| محليــات
من معضلات التربية والتعليم في العالم هي أن النظرية التي لا تُطبق، ولا يتحقق لها التنفيذ، بدل أن تفيد، يتحوَّل الحديث عنها إلى جعجعة...، ويتناثر الطَّحين منها في الهواء...، وكثيراً ما جهل الناس عامة ما يدور في «خلفيات» مواقع العمل التي تشبه خلايا النَّحل... تلك الخلايا التي لايفتأ أفرادها عن العمل الدؤوب بُغية أن يحافظوا على الطَّحين كي يفيد منه المعنِّيون به، ولاتُهدر ذرّاته، أو يتطاير في الهواء...، ومثل هذا الهدف إن لم تتوافر له جهود كافة أفراد الخليّة، ممَّن يتحلَّقون حول الرَّحى، فإنَّ الهدف سيتحوَّل إلى جعجعة الطَّحنْ...
في إدارة تعليم البنات بمكة المكرمة جهود خلايا النَّحل، وفيها دأب الطَّحانين، والطَّحين، والعسل... هما بُغْية هذه الإدارة بمنسوبيها ومنسوباتها كي يتمَّ الحفاظ عليهما، وعدم هدر العسل، أو تناثر الطَّحين...، والنَّاس ممن لها علائق بمثل هذا العمل في دأبه، وحرصه، يُدركون دون ريب أنَّ «المحاولات» لن تبوء بالفشل بإذن الله طالما هناك حرَّاس الهدف لايتناءَوْن عن الاستمرار في جهودهم...، ولعمري إنّ الذي يَهدر العسل، ويفرِّط في الطَّحين إنَّما هو «إهمال» أيَّ هدفٍ دون متابعة واستمرارية في مواكبة رقابةِ سبل ووسائل تحقيقه.
في رسالة كريمة من أخي القدير مدير عام تعليم البنات في هذه المدينة المقدسة مكة المكرمة، وهو يشفع معها تقرير الزميلات المربيات الفاضلات مشرفات الإدارة المدرسية هناك بناءً على ما كتب في هذه الزاوية عن اللقاء السابع لمسؤولي تعليم البنات الذي عقد في مكة المكرمة في نهاية السنة الماضية بهدف ما نفِّذ من توصيات هذا اللقاء بشأن تحديث وتطوير الإدارة المدرسية... ينمُّ عن وعي شديد من قبل هذه الثُّلة المتضافرة... التي وضعت أهدافها في مكان التنفيذ كي تحرص بهدوء وروية ودأب واستمرار وتضافر ووعي لتحقيق أهدافها من أجل استثمار الطَّحن، وتحصيل الطَّحين والعسل...
يقول سعادته: «فقد اطلعت على مقالتكم بالعدد )10153( بتاريخ 14/4/1421ه التي كان عنوانها «الإدارة المدرسية في تعليم مكة المكرمة» وقد سرني ماسطره مدادكم الرائع من عبارات راقية تدل على الرؤية العميقة والثقافة الواسعة التي تتمتعون بها... وأرغب في أن أوضح لسعادتكم بأننا في الإدارة العامة لتعليم البنات بمكة المكرمة ماضون بحول الله وقوته في انجاز توصيات اللقاء السابع لمسؤولي تعليم البنات الذي عقد في الفترة 29/10 إلى 1/11/1420ه وذلك لإيماننا العميق بأهمية هذه التوصيات التي سوف تسهم بإذن الله تعالى في تطوير الإدارة المدرسية.
ويسرني أن أرفق لسعادتكم تقرير الإشراف التربوي «الإدارة المدرسية» الذي يلخص ما تمَّ إنجازه بهذا الخصوص.
هذا ما أحببت أن أعلق به على مقالتكم الرائعة على هذا الموضوع مع تأكيدنا بإعجابنا الشديد لكل ما يسطِّره قلمكم في شتَّى المجالات التي تدل على حرصكم وإخلاصكم، شاكرين ومقدرين تعاونكم الدائم معنا وتقبلوا خالص تحياتنا»...
والدكتور عبدالعزيز بن علي العقلا.. حريص على متابعة عمله وما يتعلق به، ولا أدلَّ على ذلك إلاَّ مايرد من أفكار يلحقها بما تمَّ من آليات تحقيقها على أرض الواقع في جهات العمل التي يشرف عليها وهي السِّمة الأولى التي يُتَطلَّبُ أن تتحقق في الإداري الناجح الذي لا يتراخى عند مجرد تسنُّمه كرسي الإدارة، ولا يشغل نفسه ببريق هذا الموقع، ويعمل، ويحفِّز من يعمل معه، ويمنح كلَّ من يعمل معه حق التعبير عن عمله، دون أن يسند إلى نفسه عمل الآخر...
وهذا ما لاحظته، بل وجدته في إدارة الدكتور الفاضل العقلا، إذ دوماً يحرص على متابعة إنجازات المربيات الفاضلات في إدارة تعليم مكة، ويتيح لهن مجال التعبير عما أنجزْنه، ويقدّمه للاخرين كما يجيء منهن...، وهي لعمري مقومات الأداءالناجح عندما يُعزِّزالمسؤول جهد من يبذله...، وتلك هي مفاتيح مكامن الطاقة في الإنسان كي تؤدي نشاطها، وتعمل دون جعجعة، وتتضح لها مسالك الدروب كي تسير في خط تنفيذ أهدافها...
فالأخوات مشرفات الإدارة التربوية يعملن في خليةٍ نحْليةٍ نشطة، ويتحلَّقن حول رحى الأهداف والتوصيات التي نتجت عن ذلك اللقاء التربوي، ويحاصرن الطحين دون التَّناثر، والعسل دون الهدر...، وقد وضعن آلياتٍ لتنفيذ التوصيات بل عملن جادات في أمر تنفيذها... وهذا ما سنتناوله في مقال الغد بإذن الله.
|
|
|
|
|