| العالم اليوم
انطلاقا من الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في خدمة الاسلام وقضايا المسلمين وتنفيذاً للأمر السامي الكريم الصادر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله بتقديم الدعم الاغاثي للاجئين الشيشان الذين شرد تهم الحرب الاخيرة والذين يعيشون ظروفاً مأساوية وصحية على الحدود الشيشانية الانجوشية وفي داخل جمهورية انجوشيا وطبقا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والمشرف العام على اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان جاءت الزيارة الاخيرة التي قام بها معالي الدكتور عبد الرحمن السويلم رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي ورئيس اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان والوفد المرافق له الى روسيا الاتحادية لتفقد أوضاع اللاجئين الشيشان في جمهورية انجوشيا والذين يبلغ عددهم 200 الف لاجيء.
وقد اكتسبت زيارة وفد الاغاثة السعودية لروسيا وانجوشيا في هذا الوقت بالذات اهمية خاصة وابعادا مهمة على عدة مستويات دولية واسلامية وانسانية فقد اكدت زيارة الوفد واهتمامه الكبير بأوضاع اللاجئين الشيشان وتقديم الدعم الاغاثي والانساني لهم، دور المملكة العربية السعودية الرائد في العمل الاغاثي الانساني ودورها الكبير في تقديم الدعم لابناء المسلمين الذين يعيشون في ظروف صعبة بسبب الحروب او الكوارث وهو الدور الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وظهر جليا وبشكل كبير تجاه القضايا الاسلامية الساخنة في اي بقعة من بقاع الارض فقد حملت المملكة الدور الاكبر وماتزال في قضية المسلمين في البوسنة والهرسك من خلال الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك والتي ترأسها صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز وكان للمملكة العربية السعودية الدور الرائد في تقديم الدعم للشعب الصومالي المسلم وتجاه قضية المسلمين في كوسوفا وقد بلغت قيمة ما قدمته المملكة من مساعدات للمسلمين المحتاجين 77 مليارا على مدى خمسة عشر عاما فقط كما بلغت نسبة المعونات التي قدمتها المملكة العربية السعودي في اواخر العقدين الاخيرين من القرن الميلادي المنصرم قرابة ال6% من اجمالي الدخل الوطني للمملكة وان هذه النسبة تزيد بعشرة اضعاف عما قدمته اكبر الدول الصناعية في اوروبا اذا قيس ما قدمته على مستوى الدخل القومي لهذه الدولة.
حفاوة بالغة
الحفاوة البالغة التي قوبل بها وفد اللجنة السعودية المشتركة في روسيا وانجوشيا والاشادة بدور الممملكة في خدمة المسلمين في عموم روسيا الاتحادية وبلاد شمال القوقاز وتمثل في حرص الرئيس الانجوشي روسلان او شوف على استقبال معالي د. عبد الرحمن السويلم والوفد المرافق له بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا محمد حسن عبد المولى وقد عبر الرئيس اوشوف عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وموقفها الرائد في خدمة الاسلام وقضايا المسلمين، واشاد الرئيس الانجوشي بالدور الاغاثي والذي تضطلع به الهيئات والمؤسسات الاغاثية اللجنة السعودية المشتركة، وجمعية الهلال الاحمر السعودي سواء على الحدود ا داخل انجوشيا وداغستان والدول المجاورة، والمعروف ان عدد اللاجئين الشيشان الذين لجأوا الى جمهورية انجوشيا المجاورة وصل في ذروة الازمة الى 240 ألف لاجىء وهو ما يعادل تقريبا عدد سكان انجوشيا وفتح الانجوشيون رغم ظروفهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة بيوتهم لايواء )أبناء عمومتهم( من الشعب الشيشاني نظراً لصلة القربى بين الشعبين.
أول من أخذ المبادرة
وقد أكدت زيارة الوفد السعودي لمناطق اللاجئين وتفقد احوالهم استمرارية الدعم الذي تقوم به المملكة للاجئين الشيشان والذي بدأ مع بداية الازمة وكانت اللجنة السعودية المشتركة اول هيئة اغاثية اسلامية تصل الى مناطق اللاجئين وتدرس احتياجاتهم وتقوم بدورها الاغاثي والانساني في اطار الظروف المحيطة المعقدة بخصوص الوضع في الشيشان وما اكتنفه من تعقيدات.
فمنذ بداية الازمة الشيشانية قبل عامين وتقاطر وفود اللاجئين على انجوشيا وعلى الحدود الشيشانية تم تشكيل فريق عمل من اللجنة السعودية المشتركة قام بدراسة كيفية تقديم المساعدة للاجئين والتعرف على ابرز الاحتياجات ودراسة البيئة الجغرافية والمناخية التي يتجمع فيها اللاجئون الشيشان واستفادت اللجنة السعودية المشتركة من خبرتها السابقة والمستمرة حاليا من عملها في اغاثة مسلمي كوسوفا على الحدود الالبانية.
ولاكتساب العمل الاغاثي الصفة الاستمرارية والصبغة الرسمية حرصت اللجنة السعودية المشتركة والهلال الاحمر السعودي على الحصول على موافقة السلطات الروسية فقد تم توقيع اتفاق مع وزارة الطوارىء الروسية يضمن وصول الاغاثة الى الللاجئين ويكفل للجان المكلفة من قبل اللجنة السعودية المشتركة والهلال الاحمر السعودي حرية العمل الاغاثي.
وبناء على هذا الاتفاق مع وزارة الطوارىء الروسية بدأت عمليات الاغاثة السعودية تصل الى اللاجئين الشيشان والتي بدأت بتوزيع 20 الف كرتون من المواد الاغذائية و120 الف بطانية وثلاثمائة خيمة ايواء وتسع الواحدة لاربع افراد وثلاثة آلاف باكيت يحتوي الواحد على ملابس وقبعة شتوية وحذاء وجورب ثم بدأت بعد ذلك قوافل الاغاثة السعودية تتدفق على مناطق اللاجئين وتقدم الدعم الغذائي والطبي وتوفر لهم الغطاء والكساء خصوصا اذا علمنا ان الاحوال المناخية في فصل الشتاء شديدة القسوة وتصل درجات الحرارة الى 5 درجات تحت الصفر.
الاغاثة.. والدعوة معاً
والعمل الاغاثي الذي تقوم به اللجنة السعودية المشتركة والهلال الاحمر السعودي لا يقتصر فقط على الغذاء والكساء والدواء فقط بل تحرص اللجنة والهلال الاحمر على ان يسير العمل الدعوي بجانب الدور الاغاثي فبجانب تقديم الغذاء والبطانيات والملابس والاحذية والادوية اقامت اللجنة المشتركة المصليات في معسكرات اللاجئين والتي شيدت في بداية الازمة بشكل عاجل وبجوار الطبيب الذي يعالج المرضى كان الداعية الموجه للناس والذي يعرفهم بمبادىء دينهم الاسلامي الحنيف.
وتلازم العمل الدعوي مع العمل الاغاثي، حقيقة فرضتها الظروف التاريخية السابقة لاغلاق منافذ اختراق المنظمات التنصيرية والهيئات الكنسية لظروف اللاجئين المأساوية وتنصيرهم او اغرائهم بالهجرة الى اوروبا وكندا والولايات المتحدة تمهيداً لتنصريهم وهو ما حدث في الصومال والبوسنة بل وفي كوسوفا عندما استطاعت الكنائس الاستئنار ببعض اطفال لمسلمين وتسفيرهم الى خارج بلدانهم وتنصيرهم وقطع الصلة بينهم وبين بلدانهم.
المخيم النموذجي
وقد افتتح معالي الدكتور عبد الرحمن السويلم والوفد المرافق له بحضور وزير الطوارىء الانجوشي )المخيم النموذجي للاجئين الشيشان( ويتسع هذا المخيم ل 4500 لاجىء ويحتوي على مركز صحي ومسجد ومدرسة تسع 380 تلميذا يدرسون على ثلاث فترات ومكتب للشؤون الادارية ويشمل المخيم 250 خيمة الواحدة تسع ثمانية وعشرين لاجئا ومجهزة بالاسرة والانارة ودورات المياه وشبكة غاز للتدفئة والطبخ ومستودع للمخيم.
وقد قام د. السويلم والوفد المرافق له بجولة تفقدية في المخيم واشرف على توزيع 900 سلة من المواد الغذائية شملت الدقيق والسكر والمكرونة والحليب والشموع وفي حديثه للاجئين في المخيم اكد د. عبد الرحمن السويلم على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لمساعدة اخوانهم اللاجئين في الشيشان وقال: )ان المملكة ماضية في تقديم المساعدات الاغاثية والغذائية والانسانية للاجئين حتى يتمكنوا من العودة الى ديارهم.
وقد اشاد وزير الطوارىء الانجوشي فلاديمير كوكسا بالمخيم وتنظيمه والتجهيزات المختلفة الموجودة فيه وقال: ان هذا المخيم بهذه السعة والتجهيزات يعد الاول من نوعه في المنطقة.
وقد بحث الدكتور السويلم مع الوزير كوكسا اوضاع اللاجئين في أنجوشيا والقضايا المتعلقة بالعمل الاغاثي والصعوبات التي تواجه الهلال الاحمر السعودي واللجنة السعودية المشتركة في تقديم العمل الاغاثي في روسيا وابرز هذه الصعوبات تسجيل الوثائق لدى الجهات الرسمية وقدة ادت هذه الصعوبات الى توقف العمل الاغاثي للاجئين الشيشان لبعض من الوقت.
وأكد السويلم على ضرورة تكثيف الجهود الاغاثية الاسلامية والدولية للاجئين الشيشان، مشيراً للاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشون فيها في فصل الشتاء وسط الثلوج واكد على ضرورة مواصلة الجهود الدولية لاعادة اللاجئين الشيشان الى ديارهم وتجاوز المأساة وتوفير سبل الاستقرار والعيش لهم.
إلى أذربيجان
وقد قام د. السويلم ووفد اللجنة السعودية المشتركة بزيارة الى جمهورية اذربيجان حيث تفقد اوضاع اللاجئين هناك والذين يصل عددهم عشرة آلاف لاجىء وقد قام الوفد بالتعرف على احتياجات اللاجئين كما قام بتوزيع مساعدات اغاثية وفرتها الندوة العالمية للشباب الاسلامي عضو اللجنة السعودية وقام الوفد بزيارة المستشفى الجمهوري بالعاصمة الاذرية باكو والذي قامت اللجنة السعودية المشتركة بترميم احد طوابقه والذي خصص لعلاج اللاجئين الشيشان مع تجهيزه بكافة المستلزمات الطبية.
والتقى رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي بنظيره الاذري رئيس جمعية الهلال الاحمر في أذربيجان، حيث بحث معه أطر التعاون المشترك في مجالات الاغاثة الانسانية وامكانية تقديم الدعم للاجئين الشيشان في أذربيجان.
العمل في الاطار القانوني
مأساة اللاجئين الشيشان تفوقت من حيث الظروف المأساوية والجغرافية والمناخية وأي مأساة اخرى اذا اخذنا في الاعتبار طبيعة الصراع الذي ادى الى هذه المأساة وتعقيداته من المنظور التاريخي ومن منظور الاهمية الاستراتيجية لدول شمال القوقاز والصراع من اجل نفط بترول بحر قزوين والصراع يحكمه ميراث تاريخي طويل ومعقد ولذلك مؤهل للاستمرارية لفترة طويلة وهذا ينعكس حتما على أوضاع اللاجئين واستمرار مأساتهم فترة قد تطول مع ملاحظة التجاهل الدولي للحالة الشيشانية من قبل الهيئات والمنظمات الدولية والتي اعتبرتها حالة داخية في العمق الروسي
واذا نظرنا الى المنظمات العاملة في مجال الاغاثة بين اللاجئين الشيشانيين لن نجد سوى الاغاثة السعودية ممثلة في اللجنة السعودية المشتركة والهلال الاحمر السعودي بالاضافة الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة وهذا يصعب موقف اللاجئين واوضاعهم الانسانية خصوصا بعد ان تفشت امراض السل بصورة لم يسبق لها مثيل بين الاطفال.
وهذا الامر يلقى بكامله على مسؤولية اللجنة السعودية المشتركة للاغاثة التي وجدت نفسها تعمل في ظروف وتعقيدات صعبة.
عامان من الإنجازات
وعلى الرغم من ان هذه الظروف والبيروقراطية الادارية والتي اكتست في الكثير من الاحيان بنوع من التجاهل من قبل السلطات الروسية فان اللجنة السعودية المشتركة للاغاثة والهلال الاحمر السعودي استطاعا القيام بدور كبير ومؤثر بين اللاجئين ووقعت اللجنة المشتركة مذكرة تفاهم مع الحكومة الروسية تم بموجبها ضمان استقرار واستمرار عمل اللجنة الاغاثي والدعوي وبموجب هذه المذكرة قامت الجنة بفتح مكتب لها في جمهورية انجوشيا يشرف على تقديم العمل الاغاثي والقيام بالعمل الدعوي ودراسة اوضاع واحتياجات اللاجئين وأنشأت اللجنة مستودعات لها في انجوشيا.
وخلال المرحلة الاولى قامت اللجنة المشتركة بتوزيع مائة طن من المواد الغذائية اضافة الى الملابس والبطاطين والاحذية الشتوية اما الدفعة الثانية من الاغاثة فقد شملت 534 طن من المواد الغذائية والاغاثية تم توزيعها في شهر ذي العقدة الماضي.
كما أنشأت اللجنة اربعة مساجد بجوار مخيمات اللاجئين ونفذت حملة تطعيم واسعة في المعسكرات ضد مرض السل كما زودت المستشفيات والمراكز الصحة الانجوشية بالامصال الواقية من الامراض المعدية.
كما قامت بتأمين سبعة سيارات اسعاف تعمل كعيادات متنقلة بين المخيمات اضافة الى عملها في اخلاء المرضى الى المستشفيات كما أنشأت المراكز الصحية في مدينة نزران الانجوشية لتقديم الخدمات الطبية للاجئين الشيشان.
وأبرمت اللجنة السعودية المشتركة اتفاقية مع وزارة الصحة الانجوشية تتولى بموجبها اللجنة السعودية المشتركة ادارة جميع المستوصفات الصحية داخل المخيمات.
الاغاثة السعودية أكبر
واذا قورنت اعمال الاغاثة التي تقدمها اللجنة السعودية المشتركة بمقاييس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتي حددت 400 جرام مواد غذائية للاجىء يوميا فان الاغاثة السعودية حددت 500 جرام لكل لاجىء يوميا وتقدم اللجنة سلة غذائية تكفي اللاجىء لمدة شهر وتزن 20 كجم ويتم توزيع هذه المواد مرتين في الشهر..
وقد طالب د. السويلم المنظمات والهيئات الاغاثية بضرورة تقديم الدعم الاغاثي والانساني للاجئين في الشيشان الذين يعيشون ظروفا صعبة.
الإغاثة السعودية للاجئين الشيشان تتجاوز المعدلات والمقاييس التي حددتها مفوضية الأمم المتحدة
|
|
|
|
|