أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st March,2001 العدد:10401الطبعةالاولـي الاربعاء 26 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

تقاسيم
منى عبد الله الذكير
* الاستاذ العزيز محمد حمد الصويغ، شاعر وقاص وصحفي مبدع، والأهم أنه حسن الحظ مع جميع الأندية الأدبية في المملكة العربية.
فكل مطبوعة له تجدها خرجت من لدن أحد تلك الأندية، يتبنون إنتاجهُ، وإبداعاته المتنوعة مثل الطفل المدلل، وهذا ليس حسداً ولا نميمة بل إعجاب فلولا حسُن خلقه ورقة طبعه لما نال رضى تلك المؤسسات الثقافية المتجذرة في عمق حياتنا الفكرية. هذه المقدمة هي تقاسيم على أوتار الشعر الذي وصلني هدية ناصعة البيان حطت رحالها في المنامة عاصمة البحرين الغافية بين البحر والموج.. الأخ العزيز الصويغ كعادته دائماً يرسل لي كل إنتاج جديد له.. يدخل السرور إلى قلبي.. فكل فكرة تأتي من أبناء الوطن هي نقطة عطر تطرز الوجدان نحو إشعاع الحضارة المتألق.. ديوان تقاسيم إصدار نادي تبوك بطباعة أنيقة معتنى بها.. وعندما يسحقنا الهذيان لا نعرف هذا الدرب.. ونمشي طويلاً.. تنقلنا الأحلام، لا أحد منا يجيد حديثاً. وهنا ينطلق الصويغ
خرست كل الألسن..
الاّ صوتاً غجرياً..
مازال كعهد القوم به..
يحصد أصوات التعساء..
ومثل عادته الصويغ الاستاذ الصحفي في جريدة اليوم، من أبناء الشرقية السائرة حثيثاً نحو مشارق الحضارة.. نجده يجسد قمة الإنسانية الرهيفة المعذبة.. ففي كتابه الخلاص نجد مجموعة قصص قصيرة تحمل شحنات من الألم واليأس، ينتهي الأبطال بشكل يقرب من التراجيديا اليونانية القديمة.. وهكذ تأتي تقاسيم بقصائد هي حائرة بين النثر العفوي البسيط، والقصيد الحر، هل هو شعر حديث، هل هي قصائد عمودية.. في الواقع هي كل ذلك..
وأُفضّل أن أطلق عليها.. فيض مشاعر بدلاً من شعر، أو حمأة خواطر.. وها هو يقول:
أذكريني..
سوف أفنى واثقاً
أن ظلي..
بين عينيك صديق..
.. .. .. ..
واذاشئتِ لقائي
فاقرئي..
من قصيدي
أنني فيه طليق
أحلى ما في ديوان تقاسيم.. الصويغ أنه يهديه إلى زوجته الغالية.. وهذه من بدائع الرفيق في عالم الصحافة.. الصويغ. ويقول عنه الاستاذ الأديب عبدالله أحمد الشباط: تنساب كلمات هذه الأبيات انسيابا يشبه الحلم الرومانسي الذي ظل شاعرنا تحت تأثيره فترة من الزمن لا أدري إن كان لايزال حتى الآن أم أنه غير وجهتهُ مع أنه صادق في احلامه.
ويسمح لي العزيز الصويغ أن أستعير بعض التعريف للشعر الحديث، من أستاذنا في جامعة البحرين الدكتور عبد القادر فيدوح الذي يقول: كل المجازات التي تؤسس اللغة الشعرية؛ طرقًا مختلفة ، من حيث القوة والضعف في خرق قانون الاستعمال، ولذلك أيضاً كان الشعر وسيطاً بين النثري والعبثي فيما هو يرفضهما معاً: يرفض النثري لاحترامه القانون الإشاري، ويرفض العبثي الذي يعصي الإثنين معاً، إن الجملة الشعرية وحدها تملك الإثنين معاً بطريقتها الخاصة؟.. وهكذا وكما اعتدت مشاكسة الدكتور فيدوح في كل محاضرة، سوف أشاكس الصويغ وأقول لكليهما لم أفهم كلام الأول، وغالبية شعر الثاني. ولكن يظل الصدق هو نبراس القلوب والكلمات تعبىء الوجدان نحو إشراقة الطيور عند الغسق.. والشعر هو هبة ربانية تتلبس الأنقياء والصرحاء. وفي انتظار ابداعات الصويغ ابن المنطقة الشرقية الجميلة.
المنامة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved