حيث وضعية الطرف الآخر اسرياً واجتماعياً واقتصادياً لا أن تكون هناك ضغوط محيطة بالفرد لارغامه على ما لم يقتنع به من البداية.. فاذا كان الاقتناع ربما نستطيع ان نقلل لنسبة ما من توكيدية الطلاق!!
والله ولي التوفيق
e.mail:najla2001.maktoob.com
|
|
|
|
|