| الاقتصادية
* الظهران الجزيرة:
دشن عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين يرافقه مجموعة من اعضاء الادارة العليا والتنفيذية انطلاقة اعمال المرحلة الاولى من مشروع مركز الابحاث والتطوير التابع للشركة في مقرها الرئيسي بالظهران، ويعد مركز الابحاث والتطوير الجديد اضافة متميزة لمنظومة مراكز الابحاث والتطوير في المملكة بشكل عام ولصناعة البترول السعودية بشكل خاص والتي تعد الدعامة الرئيسية للاقتصاد الوطني، ويستهدف مشروع مركز الابحاث تعزيز انطلاقة ارامكو السعودية في القرن الحادي والعشرين كرائد عالمي لتكنولوجيا البحوث البترولية، ويدعم الاهداف الاستراتيجية من استمرار احتلال البترول مكانته المرموقة كسلعة حيوية يعتمد عليها العالم في المستقبل البعيد لتلبية احتياجاته من الطاقة والمواد الخام ويعزز قدرة الشركة من الاستفادة المثلى من الثروة الهيدروكربونية في باطن الارض والاستجابة لمتطلبات السوق وايجاد استخدامات جديدة للبترول في منتجات وعمليات تصنيعية مبتكرة.
وقد شرع بتنفيذ المرحلة الاولى من المشروع في عام 1998م، وتمت خلال جدول زمني مضغوط تضمن انجاز 6.2 مليون ساعة عمل بسجل ممتاز من السلامة، ويحتوي المشروع الذي تبلغ مساحته 12800م مربع على مبنى متخصص للمختبرات العامة يتكون من ثلاثة طوابق ويضم 186 وحدة مختبرات ومبنى من طابقين ذي سقف مرتفع يصل الى 14 متراً لاداء الابحاث التي تتطلب استخدام معدات كبيرة وتحليل عينات ضخمة من المواد التي يتم احضارها من مواقع الآبار ومعامل الانتاج. كما يضم مبنى المختبرات مكاتب وغرف اجتماعات وطابقاً تحت المستوى الارضي يضم المعدات الميكانيكية والكهربائية.
وتحتضن المرحلة الاولى من المشروع 150 من العلماء والمهندسين والفنيين المتخصصين. وروعي في تصميمه المعماري التكامل مع التضاريس ذات الطبيعة الجبلية في المنطقة المحيطة به. وقد شكل إنشاء هذا المركز تحدياً هندسياً بسبب متطلباته من المواد المتخصصة والمعدات ذات التقنية العالية، فقد استخدمت فيه مواد عالية الجودة مثل انابيت الديوريون الخاصة بنقل النفايات الصناعية.
ومن التحديات الهندسية التي تم التعامل معها في تصميم وتنفيذ المشروع بشكل مبتكر تركيب نظام تكييف جديد يعمل بالهواء المتجدد بنسبة 100%، ويضخ الهواء المتجدد إلى المباني بصورة مستمرة لضمان سلامة البيئة وجودتها للعلماء الذين يستخدمون مواد كيميائية وغازات في عملهم، بدلاً من استخدام هواء يأتي من داخل المرافق، كما تم تزويد مركز مختبرات البحوث والتطوير بأكبر شبكة لانتاج المياه عالية النقاء في الشرق الاوسط، حيث تصل نسبة المواد الصلبة العالقة فيها درجة الصفر.
وتخطط أرامكو السعودية لإنشاء المرحلة الثانية من المركز خلال ثلاث السنوات القادمة ان شاء الله بحيث تستوعب باقي العلماء والمهندسين الموجودين في مركز الابحاث والتطوير الحالي. ومن المتوقع ان يضم المركز بمرحلتيه الاولى والثانية عدداً اجمالياً يقدر بنحو 350 من العلماء والمهندسين.
وقد بدأ التخطيط للمشروع منذ بضع سنوات بجهد كبير شارك فيه فريق متعدد التخصصات ضم اخصائيين في التخطيط وممثلين من مركز الأبحاث والتطوير اضافة لممثلين من الخدمات الاستشارية في ارامكو السعودية ومهندسي المشروع.
وقد روعي في تصميمه ان يكون وفقاً لاحدث المعايير التخطيطية والهندسية المتعلقة بمراكز الابحاث الدولية وجعله فعالاً من حيث مرونة الاستخدام وقابليته للتغير وتعدد الاستعمالات و الملازمة للتوسع البحثي وامكانية الاستجابة السريعة للتغيرات في مجال اهتمامات البحوث، اضافة لمراعاة الشروط البيئية السليمة. ومن المتوقع ان يسهم المشروع الجديد بتصميمه الحديث في توفير بيئة عمل اكثر تطورا تسهم في تعزيز روح البحث العلمي لدى المتخصصين وتشجيعهم على مزيد من الابداع والابتكار في المجالات المفيدة للوطن والصناعة، كما ان المشروع الجديد بما يحتوي عليه من مرافق وتجهيزات متطورة سيعزز خطط التوسع في البحوث وتحسين فرص التفاعل بين العلماء والمختصيين وينمي روح الفريق ويتيح بيئة للتفاعل بين طواقم العمل المختلفة من المختصين والباحثين والفنيين اضافة لاتاحة الفرصة للتدريب والتطوير امام الباحثين الجدد.
واشار الاستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة ان اعمال البحث والتطوير ليست بالامر الجديد على ارامكو السعودية وان المشروع يمثل توفير بيئة عمل ملائمة بشكل اكبر من ذي قبل لعلماء الشركة ومهندسيها بما يعزز اطلاق ملكات الابتكار والابداع لديهم، واضاف قائلاً ان طبيعة حقولنا وحجمنا الهائل كأكبر شركة بترول متكاملة في العالم والتحديات التشغيلية التي تواجهها اعمالنا المختلفة بما لها من خاصية فريدة تتطلب حلولاً لا تتوفر في اي مكان في العالم. وانا سعيد ان ارى في هذا المركز عدداً هائلاً من العلماء السعوديين في الشركة من ذوي المستويات المرموقة وهم يطورون حلولاً فعالة للتحديات التي تواجهها عملياتنا التشغيلية وهؤلاء العلماء لا يعالجون التحديات فقط بل انهم ايضا يوفرون حلولاً مبتكرة لتقليص تكاليف الانتاج، وتحقيق وفورات كبيرة للشركة.
ومن المعروف أن أرامكو السعودية تعتبر استخدام احدث التقنيات والتكنولوجيا عنصراً اساساً في نجاحها منذ بداياتها الاولى وهي لا تكتفي باستخدام احدث التقنيات ولكنها ايضا تركز على عنصر الابتكار وتطوير التكنولوجيا الموجودة وذلك من خلال اقامة الابحاث التطبيقية والتطويرية التي تساند اعمالها التشغيلية الهائلة، ولا تكتفي الشركة بتوفير البيئة التحتية لاعمال ا لبحث والتطوير بل تتعداها لتشمل التركيز على الحماية الفكرية لهذه الابتكارات والابحاث وتطبيق التشريعات القانونية لحماية الاختراعات المسجلة لموظفي ارامكو السعودية وتوفير الامكانيات للحصول على المردود المالي من الاستغلال التجاري الفعال لهذه الابحاث والاختراعات. والجدير بالذكر ان مركز الابحاث والتطوير يعمل حالياً على طلب تسجيل 17 براءة اختراع جديدة باسم ارامكو السعودية لدى عدة جهات رسمية محلية وعالمية.
|
|
|
|
|