| لقاءات
* حاورهم في عمان سليم صالح الحريّص وجريّد الجريّد:
على أعتاب قمة عمان وهي القمة التي يعلق عليها العرب من مشرق الوطن إلى مغربه الكثير من الآمال والتطلعات للخروج من نفق التشرذم والتصدع.
قمة عمان وهي القمة الأولى التي تعقد دون ان يرافقها كلمة «طارئة» بل تأتي وفق ارادة عربية جماعية لتفعيل مؤسسة «جامعة الدول العربية» والدخول بها إلى القرن الحادي والعشرين وهي أكثر فاعلية وأكثر قدرة على التعاطي مع القضايا العربية. هكذا أراد قادة الأمة في قمة القاهرة الأخيرة والتي كانت انتفاضة الأقصى محورها.
تأتي قمة عمان وفق مؤسسة القمة ودورية انعقادها بعد ان ادرك الجميع أهمية بل وضرورة هذه الآلية وأثرها وتأثيرها على العمل العربي المشترك.
إذاً هذه القمة يأتي انعقادها نتاج رؤية عربية مدركة لحقائق ملموسة ومتغيرات متسارعة الايقاع في عالم اصبح اليوم لا يؤمن إلا بالقوة... قوة الموقف... قوة الرأي... قوة الحجة وكلها تنخرط تحت عنوان «العمل الموحد والرأي الواحد والكلمة الواحدة، الاتحاد قوة والتكتل يعطي للعمل ثقله وهيبته».
** من هنا قد تكون قمة عمان مغايرة لقمم سابقة.. وقد تنحو بالعمل العربي منحى جديداً وبصورة تختلف جذريا عما تعودنا عليه.
** ما المطلوب من القمة؟؟ وماذا نريد منها؟؟ وكيف نرى مستقبل الوطن العربي والتحديات تحيط بنا من كل الاتجاهات والمتغيرات تتربص بعالمنا العربي؟؟ وكيف ستتعامل القمة مع عملية السلام المتعثرة وتهديدات شارون العدوانية وما المنتظر ان تقوم به الادارة الامريكية )الجمهوري(.
** الوضع الاقتصادي في الدول العربية في ظل العولمة والتكتلات الاقتصادية .. مامستقبل الدول العربية اقتصاديا؟؟
** ما اثر التنسيق السعودي الأردني والعلاقات المتينة التي تربط بين الشقيقتين على نتائج القمة ومقرراتها المنتظرة؟؟
** هذه الأسئلة وغيرها من التساؤلات كانت محور لقاءات )الجزيرة( في عمان العاصمة الأردنية مع اصحاب الدولة رؤساء الوزارات السابقين في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة والذين استجابوا بأريحية وأجابوا بوضوح وصدقية.
وهؤلاء الضيوف هم:
* دولة د.عبدالسلام المجالي
* دولة أ.أحمد عبيدات
* دولة أ.طاهر المصري
* دولة أ.عبدالرؤوف الروابدة
نأمل في عودة الحيوية للنظام العربي
** يقول دولة الاستاذ/طاهر المصري:
* أولا انعقاد مؤتمر القمة العربية في اكتوبر الماضي في القاهرة وقراره بأن يصبح انعقاد القمم العربية دوريا وحسب التسلسل الابجدي للدول العربية كان قراراً هاما جداً وحكيماً حيث ان مؤسسة القمة شيء هام في العمل العربي المشترك وكانت قائمة، وأدت غرضاً لابأس به خلال سنوات مضت.
وانقطاع انعقاد القمم لظروف لا داعي لذكرها والدخول في تفاصيلها.. كان دون شك مضراً بالمصلحة العربية العليا ومصلحة الاقطار العربية لذلك أرى ان عودة القمة الدورية شيء جيد جداً، ونحن بحاجة ليس فقط للتضامن العربي ولكن إلى إعادة الحياة لمؤسسات العمل العربي المشترك وعلى رأسها مؤسسة القمة ثم الجامعة العربية لأن على العرب ان يواجهوا أخطاراً وتحديات وتغييرات دولية كبيرة جداً ولا نستطيع ان نتعامل معها كأقطار عربية منفردة بل لابد للقوة العربية ومصادر القوة العربية ان تتجمع ليعود لها ثقلها في الساحة الدولية نحن في عالمنا العربي نواجه أخطاراً كبيرة من الداخل ومن الخارج من أهمها بل على قائمتها القضية الفلسطينية التي نرى كيف تتطور بشكل سوف يؤثر ليس فقط على الفلسطينيين إنما يمتد تأثيرها على كافة الدول العربية بلا استثناء والمجاورة لاسرائيل أكثر أثراً والأردن تحديداً أهم هذه الأقطار.
وواصل د. المصري حديثه قائلاً:
وليس صدفة ان تعقد أولى هذه القمم الدورية في الأردن ليكون هذا البلد مركز الاهتمام بالنسبة لقربه من القضية الفلسطينية وتفاعلاتها وتداعياتها في نفس الوقت. نحن نأمل من القمة العربية ان تعيد الحيوية إلي النظام العربي الذي ضعف خلال الفترة الماضية وان تكون بداية ايجاد آلية للعمل العربي المشترك وبداية للتفكير بايجاد قواسم مشتركة بين الدول العربية أو بين بعض الأقطار العربية تتعلق باجراءات ادارية وتعليمية وغير ذلك بغرض توحيدها والتشابك بينها.
العالم يتجمع ويتجمع على أسس اقتصادية إذاً لابد للقمة ان تبدأ ولو بداية في بحث كيفية التكامل العربي. ونحن لا نتوقع ان يكون التكامل العربي كبيراً أو كاملاً أو واسعاً أو من خطوة واحدة كل ما نأمله ان تضعنا القمة على بداية طريق.. الطريق نحو التكامل العربي.
وفي تقديري انه ليس من الضرورة ان نبدأ بالتكامل بين كافة الأقطار العربية انما يمكن وفق الأقاليم على سبيل المثال دول مجلس التعاون الخليجي تتكامل فيما بينها وإقليم بلاد الشام أو مايسمى بالهلال الخصيب يتكامل فيما بين دوله وإقليم المغرب هو كذلك ووادي النيل وهكذا نحن يمكن ان نتعامل على أساس أقاليم عربية تبقى تحت مظلة الجامعة العربية وتحت مظلة مؤسسة القمة العربية لكي نستطيع ان نتكامل مع بعضنا البعض وللتمهيد كي نصبح قوة مؤثرة في العالم ولهذا فسيكون للاقتصاد دور مهم في القمة العربية.
وحول ما يتعلق بالشأن السياسي والوضع الحالي وما اعقب قمة القاهرة من متغيرات سياسية دولية وإقليمية وكيف ستتعامل القمة مع هذه المتغيرات والتطورات يقول المصري: لا اعتقد ان هناك حرجاً على القادة العرب من شارون ولاءاته ولا يضيرهم تاريخ شارون بل بالعكس هذا الواقع سوف يجعل القادة واضحين وسيتعاملون بوضوح وليس هناك من حرج ولن يكونوا محرجين في بناء سياساتهم وتوجهاتهم لأننا نعرف ان شارون عدواني ومعروف بنزعاته العدوانية ولا اعتقد أننا سنكتشف شارون لأول مرة بل هو تقلد عدة مناصب مهمة في اسرائيل واهمها وزير للدفاع وقد قصف عاصمة عربية قصفا مريرا ولفترة طويلة وهي «بيروت» كما تعرف إذاً نحن نعرف شارون ونعرف بأنه سيضر ويؤثر على كافة الاقطار العربية ليس فقط على الفلسطينيين لأن خطره وأذاه سوف يتعدى في المدى القصير وفي المدى البعيد الأراضي الفلسطينية. لذلك نحن في الأردن خطره علينا واضح ويجب أن نكون واضحين في القمة وفي غير القمة عندما يأتي أمر بالتعامل مع شارون، صحيح انه رئيس وزراء اسرائيل وسنتعامل مع رئيس وزراء اسرائيل، لكن يجب ان يكون التعامل واضحاً لكن من حسن الحظ ان شارون وكما يبدو لن يستطيع الاستمرار ولن يبقى في الحكم طويلاً وسوف يرحل إما بسقوط حكومته وإما باجراء انتخابات لرئاسة الوزراء والكنيست مرة أخرى اسرائيل أيضاً في أزمة سياسية وحكوماتها لم تعد مستقرة كما كانت، إذ يلاحظ انه يطاح بالحكومة خلال فترة قصيرة الحزبان الكبيران والقائدان في اسرائيل «العمل والليكود» ينهاران بسرعة لصالح تشرذم احزاب أخرى على اليمين وعلى اليسار وهنا يعقد الحياة السياسية ويعقد صناعة القرار في اسرائيل.
لذلك فإن اسرائيل بشارون وبدونه هي في أزمة ويجب على العرب ان يعرفوا ذلك ويتعاملوا مع اسرائيل على هذا الأساس، وأنا أعتقد ان التسرع باتخاذ قرارات أو تنازلات.. خوفا من شارون وبطش شارون هي سياسة خاطئة وبالنتيجة أعتقد ان الحق الفلسطيني والحق العربي سوف يظهر باذن الله ويحقق أهدافه. ونحن ندرك تهديدات شارون ولابد ونحن نتعامل وفق هذه الظروف ان نعلم ان هذا الأمر موجود في ذهن انسان مثل شارون والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية وسياسة الهروب إلى الإمام كما اسميتها أنت وهو كلام صحيح وأود ان أضيف تسمية أخرى وأقول نقل المعركة إلى أراضي الغير. اسرائيل كما قلنا في أزمة ولانستطيع ان تتحملها وتتحمل ذلك الصراع داخل المجتمع الاسرائيلي لذلك قد تعمل على نقل معركتها خارج أراضيها لكن لا اعتقد ان ذلك سيكون بأدوات عسكرية قد يكون ذلك بخلق مشاكل ومصاعب داخل الدول العربية ونحن في الاردن نتحوط كثيرا من هذا الاحتمال وقد يكون احتمالا وارداً إضافة لاستغلال نقاط الضعف مثل الوضع الاقتصادي المتردي إلى آخره.
فحالة الاحباط الموجودة في المجتمع الأردني قد يتم استغلالها بخلق متاعب، وندخل في دوامة عنف أو دوامة صراعات داخلية يمكن ان يفكر شارون بهذا الامر لذلك قلت لك انه علينا نحن في الأردن بالذات ان نكون واعين تماما وان نصلب الجبهة الداخلية وان لانفترض ان شارون حمل وديع أو ان وصوله لرئاسة الوزراء قد يجعله يغير سياساته للأحسن وإلى الشيء الهادئ، وقد يكون العكس تماما لأنه يريد ان يختم حياته السياسية بعنف ومجازفة بشيء كبير جداً «يتوج» ما قام به خلال نصف قرن مضى.
لا أخاف من )الوطن البديل(
* دولة الرئيس وهل هناك تخوف مما أسماه شارون الوطن البديل؟؟
أنا لست متخوفا من موضوع الوطن البديل لأن الوطن البديل له ظروف معينة اهمها ان إنشاءه يعني توفر ظروف معينة ليس فقط اعلان نية شارون أو اسرائيل على انشاء وطن بديل وينشأ الوطن. الوطن البديل ينشأ عندما يقبل الفلسطينيون التخلي عن حقوقهم وعن أرضهم وعن هويتهم ليصبحوا تماما موجودين كلهم وتصبح الدولة الأردنية هي الدولة الفلسطينية.
هذا أمر مرفوض فلسطينياً أولاً وكل فلسطيني يرفض ان ينسى فلسطين ويتخلى عن حقوقه ليجعل الأردن هي فلسطين كذلك الأردني يرفض ذلك وبشكل مطلق.. إذن الأردني والفلسطيني متفقان على انه لا بديل عن فلسطين وحق العودة للاجئين وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وانشاء الدولة الفلسطينية هذا أمر محسوم عند الفلسطينيين وأيضاً محسوم عند العرب كافة لذلك موضوع الوطن البديل يروج له ليخوف به الناس ويريد خلق حساسيات في الأردن لكن تحقيقه في اعتقادي أمر غير ممكن على الاطلاق.
* وكيف يتطلع دولتكم إلى القمة وماهو متوقع منها من نتائج على ضوء التنسيق والتشاور السعودي الأردني وهل تعتقدون بأن هذا سيكون له أثره على نتائج القمة؟؟
التوافق العربي العام وهذه العلاقات الثنائية الجيدة والمميزة ليس بين السعودية والأردن فحسب بل بين السعودية والبلدان العربية بمجملها هي عامل مهم لأنه أولا القمة تعقد في عمان فهي المقر لمدة سنة والملك عبدالله رئيس القمة لمدة سنة وثانياً المملكة العربية السعودية وهي ركن مهم من أركان الأمة العربية ولها تأثيرها وأثرها في النظام العربي ووضع المملكة لاينظر له فقط بين الأقطار العربية ولكن لها ثقلها في العالم بأسره ثقل سياسي ومكانة وبعد اقتصادي، والمملكة الشقيقة تستطيع ان تلعب دائماً دور الجامع بين الدول العربية وإعادة تفعيل وتنظيم النظام العربي وبطبيعة الحال لصالح المملكة لأن قوة العرب في المملكة وقوة المملكة في العرب ولا أحد يخسر من قوة الآخر. هناك تكامل من أجمل وأحسن ما يمكن، والعلاقات الثنائية بين الأردن والسعودية مفيدة جدا وتساعد في الوصول إلى توافق حول قرارات واضحة وقوية لا تخشى من مراكز قوى دولية أو من مراكز قوى إقليمية.
وإنني لا أكتفي فقط بأن تكون العلاقات حسنة فقط إنما أنا أؤمن بضرورة البحث عن قواسم مشتركة للتكامل خاصة في المجال الاقتصادي، ولا أظن أننا نقوم بما يجب في هذا المجال.
أنا أتمنى ان أرى موضوع الحدود وموضوع التجارة وموضوع التنسيق في أمور كثيرة ليست بالضرورة مواضيع سياسية ولكن تتعلق بالجمارك وبالتربية والتعليم والضرائب.. الخ.
أنا مؤمن أنه يجب ان نبدأ تدريجيا من هنا.. هذا الأمر غير متحقق لغاية الأن، فأنا أتمنى من كل قلبي ان تتبلور وان نخطو بها إلى الأمام، أما إذا نظرنا للعلاقات كما هي الآن فهي جيدة جدا وتسير بالطريق الصحيح، ونعلم ان ثمة تعاوناً وتنسيقاً سياسياً طيباً ودون شك نحن نكن للمملكة ولتوجهاتها كل احترام لكنني اطمح إلي الوصول إلى المزيد، وبالعكس الأردن يعتبر حاله «دولة خليجية» في هذا النطاق بمعنى توجهاته السياسية والطبائع والقيم والمفاهيم و....و.... كلها قريبة من بعضها البعض ومن الممكن وبسهولة ان نبدأ على خطوات مدروسة ومحددة للاقتراب السياسي والاجتماعي والإداري والاقتصادي أكثر مما نحن عليه اليوم، وهذا ارجو ان لايؤخذ على أنه شكوى ولايعني ان الحال سيئ بل العكس هذا طموح أتمنى ان يتحقق ويتبلور على الأرض.
خصوصية للمؤتمر
أما دولة د/عبدالسلام المجالي فقد استهل حديثه بالشكر للزيارة وطرح هذا الموضوع قبيل انعقاد القمة وقال دولته:
أنا أعتقد ان هذا المؤتمر له خصوصية معينة وهو انه أول مؤتمر يعقد بعد قرار الزعماء ان هذه القمم يجب ان تكون مؤسسية وان تكون مستمرة طبعا الآن نحن في العالم العربي والقضية الفلسطينية تجتاز مرحلة دقيقة وهذه المرحلة تتعرض إلى امكانية ان تقف أو تقتل فهذا الأمر يهم جميع البلاد العربية لذلك لابد من موقف من جميع القادة العرب ان يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذا الصراع الشرس وذلك من نوع القوة التي تساند الشعب الفلسطيني، لأن الطرف الثاني له قوى متعددة تسانده وتساعده فعلى الأقل ان تكون هذه المساعدة معنوية وبنفس الوقت يجب ان تكون هناك مساندة مادية. مادية بالفعل في تقديم العون حتى إلى درجة تقديم الرجال، لأن هذه المعركة ليست معركة للفلسطينيين فقط.. وإنما معركتنا جميعاً اينما كنا في عالمنا العربي لأن الأذى سيطالنا جميعنا.
أما الأمر الآخر والذي اقترحه دوماً «طبعا لايعني انه لو مافيه قضية فلسطينية مافيه مشاكل بيننا كعرب» هذا شيء طبيعي طبيعة الانسان وطبيعة الدول ان يكون لديها قضايا مع بعضها البعض لكن ما اقترحه هو ان الوقت حرج والآن إدارة امريكية جديدة هذه الإدارة لها باع طويل فيما يتعلق بالشرق الأوسط ولها باع طويل آخر في تغيير النظام العالمي من قطبين إلى قطب واحد الآن هي في سبيل صناعة نظام اقليمي جديد فاذا بقي العرب يتحدثون عن اختلافاتهم ويتصرفون بموجب هذه الاختلافات فسوف يرسم علينا المستقبل بدلا من ان نكون شركاء في رسمه هذا الذي أنا آمله واعتقد ان كل الزعماء العرب شعروا بعد هذا العمر من الاختلافات ان هذا الأمر لايقود إلا إلى التهلكة.
ويستطرد د/المجالي قائلاً:
الذي اقترحه شيء أشبه بالمديونية المالية بمعنى انه عندما تكون هناك دولة مدينة أو شخص مدين يتفاوض مع الطرف الثاني لتقسيط هذا الدين.
أقول هناك ملفات كثيرة وكثيرة جدا في الاختلاف بين العرب سواء أكانت ملفات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو أمورا أخرى عديدة أرى أنه ليس مناسبا فتحها أو معالجتها في هذا الوقت مهما كانت لأننا الآن في وقت وضع النظام الاقليمي الجديد فعلى الأقل نتركها لسنوات قادمة ربما أربع أو خمس سنوات ولا نبحثها ووضعها جانبا لكنها في ملفاتها والآن ندور على توافق بحيث ان نكون أساسيين في وضع هذا النظام الاقليمي وهو النظام العربي الجديد وبعد هذه الفترة لابد لنا من فتح هذه الملفات حتى تصفو الأجواء وأي خلاف بين دولتين أو أكثر يجب فتحه. أنا لا أؤمن بالتغاضي لكن ما أريده الآن ان تكون الأمور مركزة على هذه الفترة الحرجة التي تمر بها منطقتنا وبعد ذلك علينا ان نفتح ملفاتنا وان نصل بها إلى العلاج وإيجاد الحل وان تصل إلى نهايتها لترى أننا بعد خمس سنوات من التفاهم والتقارب والتوافق ومن الحديث المشترك بدون الخلفية الأخرى من مشاكلنا اعتقد انها ستجعل من الخلافات أمراً بسيطاً سهلة العلاج وقابلة للحل بالروح الأخوية بين البلاد العربية والقمة اعتقد بأنها ستركز بالدرجة الأولى على العملية السلمية المتعثرة خاصة المسار الفلسطيني.
* هل تعتقد دولة الرئيس بأن القمة ستقود الى مواجهة مع شارون؟
في الواقع تختلف وجهة نظري عن كثير من الناس، أنا إنسان متفائل يتتبع قضاياه بصورة علمية منطقية، وفي اعتقادي ان فشل باراك الذي يعتبره الغرب معتدلا وممكن التفاهم معه ومجيء هذا السفاح اعتقد بأنه يصب في خانة المصلحة الفلسطينية.
حزب العمل باعتبار انهم لايملكون أغلبية والمعارضة قاسية جدا هي )الليكود( والأحزاب الدينية.
كان صعباً عليه أن يصل إلى حل بأي موضوع من المواضيع فلذلك ترى ان المعاهدة مع مصر وقعها ليكودي وبين الاسرائيليين والفلسطينيين في موضوع الخليل وهو موضوع هام جداً بالنسبة للعقلية الاسرائيلية وقعها )نتنياهو( فأعتقد اصلا ان قوة اسرائيل الكبرى تأتي من الخارج سواء مادية أو معنوية هذه القوى تنظر إلى شخص الذي يقود أي بلد من البلدان ان كان عنيفا وقاسيا تكون ضده ف «شارون» إذا استمر بما كان يتحدث عنه فأعتقد ان هذه القوى التي تساند اسرائيل ستتخلى عنه أي بمعنى آخر انها تساعد في الحق العربي بينما كان حزب العمل في مظهر المحب للسلام على الأقل دعوا له وكلمتهم مصدقة بينما الآن كلمة شارون في الغرب لن تكون مصدقة وهذا أمر حيوي.
الأمر الآخر أيضاً كما قلت الإدارة الامريكية الجديدة موقفها من العملية التي هي مرت بها كانت موجودة وهذا النوع من الادارة والتي انهت القطبين اعتقد انه من مصلحته الأساسية ان يكون هناك حل سلمي لأنه ان لم يكن ذلك سنرى الخيار الثاني أو السيناريو الآخر وهو ان استمرت الانتفاضة وازداد القتل سوف يدعو ذلك إلى تفجيرات متعددة في كل انحاء العالم أو في كل المنطقة وهذا ليس في مصلحة الغرب اطلاقاً وأمريكا خاصة ولذلك اعتقد بأنها سوف تسعى إلى عملية السلام بجدية والسلام كما تعرف أقر على أنه خيار الدول العربية الاستراتيجي ولا خيار آخر بديل عنه.
* هل يعني أن خيار الحرب ليس له مكان؟
لاخيار بديل للسلام ولا تستطيع الذهاب إلى خيار الحرب الا عندما تكون مجموع القوى الذاتية والمساعدة قادرة على قهر الطرف الآخر ومساعديه وهذا في المنظور القريب غير ممكن ولذلك لابد من السلام.
السلام هو أنك تعرف أولا قوة عدوك وقوتك ويكون حسابك دقيقاً.
نحن في السابق الأمة العربية لم يكن حسابها دقيقاً فدخلت عدة معارك معظمة ماعندها ومقزمة ماعند الطرف الآخر وتدخل المعركة فتخسر، لذلك أظن ان العالم العربي تعلم من هذا الدور ولكن حتى تصبح قوة كبيرة يعني قوة عسكرية لابد ان تؤخذ الأمور بحساباتها الدقيقة والدقيقة جداً.
والانتفاضة المباركة في الأراضي الفلسطينية لوحدها لن تستطيع التأثير بشكل رئيس ومؤثر إنما هي محرك مستمر وتدفع بالأمور لأنها لاتترك لهم من سبيل الا الدخول في عملية السلام.
واعتقد ان العرب إذا تركوا الخلافات وبحثوا عن الايجابيات كما قلت على الأقل في الخمس سنوات القادمة ستجد ان هناك تكاملا بدءاً من الاقتصاد وبين كافة الاقطار العربية ودون استثناء.
دول عربية لديها قوة بشرية هائلة وعندها تجربة ولديها صناعات متعددة وأخرى لديها ثروات طبيعية وهكذا هذا يكمل الآخر زراعة ترفد صناعة وقوة بشرية كبيرة تدعم قطاعات انتاجية فتجد اننا نكمل بعضنا مع بعض خصوصا ونحن مقبلون علي تجارة دولية أو ما يسمى بالعولمة هذه العولمة التي ستقدم ان لم نكن متكاتفين متصافين ستأكلنا فرادى ولذلك أنا أعتقد أنه مجرد أن يلتقوا يجب ان يكون الحق بمعنى أن يتحدثوا فيه لأنني إن كنت جارك وبيتي مهدم وحالتي سيئة فلن تكون انت مرتاحاً ولهذا ترى ان قدرنا ارتباطنا مع بعضنا وهمنا واحد وألمنا واحد شئنا أم أبينا.
وفي ظني ان الحكومات العربية مدركة لكل ما تحدثت عنه بشكل أو بآخر، ولاشك ان لديها دراسة أو ما شابه ذلك، وبلا ريب ستتقدم بها بشكل أو بآخر، وحتى ان هذه الأمور ستصل بمشيئة الله إلى خدمة الأمة العربية وهنا يجب ان اسجل بكل اعتزاز المواقف السعودية الداعمة لكل عمل عربي وما يصب في المصلحة العربية والتنسيق والتشاور بين الاشقاء في المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ليس بجديد ولا غريب وليس محل استغراب فالعلاقة لم تأت اليوم ولا من امس بل هي قديمة وقديمة جدا سواء أكانت على الصعيد الرسمي أو العائلي وكذلك على المستوى الشعبي فالترابط موجود وقائم والترابط الأسري ممتد الجذور والجوار والقربى. إذن العلاقة الموجودة علاقة ممتازة بل متميزة والتنسيق موجود واعتقد ان زيارات المسؤولين في كلا البلدين لم تنقطع بل هي شبه دائمة وأظن ان زيارة سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الأخيرة تجسد هذه الحقيقة وتصب في هذا الاتجاه ولاريب في ان هذه العلاقة سيكون لها اثرها على نجاح القمة والخروج بنتائج ايجابية يطال ثمرها الوطن العربي بأسره.
************
قضايانا لا تحتمل الانتظار
وتحدث دولة الاستاذ/عبدالرؤوف الروابدة فقال:
ياسيدي تتميز هذه القمة بأنها المرة الأولى التي تعقد فيها وفق قرار القادة العرب على وضع آلية محددة بجعل القمة العربية دورية وأسأل الله ان تكون كما أراد لها قادتنا ان تكون وارجو ان تستمر هذه الآلية وفق مواعيدها المحددة وارجو من المولى ان تكون هذه القمة فاتحة خير نحو مرحلة جديدة وبناءة لخدمة القضايا العربية والخروج بالأمة العربية من الحالة التي تعيشها لأن القضايا التي تمس الأمة لا تحتمل الانتظار أو التأجيل لمدد قد تطول أو لحين الاتفاق على مواعيد قد تأتي وربما تمر السنوات دون ان تعقد قمة واحدة.
الأمر الثاني ان الظروف التي تعقد فيها القمة هي ظروف محورية وظروف دقيقة وأساسية سواء تحدثنا عن الخلافات العميقة الموجودة بين بعض الدول الشقيقة والتي مر عليها زمن طويل وقد آن الأوان لحلها لأنه في ظني ان الأمم لا تستطيع ان تعيش على تاريخ الصراعات ولابد لها ان تجمع صفوفها من أجل الحصول على حقوقها. أيضاً القمة تعقد في ظل انتفاضة شعبية فلسطينية لمواجهة احتلال ظالم وجور مستمر يوميا تأتي في مرحلة ان الليكود يحكم اسرائيل وتغيير الادارة الامريكية وهذا الأمر يرتب على الأمة العربية مسؤوليات لتتصدى وتواجه هذا القادم لأن العلاقات اليوم بين الدول تحكمها المصالح المستمرة ولا تعيش هذه الدول وفي هذه المرحلة على العواطف.
أمور سياسية بالغة التعقيد وتتطلب اتخاذ قرارات مصيرية وهامة لأن الاستمرار على حالنا ليس في مصلحة الأمة العربية ونحن نعتقد ان هناك أموراً اقتصادية حيوية يتطلبها البناء العربي مثال ذلك السوق العربية المشتركة وان تفتح الاسواق العربية أمام رؤوس الأموال العربية للاستثمار وكذلك أمام العاملين من جهة أخرى وكذلك أمام السلع لكي تصبح هذه الأمة سوقا واحدا.
هذا حلم مهم لأننا بدأنا بالسوق العربية المشتركة قبل السوق الأوروبية وكما ترى بقينا على وضعنا واجتازتنا أوروبا وانتهت السوق الأوروبية بصيغة من صيغ الوحدة السياسية بين دولها ومازالت السوق العربية المشتركة تعاني بل أجزم بأنها أضعف مما كانت عليه سابقا.
وأنا أعتقد أيضاً أنه من مسؤولية القمة ان تنهي هذه الخلافات والمشكلات ليخرج العالم العربي معافى لأن الظروف تحتم على كل الأشقاء ان يلتقوا ويتحدوا أمام كل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة اذ ترى أنه لا مصلحة للأمة قاطبة ان يبقى السودان أو ليبيا أو العراق تحت الحصار.
ليس من مصلحتنا ان تضعف دولة عربية أو تهن او ان ينفرد بها على الساحة لأن قوتنا في توحدنا وتضامننا وضعفنا في تفرقنا وتشتت شملنا واختلاف آرائنا وتوجهاتنا.
نحن نعرف ان داخل الاسرة خلافاً وتبايناً في الرأي لكن لابد لهذا الاختلاف من صيغة توافق وحل كل الحروب في التاريخ انتهت بتوقيع معاهدات وكل المعاهدات الجائرة تنتهي بحرب لابد لهذه الأمة وفيها العقلاء كثيرون فيها اشقاؤنا الكبار مثل السعودية ومصر وغيرهم من الاشقاء قادرون على ان يجمعوا الاشقاء على كلمة سواء وان يقودوا الأمة وان يزيلوا مابين الاشقاء من خلافات حتى نكسب احترام الآخرين وكي نرد حقوقنا في فلسطين والجولان ولبنان وان نكون أمة مهابة الجانب تحظى بتقدير العالم.
أنت ترى وتسمع ما يفعله الصهاينة في شعبنا الفلسطيني الأعزل هذا يؤكد بأنه طالما بقينا على حالنا ولم نهتم ببعضنا لن نحتل اهتماما عند الآخرين.
اسرائيل تعربد وتهدد وتطلق القيادات الاسرائيلية تصريحات قد يقال انها بالون اختبار أو ... أو... لكنني أقول دائماً إني لعلى يقين من ان الاسرائيليين عندما يتحدثون فإنهم يتحدثون عن تصميم على اجراءات قد لا تكون آنية ولكنها قد تأخذ بعض الوقت أو يطول مداها.
الخطر اذا لم يتم السلام العادل والشامل القائم على استرداد الحقوق الشرعية انه خطر دائم ومستمر لن نتحدث عنه بجزئيات سواء الحديث عن احتلال أرض عربية أخرى أو هدم بعض المنشآت الهامة لدولة عربية نتحدث عن ان هذا الصراع العربي الاسرائيلي وظيفتهم الآن ان يسعوا لنقله صراعاً عربيا عربياً على مختلف الأراضي سواء تحدثوا عن الأردن والدعوة لتغيير اسلوب الحكم في هذا البلد وسيطرة طرف على طرف وسواء تحدثوا عن اعتداء على بعض الدول العربية أو منشآت هذه الدولة أو تلك. هذا الكلام لايطلق عشوائيا ولايجوز ان نمر على هذا الكلام مرور الكرام يجب ان يؤخذ بجدية وان نتحوط وفي نفس الوقت يجب ألا يرعبنا أو يخيفنا فنتوقف عن المطالبة بحقوقنا.
اعتقد أن ما نعرفه عن الحكم الاسرائيلي تاريخا وممارسة يستدعي من الأمة العربية ان تأخذ الأمور بجدية وهذه الجدية يترتب عليها ان نقف كتلة واحدة وصفا واحدا وبرأي واحد وموحد لتكون أمتنا قادرة على لجم أي عدوان أو اعتداء ومتجاوزين كل الظروف والاختلالات التي عصفت بأمتنا لأننا إن لم نكن كذلك فلن يلتفت لنا أحد ولن يهتم بأمرنا كائن من كان ولا أظن أننا نعول على أية دولة فلا أمريكا ولا غيرها تعطف علينا كل دولة تضع مصلحتها أولا فلا الإدارة الأمريكية الراحلة أو التي غادرت أو التي ستأتي ستحسب لنا حسابا ان لم نعِ وندرك ولا بد ان نثبت للعالم ولقياداته ان مصالحهم مرتبطة بنا وانها ستظل كذلك وستبقى مربوطة بالوصول إلى حقوقنا المشروعة وتأكد انهم حين يدركون اننا نعني ما نقول وان مصالحهم مهددة تأكد انهم سيهتمون بقضايانا ومشاكلنا أكثر من أي وقت مضى أما ان بقينا على حالنا ويعرفون أننا مختلفون ويعلمون ان حقوقهم مصانة رغم وقوفهم مع اسرائيل فما هو المبرر لكي يقفوا معنا؟
أنا أعتقد ان قرارات القمة القادمة ان هي حددت علاقتنا بالدول الفاعلة والمؤثرة في هذا العالم بمقدار وقوفها إلى جانب حقوقنا فان مواقف هذه الدولة ستتغير وسترجح كفتها إلى جانبنا وتتعامل معنا ومع قضايانا بكل جدية وحسم خلاف ماهو حاصل الآن.
أعرف ان هناك توافقاً عربياً وان هناك تواصلاً وعلاقات بين بعض الدول الشقيقة على مستوى من التطور ولهذا فإنني أبني عليها تفاولي لطي صفحة الأمس مثال ذلك العلاقات السعودية الأردنية حقيقة هي علاقة أزلية وراسخة ومتجذرة لكنني أراها اليوم تمر بأحسن ظروفها إلى جانب الأردن في كل ظروفه في الرخاء والشدة ولن ننسى مواقف عديدة وقفتها السعودية معنا.
وأود ان أقول شيئاً اننا لن ننسى كلمات سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز اثر وفاة جلالة الملك الحسين يرحمه الله.
ان علاقاتنا بأشقائنا في السعودية هي علاقات يحتذى بها بين الاشقاء وحقيقة انني أرى تناغما وتجانسا بين البلدين في التعاطي مع القضايا التي تهم البلدين الشقيقين والقضايا العربية، وطالما ان هذه الخصوصية موجودة فتفاؤلي بالقمة مصدره هذه الصورة التي اراها ولا أشك ان البلدين سيسعيان لبلورة رؤى عربية صادقة ومخلصة وستؤدي بالتالي إلى نتائج نريد ان تخرج بها القمة والمملكة لها ثقلها ولها خط واضح ومنهج يجمع الشمل ولايفرقه وأسأل الله ان يأخذ بأيدي قادة الأمة إلى ما فيه خير وعزة أمتنا العربية إن شاء الله.
سؤال دون إجابة
أما دولة الاستاذ/أحمد عبيدات، فقد استقبل )الجزيرة( وبعد ان استمع لأسئلتنا وبإنصات تفضل دولته بالقول:
في البداية نرحب في الأردن بالقادة العرب وبكافة الأشقاء وفي الحقيقة ننظر لهذا المؤتمر بتفاؤل ونحن نتوقع منه أشياء كثيرة لكن قبل ما نتكلم عن توقعاتنا من المفيد ان يطلع الرأي العام العربي على ان استمرارية وانتظام انعقاد مؤتمر القمة هو قضية أساسية بمعنى الا يترك انعقاد القمة للظروف لأن التحديات كبيرة سواء على مستوى كل قطر أو على مستوى الوطن العربي كله التحديات إقليمية ودولية والتحديات ليست فقط تحديات اقتصادية بل هي تحديات سياسية وتحديات اقتصادية واجتماعية بل وحتى عسكرية في بعض الأحيان هذه نقطة والنقطة الثانية نحن في الأردن نشعر انه دائماً وأبداً استمرار علاقاتنا العربية المتوازنة هو في وجود تضامن عربي التضامن العربي بالنسبة لنا هو قارب النجاة الحقيقي الذي يعني ان تكون مع اشقائك العرب فيما يخص المصالح العربية المشتركة لكل المنطقة والا يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية من قبل أية دولة عربية بشأن دولة عربية أخرى هذا الوصف بالنسبة لنا نعتبره انه يسير باستمرار ولذلك نتوقع ان يكون فيه تكريس وفيه تأكيد وفيه تفعيل لهذا المفهوم مفهوم التضامن العربي بعد كل الذي مر فيه الوطن العربي من أحداث ليست في العشر سنوات الأخيرة وإنما قبلها.
القضية الثانية واضح أننا نواجه تحدياً كبيراً كوطن عربي وكشعوب عربية، نرى العالم يتكتل والدول تتحد والشعوب لها مصالح مشروعة لابد من وجود آليات لخدمة هذه المصالح المشروعة فهل يبقى الوطن العربي بشعبه وبكل اقطاره مستثنى من هذه القاعدة في العالم.
هذا لايعقل )يعني( الباسيفيك فيه تكتل اقتصادي وسياسي في أوروبا هناك تكتل مماثل في المكسيك وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً!!!
نحن في هذه المنطقة وأعني بلادنا العربية في غاية الأهمية ومكاننا في هذا الجزء من العالم ونحن نقطة تقاطع بين القارات وتقاطع مصالح العالم من مواصلات وغيرها ونملك من الثروات الشيء الكثير والكثير جداً وتهم العالم بأسره. هل نبقى بالفعل ردة فعل أو صدى؟ وإلا يجب أن نتحرك على مستوى الوطن بأسره وعلى مختلف المستويات إذ لايجب أن يكون على مستوى الحكومات فحسب بل على مستوى كافة القطاعات والتي تعتبر مصلحتها كلها مصلحة واحدة ليس هناك مصلحة لنظام حكم يفترض ان ينظر لها بمعزل عن مصلحة الشعوب والتي هي كان مفترضا ان تختار طريقها ونظامها هذه القضية أصبحت اكثر الحاحا من أي وقت مضى ولكي تكون دولنا العربية بصورة أو بأخرى تصبح طرفاً في تعاون اقتصادي مع السوق الأوروبية المشتركة وتصبح أيضاً طرفاً في التعاون مع تجمع آخر اقتصادي ويكون له امتداد سياسي وفيه آلية وشروط سياسية.
هل يعقل ان تعقد كل دولة عربية اتفاق شراكة أوروبية لوحدها مع السوق الأوروبية أو مع دول اتحاد أوروبا؟؟ وهل يمكن ان نتوقع خدمة لمصالح تلك الدولة وشعبها في ظل تلك المعادلة المختلة وغير المتوازنة؟ الحد الأدنى ان يكون هناك مصلحة عربية مشتركة وهي موجودة وان تكون هناك كتلة عربية مشتركة وهي موجودة بعناصرها الأساسية وان يكون هناك طرف عربي يتحدث عن مصالحه ويقايض مصالحه الاقتصادية بالمصالح الأخرى سواء كانت اقتصادية أو سياسية والعكس صحيح هذا العالم الآن مفتوح على بعضه لكنه يتحرك باتجاه مصالحة بالكثير من الموضوعية والجرأة والشفافية إلا في الوطن العربي، فإلى متى تبقى الشعوب العربية في مختلف اقطارها راضية عما يجري بعيدا عن تحقيق الحد الأدنى من مصالحها.
أنا أعتقد ان هذه نقطة حوار كبيرة جدا وثرية جدا ويجب ان تطرح على مؤتمر القمة.. الشارع العربي يطرحها بمثقفيه وسياسييه ومفكريه ويطرحها بفعالياته بتجاره وصناعه ومزارعيه وغرف التجارة والصناعة فيه. ماهي الآلية التي تحمى بها مصالحه.. مصالحنا كأمة وماهي الآلية التي يمكن بها ان تخدم مصالحنا؟ اعتقد ان هذا السؤال إذا لم يجد الإجابة بحدها الأنى المقبول في مؤتمرات القمة بشكل عام وفي هذا المؤتمر بالذات وبشكل خاص وإلا ستتسع الهوة بين انظمة الحكم والشعوب العربية وهذا ليس في مصلحة الانظمة ولا في صالح الشعوب وبالتالي هذه النقطة الأساسية.. أي مواطن عربي يتطلع لها ونحن جزء من الأمة العربية وبالتالي من حقنا ان نفكر فيها ومن حقنا ان نطالب في تحقيقها ومن حقنا ان نتعامل فيها كمصلحة مشروعة ومن حقنا ان نسأل عن الآليات وان نرى هذه الآليات تتشكل.
وواصل عبيدات قوله:
القضية المشكلة ان هذه المفاهيم وهذه الطروحات وهذه الفرضيات ليست منطلقة من فراغ ثم هي لم تكن غير مسبوقة في الوطن العربي كان هناك محاولات سابقة لكن ربما تمت في سياق تاريخي مختلف وفي ظروف سياسية واقتصادية مختلفة وتطبيقها لاقى عقبات وبالتالي لم تحقق النتائج المرجوة منها الآن مرور الزمن وتطور الحاجات وتطور الدول والمجتمعات وما يجري في هذا العالم من حولنا يعيد القضية من جديد ولكن بأسلوب مختلف وبآليات مختلفة نحن لا نتطلع الى متطلبات نظرية مجردة وصعبة التطبيق نحن نتحدث عن متطلبات أساسية كل استحقاقاتها موجودة في الوطن العربي وآلياتها موجودة والتقدم منها اصبح واجبا بل هو فرض على كل القيادات العربية والزعماء العرب والحكومات العربية وبالتالي من واجب الشعوب العربية ان تنتظر والا تبقى معلقة في الهواء ومصالحها تهدر وتتلاشى ومواطنها يعاني وبالتالي الحد الأدنى غير متحقق حتى هذه اللحظة ان على مستوى كل مجموعة دول صغيرة عربية متجاورة أو على المستوى الإقليمي أو حتى على مستوى الوطن العربي بأسره، هذه قضية ملحة جدا ونرجو الله تعالى مخلصين ان يوفق القادة إلى ان ينظروا لهذه النقطة نظرة جادة ومعمقة فالظرف دقيق والتاريخ شاهد والأحداث لا تمهل أحداً وبالتالي هي بحاجة إلى قرار على مستوى القمة.
التحديات السياسية
أما القضية الثانية يقول عبيدات وهي التحديات السياسية التي تواجه المنطقة وأنا اقصد ماهو مفهوم ومتعارف عليه ويتم التعامل فيه وهي قضية السلام هنا ربما تختلف في الوطن العربي وقد نختلف على مستوى الحكومات وعلى مستوى الاجتهادات في الشارع العربي حول توقيت السلام وطبيعة السلام الذي يتحدثون عنه وهذا ينطبق على التسويات المنفردة التي تمت وينطبق على التسوية الساسية الراهنة بمراحلها التي وصلت إليها الآن ولكن من حيث النتيجة يتعلق بقضية جوهرية وهي السلام في المنطقة.
أنا أعتقد حتى نكون واضحين لا أتصور ان هناك شعباً عربياً أو زعيماً عربياً أو مثقفا أو سياسياً عربياً يقف موقفا مبدئيا من السلام بمعنى انه ضد السلام من حيث المبدأ هذا أمر غير وارد وربما لبعض الناس بعد فكري أو ايديولوجي نظري معين يعتبرها من ثوابت الحياة والحركة والفكر والسياسة. ولكن عندما نتحدث تنتقل من الناحية الايديولوجية إلى الناحية السياسية وأنا أعتقد ان الكل يريد ان يحل السلام في هذه المنطقة لأنه يعني الرخاء والازدهار والاستقرار ويعني العيش بكرامة ويعني ان مصالح الناس تخدم آن الأوان بعيدا عن الحروب الظالمة وبعيدا عن العنف في المنطقة وبعيدا عن عدم الاستقرار الذي عانت منه كل شعوبها هذه واحدة لكن القضية الثانية.. الصور المختلفة أو المظاهر المختلفة التي وصل إليها السلام هل تحقق شيء أم لا؟ هنا قد نختلف كثيراً لكنها تبقى اجتهادات ويجب الا تكون سبباً من أسباب انقطاع الحوار في الوطن العربي على كل المستويات ان كان على مستوى الحكومات أو الشعوب أو المثقفين والسياسيين وأصحاب الرأي اعتقد ان التسويات المنفردة التي بالوطن العربي إذا كان لها من مبررات ظرفية وموضوعية في سياق تاريخي معين لكن تطور الأحداث يثبت الآن انه من الخطأ تكرارها والخسارة محققة والجهة التي تكسب هي الطرف الآخر الذي هو في الحقيقة طرف الصراع القائم في هذه المنطقة.
هناك صراع عربي صهيوني نحن جزء منه واسرائيل ممثلة بدولة اسرائيل طرف آخر اعتقد ان الذي يجري في ظل التسويات السياسية الراهنة حتى الآن لم يحقق أية نتيجة ولا مكسباً للشعب الفلسطيني ولا لأي شعب عربي أو لأي قطر عربي انتزعت حقوقه أو احتلت أرضه أو موارده كل الميزان يرجح لصالح الطرف الآخر وبالتالي الوقت يمر وتنتقل المعارك بدلا من ان تكون بالفعل بين طرفين مغتصب ومسلوب حقه يصبح الوضع والعملية تحت الاجتهادات المختلفة لتمرير وتبرير المراحل التي تمر فيها التسوية السياسية الآن وهي مراحل غير منصفة لنا تحت هذه المظلة توجه الانظار مرة أخرى لأصحاب الرأي الذين يقال عنهم متطرفون تارة ومرة متعصبون ومرة ارهابيون ومرة يوصفون باعداء السلام واعتقد ان هذه الصفات والتعابير ابتدعها العدو وروجت لها مراكز الابحاث والدراسات الغربية وتبناها الاعلام الغربي الذي أصبح له طغيان كبير جدا خاصة في عهد العولمة الآن ونحن منشغلون في الوطن العربي وحتى في العالم الاسلامي بهذه القضايا لأنه هناك أناس على الأرض يطرحون وجهة نظرهم بشكل غير مقبول سواء للقاصي أو للداني ويسيئون استخدام الحق وبالتالي المبدأ وحتى استخدام الاسلام كمظلة لهذا الكلام إنما تبقى بمعزل عن كل ذلك وبوجوده تبقى هناك حقائق على الأرض ان شعوبنا العربية تعاني من ظلم كبير والاحتلال باق وجاثم على صدور الفلسطينيين في أرضهم والمقدسات مستباحة ومحتلة وتهود الأرض باستمرار والأرض المحتلة مازالت محتلة والموارد التي يقف على رأسها الماء مازالت هناك. لهذا أقول انه حتى في غياب التوازن الدولي ليس هناك قناعة في الشارع العربي اذ الحد الأدنى من العمل العربي الرسمي والمسؤول وعلى مستوى القيادات لم يبذل ويعني وسائل العمل العربي المشترك بدءاً من الجامعة العربية ومؤتمرات القمة حتى الآن لم تحقق الحد الأدنى من استحقاقات ماهو مطلوب حتى نكون نحن في وضع نستطيع فيه ان نطمئن إلى مسار المستقبل إلى مصير قضايانا هذا التحدي الموجود الآن أنا أعتقد انه يزداد شدة ويزداد عنفا ويزداد حدة مع التطور الأخير الذي جرى لدى اسرائيل ربما يكون لي وجهة نظر هو ان التطور ليس جوهريا كبيرا بين الحزبين وربما يكون هناك رأي انه لو كانت الصورة أهون في العهد السابق لكنني أنا أقول الآن الصورة أوضح إذا كانت أهون من حيث ماهو مطروح التعابير المطاطة ربما تريح البعض لكن الآن الطرح أوضح بحيث انه لم تبق هذه القضية بالشكل الذي تطرح فيه الآن من الطرف الآخر أعني الطرف الاسرائيلي ولم يتبق لأحد حجة في ان هذه الحكومة الاسرائيلية تعبر عن وجهة نظر المجتمع الاسرائيلي وتعبر عن المؤسسة العسكرية والسياسية الاسرائيلية والحزبية أيضاً الصورة تتجلى بأنهم لايريدون السلام ولا تتحدث بلغة السلام وترفض كل شيء ممكن ان يؤدي للسلام وبالتالي أنا أعتقد عيوننا لابد وان تبقى مفتوحة وإذا كنا نختلف لنختلف في الأسلوب الذي نتقدم فيه من هذه القضية إذ ليس من المفترض ان نختلف في الجوهر ويجب الا تغفل الحقائق التي تفرض نفسها على كل انسان عربي شئنا أم أبينا هناك حقائق على الأرض وتتحرك أمامنا وهناك واقع يحاول العدو الاسرائيلي ان يكرسه وهناك تصريح واضح واعلام وسياسات معلنة وليست استنتاجات يعرفها الانسان.. ان الوضع خطير واخطر مما نتصور نحن وبالتالي ان تبقى الأمور بهذا الشكل وان تأتي مؤتمرات القمة ومؤتمر القمة هذا بشكل خاص وفي الأردن ليعالج هذه الأوضاع كلها دون ان يكون هناك عمل واضح ولتشكيل عمل عربي بحده الأنى ليقول للغلط لا.. نكون في وضع أصعب مما نحن فيه اليوم وكما ترى الآن هناك مظاهر للموضوع وهناك ظروف مقدم إدارة أمريكية جديدة وأعلنت منذ اللحظة الأولى نواياها بأنها غير مهتمة بنفس درجة اهتمامنا بقضايانا وهي جزء مهم من العالم ودولة كبرى مثل الولايات المتحدة تعتبر نفسها مسؤولة عن السلم في العالم حتى إذا سلمنا جدلا بهذه النظرية من حيث الواقع يبدو ان الأمور تسير في اتجاه آخر.
من هنا تتبدى أهمية وحساسية وخطورة المرحلة وبالتالي ضرورة ان يكون مؤتمر القمة القادم قد أعد إعداداً جيداً، ونتوقع منه أيضاً بالمقابل شيئاً يساعد على تغيير هذه الصورة إلى الأفضل وحتى تعيش المنطقة وشعوبها في سلام ووئام ومحبة.
تفاؤل حذر
وواصل عبيدات قوله:
أما موضوع العلاقات بين الشقيقتين السعودية والأردن وأثرها فنحن ننظر إلى كل خطوة إيجابية على مستوى التنسيق العربي بين أي دولتين عربيتين سواء كانت بزيارات المسؤلين أو بتبادل وجهات النظر أو بالوفود المشتركة المتخصصة سواء أكانت اقتصادية أو ثقافية أو اعلامية أو سياسية فنحن نرى في هذا تفعيلاً لمبدأ الحوار الذي يجب الا ينقطع في الوطن العربي مهما كانت المعضلات والمشكلات والمعوقات أو وجهات النظر فيها توافق أو اختلاف ولذلك أنا مع هذا التوجه وأثمن شخصيا هذه الحميمية في العلاقة وأثمن كل خطوة تتم في هذا الاتجاه بين أي قطرين عربيين سواء بين السعودية والأردن أو بين الأردن وسورية أو غيرها من الدول الشقيقة واعتقد ان هذا هو الحد الأدنى الذي يجب ان يتوفر كمتطلبات لتمهيد الأرضية والمناخ الملائم لخطوة أخرى إيجابية وبغير ذلك نبقى نتحدث في عموميات وعواطف ونتبادل المجاملات وبالتالي ليست هذه الأساليب التي يتطور بها عملنا المشترك وتتطور من خلالها علاقاتنا ويطور فيها الحوار وبالتالي تبحث فيها القضايا المشتركة وتؤخذ من خلالها القرارات التي تصب في خانة ومصلحة جميع الناس واعتقد لكل العرب في جميع اقطارهم مصلحة حقيقية ان يستمر مثل هذا التنسيق وان تتصاعد وتيرة التناغم التي تعني قضايا محددة يحصل فيها حد أدنى من الاتفاق ليس بالضرورة تكون العملية بين يوم وليلة تمس كل شيء وتطاله المهم ان نبدأ ويكون هناك جدية ونظرة للمستقبل واحترام لهذا المفهوم لانه يعني مصالح الناس.
وأنا أعتقد ان كل ما حل في الماضي والتعامل مع مايجري الآن على أرض الواقع والنظرة للمستقبل في ظروف كل التطور الذي يحدث على المستوى الدولي والإقليمي وفي منطقتنا لايترك مجالا لاجتهاد متحالف لما تفضلت به نحن نتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق بين الشقيقتين لما فيه الخير لبلادنا وأشقائنا وبحيث نصل في كل قضية أساسية تتصل بمصالحنا كدول وكحكومات وشعوب ان تصل فيها إلى الحد الأدنى من التصور الذي له بداية وله نهاية ومضمون.
لذلك أعتقد ان هذا يهم كل الاطراف ويعبر عن مصلحة حقيقية لنا جميعا نحن شركاء في ان ندفع باتجاهها بشكل إيجابي وأظن انه بل وأعتقد ان كنا نتحدث عن وحدة اقتصادية فلنتحدث عن تكامل اقتصادي وكل مقومات التكتل موجودة نحتاج فقط لارادة سياسية والارادة السياسية يجب الا تغيب اكثر من ذلك ويجب ان نضع في الاعتبار أولويات تأكيد بعض القضايا الخلافية جانبا وننظر إلى المستقبل بمسؤولية وهذا أملنا في قادتنا العرب واسأل الله ان يكلل المساعي بالخير الدائم وان يديم علينا الاخاء والمحبة.
|
|
|
|
|