| فنون تشكيلية
لقد اطلعت على فحوى ما جاء في مقالة الدكتور خالد الحمزة في جريدتكم الغراء الصادرة بتاريخ 20/12/1421ه بشأن )المعرض الجماعي بأتيلية جدة للفنون( حيث اورد عن رأيه بأن طغت الزخرفة اللونية على معظم اللوحات الفنية وذلك على حساب المضامين الفكرية وان صحت بأنها السمة الغالبة لاكثر الاعمال على الساحة التشكيلية فانها نقطة في بحر ومن الصعب تحديد هوية كل فنان على حدة من لوحة. وهنا اريد ان اوضح الدور الفعال للون وقدرة الفنان ورؤيته الخاصة تجاه توظيفه للعمل الفني بهذا المفهوم وما يكتنفه من صعوبة ان اللون لا يعيب العمل الفني ان الهدف الوصول به الى اسلوب يسخر الى تجربة تشكيلية تحسب للفنان اسلوبا وطرحا تترك اثرا على الساحة التشكيلية ولدى المتلقي مع ما يصادفه من صعوبة لاختلاف الثقافات واختلاف مساقط الرؤية.
ان موضوع الدكتور خالد وضع حدا لحيرتي التي طالت لمدة طويلة حيث لم يطرح قبلا اهمية اللون في العمل الفني لاجل ذلك كانت هذه الفرصة لمعرفة اهمية اللون وتوظيفه لخدمة العمل الفني وما نحن بصدده هنا ينبع عن قدرة ابداعية لدى الفنان فالمسؤولية مسؤولية الفنان اولا وقدرته الذاتية ومفهومه الفكري للعمل لانه ليس سهلا التعبير عن مضمون عمله ما لم يكن يملك صدق الاحساس وروح الابتكار ليصل صدق هذا الاحساس للآخرين ولابد من تحديد الهدف منذ البداية والتفرع لاكتساب القدرة على ايصال عمله بالمران والممارسة لما يكتسبه من خبرات ومهارات تعينه على طرح مفهومه الفكري ولا يوجد ما هو اكثر ايلاما من تشتت جهوده في ايصال تجربته )عطاءه الفني( بأنها اهدار لسنوات جهده واحباط في السعي للبحث عما هو جديد. لا يمكن اغفال اهمية هذه الندوات التي تقام لمعارض جماعية ومعارض شخصية لبعض الفنانين ولكن لم يناقش قط اي تجربة لفنانة تشكيلية ولا يخفى ان النشاط التشكيلي بالمملكة بدأ بالفنانين والفنانات معا في فترات متقاربة وبدأ سعي كل الفنانين للوصول لاسلوب فني منفرد كل على حدة يحاول ايجاد بصمة وتجربة له على الساحة التشكيلية تكون بداية لنهضة تشكيلية تعرف بالفن المحلي خارجيا.
وقد اخذت كل تجربة حقها من المعرفة ولكن الفنان اكثر حضورا في التعريف بنشاطه وذلك من خلال الندوات والالتقاء بالفنانين الزائرين الذين لا تتاح لهم اخذ فكرة عن اعمال الفنانات التشكيليات بالمملكة.
ولان تجربتي الفنية التشكيلية اساسها اللون فاني اقدم هنا تجربة فنية تشكيلية موجودة على الساحة وهو اللون والذي يمثل المحور الرئيسي للفكرة تجمع بين قيم جمالية ومضمون فكري ثقافي بتعريف الطبيعة في المملكة وخصائصها وبيئتها.
وقد كانت تجربة اللون الجديد موضوع معرضي الاول باللون الاخضر تحت مسمى )من ربوع بلادي الجنوب الاخضر( ابرازا لجمال الطبيعة في الجنوب زمانا ومكانا وقد حققت هذه التجربة ما كنت اصبو اليه لونا وطرحا وتبعا لنجاح هذه التجربة المعاصرة واستيعاب الاغلبية لها اثار عند البعض الرغبة في ان اعبر عن رؤيتي وتصوري الخاص بصحراء المملكة وبفضل الله سبحانه وتعالى تحقق لي هذا العمل فعندما نقلت معرضي الى الرياض استلهمت موضوع معرضي الشخصي الثالث من نخيل وادي حنيفة تحت مسمى )من ربوع بلادي نخيل وادي حنيفة بالوسطى( وبالرغم من تواجد اللون الاخضر في الموضوعين الا ان لكل منهما خصائصه وصفاته البيئية ما بين مناطق جبلية ومرتفعات زراعية بالجنوب وبين منطقة صحراوية تتميز بجمال النخيل وتمثل نموذجا لما حولها من مناطق خصائص هذه التجربة المعاصرة انها بدأت بتجربة لونية وقادت الى تجربة اكثر شمولا تعرف بخريطة المملكة الطبيعية تشكيليا وتسجيلا صادقا لمنطقتين ومناخين مختلفين من مناطق المملكة تزخر بروعة الطبيعة وجمال الخضرة. وحديثا مشروع الامير عبد الله وابناءه الطلبة للحاسب الآلي )مشروع لوحة وطني( دليلا على تسخير اللوحة للتعريف بالمملكة وترسيخ مفهوم المواطنة تربويا واجتماعيا. واعتقد ان خبرتي الفنية التشكيلية الطويلة في هذا الموضوع واضحة وجلية في اعمالي المطروحة على الساحة واقدمها هنا كبداية كرد على امكانية اللون في التطرق الى مضامين هادفة كما تفضلتم.
الفنانة التشكيلية
نوال مصطفى مصلي
|
|
|
|
|