| عزيزتـي الجزيرة
في جمع حاشد من المصلين اكتضت بهم جنبات واروقة الجامع الكبير بالزلفي، شيعت محافظة الزلفي يوم السبت 15/12/1421ه احد اعلام ورواة اسر الفراهيد الاصل، انه الشيخ الراوية الحافظ العم علي بن محمد العلي الفرهود، الذي ووري جثمانه الثرى عن عمز يناهز الثمانين عاماً، قضى سنواته الخمس الاخيرة، حبيس البيت ورهين الفراش، اثر حادث مروري تعرض له، فاصابه بالشلل واقعده عن الحركة، الا ان مما يحمد لابي عبدالله من قبل كل من زاره وعرفه، انه ظل طيلة هذه السنوات الخمس رغم ما يعانيه من آلام صابراً محتسباً شاكراً لربه مؤمناً بقضائه وقدره، فما رأيته ولا رآه غيري، الا ولسانه يلهج بذكر الله وشكره وحمده، فما تبرم وما شكا ولا اشتكى الا لخالقه العلي، وتلك لعمري خصلة لا يلقاها الا ذوو العزم والحزم، ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور، لقد صبر ابو عبدالله وحمل على عاتقه الشيء الكثير، وانا لنرجو له باذن الله ان يظفر بمغفرة الله ورحمته التي وسعت كل شيء.
وما اود قوله هنا هو ما عرفته عن الفقيد من خلال معرفتي التامة به ولقاءاتي المتعددة معه، من انه كان على جانب كبير من حسن الخلق وصدق التعامل، واحترام للصغير والكبير، وكان غيوراً على محافظة الزلفي اودية ورياضاً، لاسيما روضة السبلة، العزيزة على نفوس الاهالي، فقد كان احد الاعيان من ابناء الزلفي برئاسة الشيخ راشد العبداللطيف، رحمه الله، الذين تشرفوا بالمثول امام سمو امير منطقة الرياض قبل سنوات خلت ومناقشة سموه الكريم في حماية روضة السبلة، ولعل مما امتاز به الفقيد حفظه وضبطه للكثير من الاخبار والآثار والانساب، لاسيما ما يخص محافظة الزلفي واسرته الكبيرة الفراهيد، فاما ما يخص الزلفي، فانك تعجب له عندما يسرد عليك اسماء المعالم والمناهل والخلول والنقيان والقلبان واسماء الرجالات السابقين من ابناء الزلفي الذين شاركوا في الجمالة او في الحروب والمغازي، وقد استفدت منه في هذا المجال، كما استفاد منه صديقنا الباحث عبدالعزيز السعود الفرهود ونشر كثيراً مما سجله منه على شبكة الانترنت العالمية في موقع الزلفي، اما ما يخص اسرته الفراهيد فقد سجلت منه ما يتعلق بانسابهم واخبارهم واملاكهم الكثيرة، مما شكل مجلداً متكاملاً عن الفراهيد الاصل، نأمل بحول الله ان نرتبه ونخرجه في كتاب يطلع عليه الجيل الناهض، فما املاه عليّ، وجدته متوافقاً تماماً مع ما لدينا من وثائق ووصايا وبيان مواريث، فالفقيد حجة ومرجع للفراهيد اجمعهم، لا يضاهيه في تاريخ وانساب اسرته من المعاصرين الا عمه الشيخ صالح المحاسن الفرهود، الذي يخطو بسنواته نحو اكمال قرن من عمره، متعه الله بالصحة والعافية، وغفر لفقيدنا الراحل، وتجاوز عنا وعنه، آمين.
محمد بن عبدالله السيف
|
|
|
|
|