نم قليلاً يا حائكاً للعبارة
ليس فيما تدعوه شعراً إثارة
كل يوم يمجُّك البحر كالأص
داف مجاً وتستقىء الطهارة
ليس عيباً في ناظريك انكسار
أو خنوع، والحب من فيك عارة
جئت تبغي من القفار حقولاً
ما حقول إلا وتروى جسارة
إيه لا تبتئس فما روّع الج
ن أيفنى «ولا يحس انتحاره؟»
ولمن ينثني؟ وكيف اشتهاء
إن أحس الحبيب فقد الحرارة؟
ساهرٌ روّض القوافي عساراً
ولنمرودة سياط الإدارة
فيه بوح الرياح هل تسلب الصخ
ر رقاداً؟ ألن تملّ حواره؟
باع وهماً أأخرسٌ يسرج الص
مت شجوناً؟ أم يكتفي بالإشارة؟
أعذابٌ تلك الأغاني رواءٌ
لو تحلّت معاطفاً مستعارة؟
بين كفيك حفنة من نجوم
وبعينيك مسحة من حضارة
أيدتك المزون إذ جئت تعدو
في هواها ولا ضممتَ المحارة
ورثتك السهول، لا غيث يهمي
في ثراها، ولا جديد النضارة
تتراءى بين المدى، ألف وجهٍ
قد لبست، وكم دخلت مغارة
أتريد القناع ينضو قناعاً
و«لقرن المساء» يغدو أمارة؟
عجبٌ من سقط الخريف وليداً
ولقط أن يستريح لفأرة
قد بحثت وكم نبشت غماراً
عن جمالٍ وكم فحصت نضارة
فرمتني نواصل اليأس حيناً
بانكواءٍ وآخر بالمرارة
فحريٌّ بك السكون وإلا
سوف تهوي إذا أتتك الحجارة