أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th March,2001 العدد:10399الطبعةالاولـي الأثنين 24 ,ذو الحجة 1421

المجتمـع

شباب يبحث عن التميز بإيذاء الآخرين!
الشايع: على الأب أن يصادق ابنه خلال مرحلة المراهقة
القويفلي: الشباب بحاجة إلى بدائل مناسبة لتفريغ طاقاته
تحقيق :رياض العسافي
اصوات وصراخ والفاظ بعضها غير لائق والبعض الاخر منها يثير الضحك والسخرية وحركات بهلوانية من شأنها ان تزعج الكبار وتخيف الصغار تصدر عن بعض الشباب والمراهقين سواء داخل سياراتهم عند اشارات المرور او في ممرات الاسواق والمجمعات التجارية.
"الجزيرة" طرحت هذه المشكلة على طاولة المختصين وحاورت كلاً من الدكتور خليل بن ابراهيم القويفلي الاستشاري النفسي مدير مستشفى الامل بالرياض والاستاذ عبدالمحسن الشايع الاخصائي الاجتماعي بمستشفى قوى الامن بالرياض وناقشت معهما سبب هذه السلوكيات ودور اولياء الامور والمجتمع واجهزة الدولة تجاه هؤلاء الشباب..
قلل الشايع من خطورة هذه الظاهرة قائلا انها موجودة في جميع انحاء العالم وعزا اسبابها الى ان الشباب في هذه الفترة يحبون الاستقلالية لتحديد ذاته بالاضافة الى التقليد وحب الاستطلاع وبالذات التي تجذب الاثارة والانتباه حيث يشعر المراهق بالارتياح في المشاركة مع الشباب.
فيما عزا د. القويفلي مثل هذه السلوكيات والتصرفات السلبية الى عدة اسباب ذكر منها ضعف التربية والتنشئة الاجتماعية التي نشأ وترعرع فيها ذلك الفرد الذي يضايق الناس ثم هناك اصدقاء السوء وما يتركونه من آثار سلبية على الفرد وهناك ايضا بعض الشباب لديه رغبة في الظهور والتميز امام الناس فيعتقدون ان هذه التصرفات تجعلهم اكثر تميزا امام غيرهم ولا يعلمون سلبيتها، كما ان البعض منهم يشعر بالنقص والقصور فيبدأ بمضايقة الناس ظناً منه ان ذلك سوف يسد ما يشعر به من نقص وقصور.
ومثل هذه السلوكيات لا تصنف طبيا ضمن الاضطرابات انما نستطيع القول انها سلوكيات سلبية تكمن معالجتها في تغيير السلوك.
ويتدخل الشايع قائلا ومؤكدا ان هؤلاء الشباب لا يعتبرون شباباً غير اسوياء لان هناك جزءا بسيطا من الاضطرابات السلوكية لفترة معينة سرعان ما يصبحوا اسوياء بعد انتهاء فترة المراهقة.
دور ولي الأمر
وعن دور ولي الامر في هذه المشكلة اكد د. خليل القويفلي بانه دور كبير وهام جدا في معالجة ظاهرة التسكع في الطرقات والاماكن العامة وما يتبعها من مضايقات وازعاج لافراد المجتمع ويعد ولي الامر بمثابة القائد والموجه والمربي في العائلة ويعد مسؤولا بنسبة كبيرة عن تنشئة ابنائه وتربيتهم على السلوكيات الاجتماعية الحميدة والمثمرة التي من شأنها ان تسمو وترتقي باصحابها في اعين الناس الاخرين لا ان تحقرهم وتذلهم.
ويضيف الدور الرئيسي لولي الامر في هذه القضية هو تربية الابناء على اسس صحيحة قائمة على العادات والتقاليد المستمدة من شريعتنا السمحة كما يجب على ولي الامر حث ابنائه على حسن اختيار الصديق لانه يؤثر على من يجالسه وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "انما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة".
كما انه من الاهمية اذا علم رب الاسرة ان ابنه يصاحب رفقاء السوء ان يتخذ موقفا سريعا وصحيحا تجاه ذلك بان يقوم بمناقشة هذه المشكلة بصراحة وهدوء مع ابنه ويشرح له ابعادها ويوجهه الى الطرق الصحيحة والسليمة التي من شأنها ان تبعده عن اصدقاء السوء وتساعده على بناء علاقات مع اصدقاء صالحين تعود اثار مصاحبتهم بالخير والفلاح والفائدة على الفرد.
ويكمل عبدالمحسن الشايع بقوله ان دور ولي الامر مهم جدا ويعد الركيزة الاساسية الاولى في هذا الموضوع ويجب على الاب ان يصادق ابنه خلال فترة المراهقة ويحاول ان يتعمق في دواخله مما يجعل الابن ويعوده على عدم اخفاء اي شيء عن ابيه سواء كان سلوكاً عدوانيا او غيره ويحاول ايجاد عمل مناسب له في فترات الاجازات لكي يشغل وقته باشياء مفيدة تنفعه وتنفع مجتمعه.
دور المجتمع
ويشدد الشايع على اهمية دور المجتمع الذي يجب ان يكون على علم بالمراحل التي يمر بها الشباب المراهقون وعمل الاحتياطيات اللازمة لهم ومساعدتهم على تذليل الصعاب التي تواجههم بالتوجيه والمساعدة بالكلمة الحسنة الطيبة والمرونة وتوفير اندية او مراكز ثقافية واجتماعية وترفيهية التي تساعدهم على قتل اوقات الفراغ.
دور اجهزة الدولة
يذكر د. القويفلي ان الكثير من الشباب ليس في مجتمعنا فقط انما في جميع المجتمعات لديهم شحنات وطاقات بحاجة الى تفريغ فليجأ الى مثل هذه التصرفات وطالب بوجود بدائل مناسبة لفئات الشباب تحد من تلك السلوكيات السلبية بشرط ان تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع ويقضون فيها وقتهم فيما يعود عليهم بالفائدة والنفع.
ونوه عبدالمحسن الشايع بدور الاعلام في تثقيف المراهقين وابراز الفارق بين الاعمال الحسنة والسيئة والفرق بينهم وعمل ندوات ومحاضرات خاصة بالشباب والاستفادة من مكافحة المجتمعات الاخرى لهذه الظاهرة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved