| القوى العاملة
من اليسير على أي مراقب بل وأي مواطن عادي ان يلحظ مدى تحسن مستوى النظافة في مدينة الرياض وأمام هذا الإنجاز ليس بوسع أي فرد من أبناء المدينة الا الانقياد وراء فضوله للتعرف على سر تصاعد مستوى نظافة مدينة الرياض ولكي نريح الجميع من عناء البحث والتخرصات لعله بمقدورنا القول ان السر.. ان كان له ان يسمى سراً يتلخص بكلمة «السعودة» صحيح انها كلمة لكنها ذات معان وابعاد تفوق في معطياتها اعتى الآليات وأدق التقنيات لقد احسنت امانة مدينة الرياض صنعاً عندما تبنت سعودة شركات النظافة وذلك بطبيعة الحال نابع من إيمان راسخ بأن نظافة المدينة وازدهارها لا يقومان إلا على عقول وسواعد ابنائها فواقع الحال ان اغلب مديري مشاريع شركات النظافة ومشرفيها سعوديون وعلى قدر من الوعي والتعليم.. قد يسأل سائل ما الفرق بين المواطن والوافد في هذا المجال تحديدا فكلاهما يؤديان العمل؟! رغم سذاجة السؤال الا انه وجيه ولا يجوز تجاهله إلى ذلك يمكننا القول ان الفرق بين المواطن والوافد كالفرق بين مفهومي التفاني.. وأداء الواجب وبكلمة اوضح ان ما يقوم به الوافد تجاه عمله «شركة النظافة» بمثابة تأدية لواجب المهنة الذي قد لا يتعدى في احسن الاحوال الحد الأدنى من عطائه وانتاجيته.. اما المواطن فهو بالإضافة لتأديته واجب العمل فثمة ما هو أسمى وأكثر الحاحاً وهو الواجب الوطني ولمزيد من الايضاح ولتعزيز ما ورد ذكره اليكم النقاط التالية:
1 المؤكد ان عطاء الوافد يتوقف بانقضاء ساعات العمل أو أثناء اجازته اما المواطن فيظل متصلاً بعمله دونما انقطاع وليكن شاهدنا انه اي المواطن لا يمكنه ان يتجاهل او يتعامى عند رؤية مناظر تتنافى ونظافة مدينته لمجرد انه في إجازة او خارج دائرة العمل ونلاحظ في هذا الحيز ان الوازع الوطني تجلى بأحسن صوره والشاهد ان ضمير المهنة قد «يغفو» او يتكاسل او ربما يأخذ اجازة بعض الوقت.. أما الضمير الوطني فيظل متيقظاً ينبض بالولاء والاخلاص.
2 كما تبرز قيمة التفاني اكثر ما تبرز في حال لو طلبت شركة النظافة من العاملين المرابطة لساعات إضافية «عند هطول الأمطار وبعض المناسبات» فتجد الوافد يساوم على أجرة العمل الاضافي قبل ان يبدأ العمل «يحسبها بالدقيقة» بينما المواطن سوف يعمل دون تردد وتاليا يطالب لادراكه ان ما قام به ويقوم به هو في نهاية المطاف من اجل مدينته.
3 الغيرة: الطبيعي والمعتاد ان المواطن يغار على مدينته فما بال الأمر لو كان هذا المواطن من المعنيين بالنظافة فمن المؤكد والحالة تلك ان تصبح نظافة المدينة وتألقها هاجسه وشغله الشاغل على عكس الوافد الذي يغار من المدينة وقد تزداد غيرته مع تزايد تألق المدينة الأمر الذي قد يتحول إلى حسد حينئذ سوف يكون ضرره على المدينة اكثر من نفعه.. بالمناسبة اتمنى الا يفسر كلامي عن الوافدين على انه انتقاص منهم او بغض لا سمح الله بل كل ما يبدر منهم من سلوك وتصرفات أمر طبيعي ولا نلومهم على ذلك فكل فرد يتمنى ان تكون بلده هي الأفضل فغير الطبيعي بل ومن السذاجة ان صح القول ان نتوقع منهم اكثر من ذلك. تأسيساً على ما تقدم يصبح من الضروري بل من المفيد ان تحتضن تلك الشركات الشباب السعوديين بوصفهم الاولى والأجدر بهذه المسؤولية لاظهار مدينتهم بأجمل حلة كما نود من أصحاب شركات النظافة بألا يبخلوا عليهم بالرواتب والحوافز.. بقي ان نشيد بجهود معالي أمين مدينة الرياض الرامية لتطوير مدينة الرياض والتي ليس آخرها تلك الاستراتيجية «المزدوجة» الفائدة فهي فضلا عن انها تفتح آفاقاً لتوظيف الشباب السعودي إلا انها وفي الحين ذاته تعتبر آلية ناجحة لتفعيل مستوى النظافة وبذلك تكون قد جمعت بين الحسنيين.
ص.ب 90458 الرياض 11613
|
|
|
|
|