| مقـالات
* ظلت العواصم والمدن الكبيرة طيلة الخمسين عاما الماضية مناطق استقطاب سكاني كبير، لكن هذا النمو السكاني وصل الى مستويات أخذت تؤثر على معطيات البيئة والخدمات والحياة الاجتماعية عموما!
مما يتوقع معه ان يحدث تبادل للأدوار حيث تطرد المدن وتستقطب القرى والأرياف! ولو بصفة زمنية مستقطعة، لقد أدرك المدني الذي يعيش في مدينة كبيرة صاخبة وطاحنة ان امكاناته الانسانية لا تتحمل هذه الطاحونة اليومية التي يُسمونها المدينة لما تأكل من زمنه واعصابه وصحته! الهروب الى الريف هو الحل المتاح لاستنشاق هواء نقي، وأكلة هنيئة،
وتمتع بخضرة صافية وهدوء عميق، وراحة بال ! «الريف» هو الفطرة الأولى، والمحضن الأول للانسان، وهو موقع الحياة الطبيعية الصحيحة حيث يكتشف الانسان نفسه،
ويسترجع هويته التي استلبتها المدينة منه، وحولته الى جزء من عمود الانارة والاشارة وخطوط الطريق!
لقد أخذنا في العقد الأخير ننشط للقيام بأفكار وبرامج منظمة لتنشيط المشاريع السياحية الداخلية التي تحاول ان تنافس على قلوب بعض المواطنين المغرمين بالسياحة الخارجية!
وكل منطقة من مناطقنا تبحث عن هذه الغاية بوسائلها الخاصة على وفق معطياتها المكانية والمناخية والانسانية،
شجع على ذلك مؤخرا، تأسيس «الهيئة العليا للسياحة» التي أنيط بها تحقيق هذه الآمال!
ومنطقة القصيم لها حظ من هذه الآمال باعتبارها منطقة غنية بالموقع والماء والانسان،
حيث تظهر بين حين وآخر أصوات تقترح وعقول تفكر وأيد تعمل،
لكن ذلك كله ما زال مفتقدا للحماس وربما للتشجيع والثقة في الجدوى ايضا!
واطرح في هذا الصدد، فكرة الاستفادة من «محافظة عيون الجواء» كنموذج سياحي داخلي قابل للتطبيق مهيأ للنجاح!
اذ يتوفر لمحافظة «عيون الجواء» مؤهلات الموقع السياحي، حيث المزارع المحيطة بها،
والموقع المرتفع، والمناخ المناسب، انها ريف زراعي لا يحتاج الا لبعض المشاريع السياحية التي تعطيها شيئا من الترويح والتسلية،
والمطلوب هنا هو الالتفاتة الى هذا الموقع الخام ليكون نموذجا سياحيا فالمرتفعات الجنوبية والشرقية المطلة على بلدة العيون،
مواقع مناسبة لاقامة مبان سياحية مصغرة كبداية لاعمال الفكرة مع تنشيط اسواق نموذجية شعبية تستقطب المدن والمحافظات والمراكز المجاورة بعضها قائم حاليا كسوق «جالب» وكذلك الاهتمام بابراز معالم الآثار القديمة المحيطة بالعيون حيث منازل بني عبس ومدارج شعراء العرب في التاريخ القديم!
وتشجيع المستثمرين في مجال السياحة لاقامة المشاريع التي تقدم خدمات الترفيه للسائح الذي يقصد الريف للراحة والهدوء وتغيير الماء والمناخ والمكان لما يمنح أسرته مزيدا من التسلية البريئة والترويح النفسي،
واستقطاع زمن خارج عن روتين العمل اليومي الذي يدور فيه داخل قوانين المدينة!
المكان والمناخ والانسان ومعطيات الأرض كلها أركان لقيام موقع سياحي يقصده الناس لتمضية ايام سعيدة،
ويختلف السائحون في أهدافهم ولهذا تختلف وجهاتهم، ولئن كانت العواصم والمدن الكبيرة مناطق جذب سياحي لفئات كبيرة من الناس،
فإن للريف ايضا حظه من فئة اخرى مجاورة له تبحث عن سياحة لها طابعها الشعبي المتميز بالذوق المحلي!
وقد يكون من المناسب ان نُذكر بذلك، والمسؤولون في «الهيئة العليا للسياحة» ينشطون لاستكشاف الواقع،
واستشراف المستقبل لمشاريع وبرامج وخطط السياحة الداخلية المراد منها الفوز بقلب المواطن وجيبه فهي اولى بهما بحق من الغريب!
بريدة ص ب 10278
ASBT2hotmail.com
|
|
|
|
|