| تحقيقات
* تحقيق : سلطان المواش وفارس القحطاني
منذ أن أعلن في بريطانيا عن ظهور حالات للإصابة بالحمى القلاعية وماتلا ذلك من انتشارها في بعض بلدان أوروبا الغربية ووكالات الأنباء ومحطات الإذاعة والتلفزة لا تكف عن الحديث عن هذا المرض الذي يصيب الحيوانات وله مخاطره على الإنسان وعلى ما يأكله من لحومها وشحومها ومايشربه من ألبانها.
ومع وصول هذا المرض إلى بلادنا حماها الله من كل سوء وذلك بالاعلان عن وجود بعض الحالات في المنطقة الغربية من المملكة ثم ما أعلن يوم أمس عن وجود عشر حالات جديدة في كل من الرياض والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية وحالات اخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وفلسطين ودول أخرى مجاورة تتزايد التساؤلات عن هذا المرض وماهيته وأضراره على الإنسان والحيوان.
ومن هنا كان تحقيقنا لهذا اليوم من خلال عرض تعريفي لهذا المرض وفقاً لما يراه المختصون من البيطريين وأطباء التغذية:
فالحمى القلاعية مرض حموي حاد يصيب الماشية والغنم والماعز وذوات الأظلاف «البقر» والخنازير ويتميز بظهور قلاعات في غشاء الفم المخاطي بصورة خاصة على اللسان وعلى اللثة وفوق التاج وفي الجلد وبين الظلفين وعلى حلمات الضرع عند الإناث.
والقلاعية حمى راشحة غير مرئية بالمجهر وهي أدق الحمات الراشحة حجماً ولها سبعة نماذج مصنفة في نماذج ثلاثة رئيسية هي )O.A.C( لا تختلف عن بعضها بقدرتها على إحداث المرض. وإنما باختلاف المناعة التي يولدها كل نموذج .
وقد أظهرت الأبحاث أن لكل من هذه النماذج تفرعات عديدة ولايشاهد عادة في موجة مرضية ما إلا نموذجاً واحداً إلا أنه يمكن وجود أكثر من نموذج واحد في موجات الحمى القلاعية الشديدة من Asia , Sat.... توجد حمى المرض بصورة خاصة في بلغم القلاعات الحديثة وغير الحديثة وفي غلافها وفي اللعاب الملوث بالبلغم وفي البول والروث وفي الحليب وتوجد في الدم في دور الحمى فقط وحتى ظهور القلاعات وتفرز الحيوانات المصابة بالحمى خلال 10 12 يوماً وبصورة خاصة في الأيام الأربعة الأولى التي تلي العدوى ويمكن زرع الحمى على لسان البقر وعلى مزارع جلد أجنة الخنزير الهندي والبقر والغنم والخنزير.
ماهية المرض
ويقول عن هذه الحمى الطبيب البيطري الدكتور محمد عبداللطيف عبدالدائم إن الحمى القلاعية هي مرض فيروس يصيب الأبقار والأغنام والخنازير ويعرف هذا الفيروس بالراينوفابرس وله 7 أنواع ثلاثة منها تم عزلها في السابق ببريطانيا والأربعة الباقية وجدت في آسيا وأفريقيا. ففي عام 1960 أصيبت قطعان الماشية بهذا الفيروس في اسرائيل ولبنان وسورية وأصيبت أوروبا بالهلع عندما وصل الفيروس لتركيا عام 1962م حتى وصل لبريطانيا في عام 1967.
وأول عرض لهذا المرض هو خمول الحيوان وامتناعه عن طعامه ويظل راقداً على الأرض لمدة طويلة ويقل الحليب ويصاب الحيوان بهزال ثم ترتفع درجة الحرارة حتى تصل إلى 104 أو 105 فهرنهايت بعد ذلك تظهر التقرحات والبثور على الفم والأرجل بعدها يبدأ الحيوان في انزال كمية كبيرة من اللعاب ثم يعرج بعد أربعة أوخمسة أيام من إصابة الفم وفي الأغنام قد لاتظهر إصابة الأرجل كما في الأبقار ولايتميز هذا المرض بنفوق عالٍ إذ لاتتعدى نسبة النفوق 5% لكن في الصغار قد تصل النسبة 50% أو تزيد قليلاً ويشكل مرض الحمى القلاعية للمزارعين خسارة اقتصادية ضخمة إذ يقل انتاج الحليب في الأبقار وتصاب الأبقار التي تربى للحومها بالهزال.
وينتقل المرض من حيوان مصاب إلى آخر سليم بعدة طرق منها الرياح ولعاب الحيوان المصاب وبوله وروثه وشعره وصوته واعلافه وكذلك حليبه ويمكن لهذا الفيروس ان يعيش في كبد مجمد أو كلية مجمدة لمدة 4 شهور أو اكثر وفترة حضانة هذا الفيروس 1 15 يوم وقد لوحظ ان الاعراض تظهر بعد دخول الفيروس عن طريق الجهاز الهضمي بعد يومين إلى ستة أيام.
وأضاف الدكتور محمد عبداللطيف أنه إذا شفي الحيوان من المرض يكتسب مناعة من النوع الذي أصيب به فقط أما الأنواع الأخرى يمكن ان تصيبه ويمكن تطعيم الحيوانات السليمة بلقاح كما يلزم عزل الحيوانات المريضة من القطيع وتحديد حركة الحيوانات عند انتشار المرض في أي بلد.
ويتم علاج المصاب بأدوية السلفا والمضادات الحيوية وكما ذكرنا فان هذا المرض تكمن خطورته في الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها الثروة الحيوانية في أي بلد تصاب فيه تلك الحيوانات بهذه الحمى.
المخاطر تختلف
وعن مخاطر الحمى القلاعية يشير الاستاذ علي المصري في كتابه عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان إلى انها تختلف من حال لأخرى فتزداد ضراوتها عند مرورها بسرعة على أنواع مختلفة من الحيوانات أو عند مرورها على نوع قليل التأثر بها وقد تلعب عوامل الاقليم والظروف الجوية دورها في زيادة فاعلية الحمى أو في إنقاصها... حيث تمكن العالم «والدمان» حديثاً من تخفيف ضراوة هذه الحمى بشكل ثابت فاستعمل الحمى الراشحة المخففة من التلقيح الوقائي ضد مرض الحمى القلاعية...
فالحمى التي تفرزها الحيوانات المصابة بالحمى القلاعية بواسطة اللعاب والبول والحليب ونتف أغلفة القلاعات المنفصلة من الفم شديدة المقاومة في العالم الخارجي لكنها تموت بسرعة في اللبن وكذلك في الجبن والزبدة المستخرجين من الحليب المحمض ويحتفظ بحيويته في الحليب المبرد مدة 12يوما وفي مخ العظام من اللحم المبرد مدة ستة وسبعين يوما والحرارة الأدنى من ) 10( تحفظ الحمى لكنها لاتقاوم الحرارة الرطبة إذ تقتلها حرارة )60(ْ درجة في خمس دقائق وحرارة )80 100(ْ درجة تقضي عليها فوراً.
ولا يؤثر عليها الجفاف مدة طويلة بل يحفظها في بعض الظروف وللتعقيم هو يستعمل محلول الصودا الكاوية الفاتر بنسبة 10% للحيوانات و 12% للأدوات والاصطبلات ويفضل في تعقيم الاصطبلات مزج الصودا الكاوية مع لبن الكلس الحار.
انتقال العدوى:
وتدخل حمى القلاعية بالدرجة الأولى من أغشية القناة الهضمية ومن المواضع الجلدية العادية من الشعر كما الحال في الصدغ وبين الأظلاف وقد تحدث العدوى بطريق الأغشية التنفسية أو عن طريق الملتحمة العينية ويمكن نقل العدوى بسهولة بالطريق الجلدي والآدمي.
وتنتقل العدوى إلى الحيوانات السليمة مباشرة أو بصورة غير مباشرة ... تنتقل العدوى بواسطة افرازات الحيوانات المريضة حتى في دور الحضانة وقد لوحظ انتقال المرض إلى العجول في الرحم.. وقد تبقى بعض الحيوانات التي أصيبت بالحمى القلاعية حاملة للحمى خلال أشهر طويلة بعد شفائها وبعد التعقيم وبصورة خاصة في المادة القرنية للأظلاف.. كما شوهدت حيوانات حاملة للعامل المرضي تطرحه في البول حتى اليوم 246 من الشفاء.
أما غير مباشرة... فتنتقل العدوى بصورة غير مباشرة بواسطة جمع الحليب والأسواق الحيوانية والمراعي والمناهل وطروش الأغنام المتنقلة كما تنتقل بواسطة تجار الحيوانات أو بواسطة أشخاص آخرين تكون أيديهم أو ثيابهم أو أحذيتهم ملوثة... وكذلك بواسطة ماء الشرب والمعالف وأدوات الاسطبل والتبن والعلف والروث وبواسطة الحيوانات الأهلية والبرية كالغزلان. والحشرات كما تنتقل العدوى بواسطة المواد الحيوانية التي يحصل عليها من حيوانات مصابة كالدم والعظام والصوف والجلود والأظلاف واللحم وأهم ناقل للعدوى هو الإنسان.
تكاثر المرض
وتتكاثر الحمى في موضع دخولها ويحدث حويصلة أولية ومن هذه الحويصلة تنتقل الحمى إلى الدورة الدموية ويرافق ذلك ارتفاع الحرارة وبعد يوم أو يومين ونادراً )34( أيام تتشكل القلاعات المعممة في مواضع حدوثها في الفم والأظلاف والضرع وعلاوة على هذه المواضع يتجمع الفيروس في عضلة القلب وعضلات الهيكل العظمي.
وتعيب الحمى القلاعية في الدرجة الأولى الأبقار ثم الخنزير فالماعز فالضأن فالجاموس وذوات الأظلاف والمجترات غير الأليفة كالغزلان وكذلك يصاب الجمل والفيل أحياناً.
وتنتقل العدوى للكلب بصورة نادرة جداً ويمكن نقل العدوى بسهولة للخنزير الهندي والسمور.
أما ذوات الحافر والطيور فلا تنتقل العدوى إليها مطلقاً.
وأما الإنسان فيصاب في بعض الأحوال النادرة وهو من البالغين أشهر منه في الصغار.ودورة الحضانة قد تكون مدة قصيرة جداً عند البقر إذ تتراوح بين 24 48 ساعة وقد تمتد وتتطاول حتى تصل إلى ثلاثة أسابيع تبعاً للظروف وضراوة الحمى ولكنها وسطياً تتراوح 36 أيام.
أما عند الغنم فتبلغ 16 أيام ودور الحضانة قصير جداً من العدوى الاصطناعية فهو لايزيد على ست عشرة ساعة غالباً وتسيطر أعراض الأظلاف عند الغنم والخنزير وأعراض الفم عند الماعز، وتظهر القلاعات عند البقر على الأظلاف وعلى الفم بوقت واحد. وأعراض المرض من خلال قلاعات الفم يبدأ بارتفاع معتدل في الحرارة 40ْ درجة وبأعراض حموية عامة ثم تظهر القلاعات أو الحويصلات على اللثة وبصورة خاصة على طرف الفك الأعلى الخالي من الأسنان وعلى اللسان وعلى غشاء الخدين المخاطي وعلى الشفتين تكون الحويصلات في البدء صغيرة كحبة العنب ثم تتضخم حتى تبلغ أبعادها أكبر حجما وتحوي سائلاً مصفراً شبيهاً بالبلغم وتترك القلاعة بعد انفجارها جروحاً مؤلمة جداً شديدة الاحمرار من الأغشية المخاطية ويرافق ذلك ازدياد في افراز اللعاب على شكل حبال متدلية من الفم تميز المرض وتشير إليه ومع ظهور صوت خاص ناجم عن تحريك الفم المملوء باللعاب تشفى آفات الفم عند تطور المرض بصورة طبيعية خلال 824 يوماً.
قلاعية ذوات الأظلاف:
وتبدأ قلاعات الأظلاف بظهور ورم محمر على جلد إكليل الأظلاف ويتحول إلى حويصلة وبصورة خاصة في الشق بين الظلفين ومن جهة الخلف ويعرج الحيوان.. وتبلغ الحويصلات حجم حبة الحمص حتى الجوزة ثم تتفجر بسرعة وتشفى أعراض الأظلاف عند تطور الإصابة بصورة طبيعية خلال 24 أسابيع وقد تظهر آفات الحمى القلاعية على الضرع والحلمة بصورة خاصة عند الإناث وعلى مواضع أخرى من جسم الحيوان بصورة نادرة.
كما تسبب الحمى القلاعية نقصاً في إفراز الحليب وضعفاً عاماً.
إلى متى؟!
من جانبه قال الطبيب بيطري حسين أبو السعود حول انتشار هذه الحمى ومخاطرها:
لا أعلم لماذا نحن هكذا بعد ان تنتشر الأمراض نهم باتخاذ الاجراءات الوقاية وخير دليل على ذلك هو ما حدث عند انتشار مرض الوادي المتصدع مؤخراً وما صاحبه من مشاكل كانت ستعصف بالثروة الحيوانية في منطقة الجنوب من مملكتنا بصفة خاصة والثروة الحيوانية في المملكة بصفة عامة لولا ستر الله جل شأنه ومن ثم الدعم السخي واللا محدود من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين حفظهم الله فلقد سمعنا بأن أحد الأطباء قد حذر الجهات المسؤولة قبل فترة طويلة من انتشار هذا المرض ولكن لاحياة لمن تنادي حتى بدأ المرض بالظهور فقامت الدنيا ولم تقعد ولكن بعد فوات الأوان والسؤال هنا إلى متى سوف نظل هكذا؟
كما اعتقد بأن انتشار الأمراض لدينا من الأمور السهلة جداً وذلك لأن كثيرا من الحيوانات تربى بطريقة التربية العشوائية غير المتخصصة والتي تؤدي إلى جمع عدد كبير من الحيوانات في محيط ضيق مما يؤدي إلى زيادة نسبة انتقال الأمراض وصعوبة التحكم أو السيطرة على الأمراض عند حدوث أي وباء وصعوبة القيام بتحصين الحيوانات للوقاية وقيام بعض المربين غير المتخصصين بالاستخدام الخاطئ للأدوية واللقاحات البيطرية أو ربما عدم استخدامهم أي من اللقاحات الوقائية لحيواناتهم.
أما فيما يخص مرض الحمى القلاعية فقد كان أول وصف للمرض لوباء انتشر في ايطاليا سنة 1514م ووصفه Fracastrius ثم ظهر أول وباء في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1870م وانتقل إلى استراليا عام 1872م وكان آخر وباء في الولايات المتحدة عام 1929م واخطر أوبئة المرض ذلك الذي اجتاح دول العالم مابين 1924 1968م.
مسبب المرض
هو فيروس صغير وكان أول فيروس من فيروسات الحيوانات يكتشف عام 1898م.
وهذا الفيروس له سبع أنواع معروفة 3 منها أوروبية الأصل هي )O.A.C( توجد في الأمريكيتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا و 3 أنواع أفريقية )sat1, sat2, sat3 ونوع واحد آسيوي )Asial( وبالرغم من ان هذه الانماط تحدث أعراض وآفات متشابه في الحيوانات إلا أنه لايوجد تصالب مناعي بينهما بمعنى ان كل نوع يعطي مناعة مختلفة خاصة به فقط ومايزيد الأمر صعوبة وجود أنماط فرعية لكل نوع من أنماط السبعة الرئيسية.
وتظهر الأعراض بعد يومين من الاصابة أو أقل إلى 8 أيام.
وتصاب الماشية من الأبقار والجاموس وكذلك الأغنام والماعز والغزلان والوعول.
وينتشر المرض عن طريق الاتصال المباشر بين السليم والمريض بواسطة اللعاب والدموع واللبن.
كذلك تلوث الغذاء والماء والقش من اللعاب.
والعمال والحلابين والأطباء البيطريين.
والسيارات والعربات والأحذية.
والحيوانات السائبة والطيور.
والهواء والرياح التي قد تحمله إلى مسافة 50 كيلومترا.
ويستمر افرازه مع اللعاب بعد الشفاء مددا طويلة قد تصل إلى ثلاث سنوات.
وعلى الرغم من ان الفيروس يختفي من اللحم بعد الذبح أو النفوق خلال 24 ساعة بسبب حمض اللكتيك الذي يغير الاس الهيدروجيني إلا انه يظل حيا في اللحم المبرد مباشرة بعد الذبح لشهور وفي المجمد لمدة 100 يوم على الأقل.
ويمكن حمل الفيروس بواسطة الحيوانات بطرق مختلفة فالاغنام والماعز والجاموس يمكن ان تحمل الفيروس بعد الإصابة دون ظهور أعراض مرضية واضحة وبالتالي تفرز باستمرار كذلك يمكن للأبقار ان تفرزه بعد التلقيح وهنا يكمن خطورة هذا المرض وان خير وسيلة للسيطرة عليه هو حرق المصاب والمشتبه به.
الأعراض في الحيوانات:
فقاعات مائية على فتحتي الأنف، والشفتين واللثة واللسان والغشاء المخاطي المبطن للفم والزور وسيولة اللعاب بغزارة واضحة وحمى وامتناع عن الأكل ثم تتفجر الفقاعات لتترك بورا واسعة من الأغشية المهترئة ويصبح اللعاب مدمياً وقد ينسلخ السطح العلوي للسان بالكامل
وقد تظهر تقرحات على الحلمات والضرع.
وتمتد هذه التقرحات على القدم بين الأظلاف وعلى منبت الشعر وتؤدي إلى العرج.
والحيوانات الحوامل تجهض وتموت الحيوانات الرضيعة.
مكافحة العدوى
وعن مكافحة الحمى القلاعية يقول الطبيب أبو السعود ان التحصين يتم عن طريق:
اجراءات الحجر الدقيق على المزارع المصابة وعدم نقل الحيوانات واغلاق الأسواق.
وغلي اللبن جيدا قبل الشرب.
واستعمال المطهرات في المزارع المصابة مثل محلول الصودا الكاوية أو الفورمالين ورش الأرضيات بالجير الحي وغلي اللبن المعد لتغذية الحيوانات.
وفي بعض الدول يتم التخلص من المرض نهائيا بواسطة حرق الحيوانات المصابة ولكن في الدول النامية والتي لم تتخلص نهائيا من المرض لا تستطيع تنفيذ ذلك وهنا يجب ان يتم اعدام الرؤوس والأرجل للذبائح المصابة والمخالطة حرقا وتترك اللحوم المبردة 24 ساعة على الأقل حتى يكتمل تكون حامض اللاكتيك في انسجتها بدرجة ترفع درجة حموضتها بما يكفي لقتل الفيروس بها.
وتحصين الحيوانات المستوردة بالعترات السائدة في البلاد لحمايتها وذلك عند دخولها المحاجر المحلية مباشرة.
أما العلاج فلايوجد علاج فعال. ولكن تغسل التقرحات بمحلول برمنجنات البوتاسيوم وتدهن بؤر الفم بمركب كلورات البوتاسيوم والجلسرين أو 5% شب أو حامض بوريك في طحينة أو محلول ملحي.
أما الحوافر فيعمل لها حمام قدم من محلول 5% كبريتات النحاس ثم تدهن بالقطران الطبي مع إبادة الذباب والحشرات.
وزارة الزراعة تحذر
ومن جانب آخر أكدت وزارة الزراعة والمياه في تعليقها على أنباء انتشار هذا الوباء إن مرض الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية الوبائية الخطيرة وسريعة الانتشار والتي تصيب الحيوانات ذات الأظلاف المشقوقة ويمثل مشكلة في أغلب دول العالم بما فيها المملكة وخاصة للحيوانات الحلابة.
ويتميز المرض بمجموعة من الأعراض التي تختلف في حدتها من حيوان إلى آخر ومن فصيلة إلى أخرى ومن سلالة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى فمثلا الاعراض تكون أكثر حدة ولفترة طويلة في المناطق معتدلة الحرارة.
وتتضمن هذه الأعراض:
ارتفاع في درجة الحرارة وفقدان الشهية.
والتهاب داخل الفم )تكوين الحويصلات( والتي تحتوي على سائل اصفر يوجد به الفيروس بكميات كبيرة وتوجد هذه الحويصلات على سطح اللسان والوسادة السمية واللثة والشفاه من الداخل.
وتتفجر هذه الحويصلات بسرعة وينتج عنها تكوين تقرحات والتي تؤدي إلى صعوبة المضغ عند الحيوان.
وافراز لعاب غزير على شكل حبال لعابية.
وقد تتواجد الحويصلات بين الأظلاف خصوصاً في الأغنام مسببة العرج للحيوان.
وتتكون في بعض الأحيان الحويصلات على الضرع والحلمات مما يؤدي إلى التهاب الضرع mastits نتيجة للعدوى الثانوية بالبكتريا.
وفي الحيوانات الصغيرة يسبب نسبة نفوق عالية بسبب إصابة عضلة القلب.
أما تاريخ المرض بالمملكة فقد أكدت وزارة الزراعة والمياه انه على الرغم ان المرض تم تشخيصه إكلينيكيا في المملكة لأول مرة عام 1961 وعام 1963 إلا ان عزل الفيروس المسبب للمرض تم لأول مرة عام 1970م حيث عزلت منذ ذلك التاريخ العترة sat1 عام 1970 والعترة asiua1 عام 1980 والعترة c أعوام 1973 ، 1987 ، 1984 والعترة A416523/86 عام 1986 والعترة SAT2 عام 2000م وتعتبر العترة O هي أكثر العترات شيوعاً حيث عزلت بداية من عام 1970 وتسبب في أغلب الاندلاعات المرضية لهذا المرض بالمملكة حتى هذا التاريخ.
وقد بذلت جهود كبيرة من أجل تحصين الحيوانات بالمملكة وخاصة في مزارع الألبان بلقاح الحمى القلاعية وعلى الرغم من ذلك فلايزال يظهر المرض من وقت لآخر لعدة أسباب منها:
الاختلاف بين فيروسات النوع الواحد التي يتم عزلها في أوقات مختلفة والتباينات الانتيجينية للفيروسات الحقلية عن تلك المستخدمة في انتاج اللقاح.
الطفرات التي تحدث للفيروسات الموجودة اثناء حمل الفيروس مما يسبب موجات جديدة من المرض وظهور الأعراض على الحيوان على الرغم من وجود المناعة.
ان بعض الحيوانات تظل حاملة للمرض لمدة قد تمتد إلى أكثر من 6 شهور وخاصة الأغنام وهناك بعض العجول عمر 46 شهور التي اكتسبت مناعتها من الأم وبعد 6 شهور من الولادة تكون هذه المناعة غير قادرة على صد المرض في حالة وجوده وتصبح معرضة للاصابة بالعترة السائدة.
حركة الحيوانات والدور الذي تقوم به الحيوانات الرعوية كالأغنام والماعز والجمال أثناء انتقالها من مكان لآخر في نقل الأمراض ونشرها.
«الجزيرة» تزور سوق البقر
على الصعيد ذاته قامت «الجزيرة» خلال اليومين الماضيين بزيارات ميدانية لأسواق الأغنام وكذلك الأبقار بمدينة الرياض.
وقد لاحظنا استمرار حركات البيع والشراء على نفس وتيرتها السابقة وإن ظهرت بعض المخاوف بعد الإعلان أول أمس عن تسجيل عشر إصابات بهذه الحمى في منطقة الرياض والمدينة والشرقية كما أكد ذلك مربو وأصحاب الماشية.
وقد أشار عدد من أصحاب أحواش البقر إلى الجولات اليومية التي يقوم بها مندوبو وزارة الزراعة والمياه للكشف على أبقارهم والتأكد من سلامتها وخلوها من هذا المرض واتلاف ما يتم الاشتباه باصابته.
وأضافوا أنهم يحصلون على شهادات تؤكد خلو أبقارهم من الحمى مما يسهل عليهم عمليات البيع في السوق وكذلك تسويق ألبانهم أو حتى نقلها إلى منازلهم بعد التأكد من سلامتها.
وعلى الرغم من عدم المام الكثير من أصحاب هذه الأبقار بأعراض مرض الحمى القلاعية أو حتى أسلوب العلاج أو الاجراءات اللازمة عند ظهور علامات هذا المرض إلا أنهم إجمالاً أكدوا عدم وجود أي تغير على صحة أبقارهم أو تغير في سلوكها وطريقة عيشها رغم انتشار أنباء وجود بعض الإصابات في منطقة الرياض.
أما أصحاب الأغنام فأشاروا إلى أن هناك تخوف من بعض الزبائن من هذا المرض بل إن الأكثرية منهم يقومون بفحص رؤوس وأنوف وأسنان وفم الذبيحة قبل شرائها وذلك بعدما سمعوا بأن علامات الحمى القلاعية تظهر من خلال الفم والرأس أولاً.
ومع ذلك فإن غالبية المشترين يعتمدون على مايقوله طبيب المسلخ عن حالة الذبيحة وسلامتها حتى ولو لم يقم ذلك المشتري بفحصها بنفسه لعدم المامه بخواص هذا المرض أو غيره من الأمراض التي تصيب الحيوانات.
وإجمالاً فإن عمليات البيع والشراء في سوقي الأغنام في العزيزية وسوق غرب الرياض لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر وهذا ما أكدته جولاتنا الميدانية في هذين السوقين.
|
|
|
|
|