| عزيزتـي الجزيرة
في وقتنا الحاضر الكثيرون يدّعون حسن النية ويكررون اتصافهم بها، يرددون ان لديهم مشاعر وأحاسيس فياضة وقلوبا ذات شفافية خاصة،، دائما نسمع انهم كرماء بل وعظماء من ذوي القلوب الرحيمة فتنخدع في مظهرهم اللامع وكلماتهم المنمقة والمختارة بعناية فائقة، وتنظر إليهم بعين الاحترام والتقدير والود ومع الأيام تنكشف هذه الوجوه على حقيقتها وترى فقط انها مجرد أقنعة تخفي وراءها تلالا من الغدر والنفاق، إنهم يعرفون جيدا كيف يتغلغلون الى أعماق النفس البشرية عبر نقطة ضعفهم فيجعلونهم ينظرون اليهم نظرة حب وتقدير واحترام بل وتفان ، يصفونهم بصفات الإنسانية وهم في حقيقتهم لا يعرفون من الصفات الإنسانية سوى الاسم فقط بل لا يتورعون عن تحطيم المشاعر الإنسانية ،،، نجد في أسمائهم مجرد ديكور يخفي قذارة الحقيقة،
إننا للأسف نعيش في عالم مادي ملموس اختفت فيه المشاعر الإنسانية، نعيش بين بشر ارتدوا أقنعة ،، نعيش على ذكريات الأحاسيس التي ماتت واندثرت منذ فترة طويلة هؤلاء ينظرون للآخرين نظرة احتقار ولا مبالاة باتت الأقنعة في كل مكان وزمان وباتت الأحاسيس الصادقة عملة نادرة يصعب وجودها، وباتت المال هو اللغة المتداولة ، فأت بالمال والنفاق تحصل على شهادة التقدير والاحترام مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى،
باتت الأقنعة تنظر الى بعضها البعض على أنهم هم الواقع الحقيقي الملموس والصحيح في نفس الوقت نراهم يحملون شعار )دائما يد واحدة في كل مكان وزمان وتحت أي ظروف(
إن زمن الأقنعة لن يندثر بل ان بعض الوجوه الحقيقية ينظرون اليهم نظرة المثل الأعلى ولكن ربما يأتي يوم وتتكشف هذه الأقنعة أو ربما يأتي يوم وتصبح كل ا لوجوه أقنعة،
أقنعة لامعة تبهر العيون
أقنعة لها مائة شكل ولون
وفي حقيقتها هامشية وليست لها مضمون
أقنعة في كل زمان ومكان
في المزارع - في المصانع في الشوارع
أقنعة تدعي الوفاء
وتحلق بالآخرين في الهواء
أقنعة تدعي الشجاعة وفي حقيقتها خائفة خداعة
إن الوجوه الحقيقية نادرة وان وجدت فهي ليست قادرة على تحدي زمن الأقنعة اللامعة،
ما علينا إلا ان نكون صابرين
فربما تظهر شمس الحقيقة بعد حين
وعندما تنتهي المعاناة ونسعد بالسنين
رشا العبد التواب
|
|
|
|
|