| عزيزتـي الجزيرة
ثمة ايقاع من الحزن كان يرتسم امامي وانا واقف في طابور عزاء احاول استرجاع الكلمات التي يفترض ان اقولها،،عندما تسربت من جوالي )رنة( بدأت وكأنها آهة غارقة حتى الثمالة في الحزن،،
مددت يدي بعنف للهاتف لأخرسه فليس من المقبول ولا المعقول ان اتحدث مع احد ايا كان هذا الاحد وانا في مجلس عزاء،،لكن )رنة( الحزن عادت ثانية شعرت بالحرج،،فحسدت اولئك الذين يمتلكون موهبة )البلادة( حد عدم الاحساس بل عدم الاكتراث بالغير! خرجت مسرعاً من طابور العزاء ليس طبعاً من اجل رنة الهاتف فحسب! لكن اقتداء باولئك المعزين الذين قصروا تعزيتهم على )بصم( بضع قبلات باردة باهتة على وجوه بل وانوف ذوي المصيبة والفرار ربما خوفاً من الموت!!
لم تكن المسافة التي تفصلني عن سيارتي طويلة بما يكفي للبحث عن الرقم ذي الرنة الحزينة في هاتفي،،بل لم يدع لي مهاتفي الفسحة الكافية لمعاودة الاتصال،،عندما جاء صوته الغارق هو الاخر بالالم وقال،،احسن الله عزاك،،لقد مات الشيخ الفاضل )سليمان العامر( غادر صوته الحزين الهاتف،،قبل ان اسأله كيف ومتى؟ وقفت،،طويلا او ربما قصيراً،،حاولت استرجاع مسلسل الموت في هذا العيد،
فبالامس،،فجع صديقنا الصحفي دحيم الشبرمي بوفاة اخيه مع بعض زملائه في حادث مروري اليم،،
* وبالامس ايضا فجع صديقنا الآخر الحكم الرياضي المعروف خلف البقعاوي بفقدان ابنه الاكبر وايضاً في حادث مروري مروع،
وما بين هؤلاء واولئك من الاحبة والاصدقاء والجيران،،
فقدنا الكثير بل اننا بتنا نفقد كل يوم عشرات الشباب من الذين يعول عليهم الوطن الكثير ونحن فقد نجود بدموعنا وآهاتنا واحزاننا بل وحتى قبلاتنا التي نرسمها على خدود بعضنا البعض،،ثمة سؤال كبير وكبير جداً،،هو كيف،،
ومتى نستطيع وقف مسلسل الموت الذي بات وكأنه يتربص بنا ليغدر كل يوم بواحد منا،،
صدقوني انني اؤمن ايماناً منقطع النظير ان لكل اجل كتاباً وانه اذا جاء يوم احدنا لن يستقدم ساعة ولن يستأخر اخرى،،
لكنني ايضا اؤمن ان الله نهانا ان نؤدي بانفسنا الى التهلكة،،اللهم لا اعتراض،
سعود محمد السعدي
|
|
|
|
|