| مقـالات
مع بدء إجازة عيد الأضحى، رفعت سماعة الهاتف بحثا عن شقة مفروشة في المنطقة الشرقية، لأقضي هناك بضعة أيام، وقد جاءني الرد بأن أجرة الشقة في اليوم الواحد هي 1800 ريال، وهذه الشقة تتكون من غرفتي نوم وحمامين وصالة ومطبخ، علما بأنني سبق وسكنت في نفس العمارة في أشهر الصيف الماضي، في شقة من غرفة نوم واحدة بمبلغ 250 ريالاً يوميا، وبحسبة بسيطة وجدت ان الأجرة زادت بما نسبته 600%.
وكان قراري التخلي عن هذه الاجازة على أمل تعويض الأسرة بإجازة خارجية، وبذلك أضف نفسي الى قافلة طويلة طويلة من المواطنين الذين لا يهربون الى الخارج حبا في هذا الخارج فقط، ولكن أيضا هربا من نار الأسعار، ونار الانتهازيين وما أكثرهم للأسف، وهم موجودون بين أصحاب الفنادق والشقق المفروشة ومدن الألعاب وكبائن الكرنيش والمطاعم وغيرها، وكل هؤلاء للأسف يذرفون الدموع على خسائرهم السنوية جراء انصراف السائح المحلي عنهم، في الوقت الذي يكون الواحد منهم غارقا في دبس المواطن الذي تضطره ظروفه الأسرية أو الاجتماعية لعدم السفر الى الخارج، وبالتالي فهو مجبر لقضاء الإجازة في الداخل، مع أنه يعرف ان آلاف المناشير جاهزة للقضاء على متعته وراحة باله!
إن المطالبة بتحديد الأسعار في المدن ذات الطابع السياحي، مطلوبة وبدونها فإننا سنشهد نزيفا من الداخل للخارج، ربما يقضي على ما تحقق من منشآت سياحية، نعمل بكافة السبل لتطويرها وانعاشها، ليكون زيتنا في دقيقنا، أو ريالنا في أرضنا، ولكنه لن يكون إذا كانت إجازة عائلية لمدة أسبوع في المنطقة الشرقية أو الغربية أو الجنوبية، تكلف مبلغا من الممكن صرفه على إجازة لمدة شهر شاملة السكن والنقل في بعض الدول العربية أو الآسيوية كما هو حاصل الآن!!
|
|
|
|
|