| العالم اليوم
وأخيراً اسدل الستار عن نزاع بين دولتين شقيقتين.. خليجيتين.. عربيتين تكاد ان تكونان دولة واحدة، فأسرهما متشابكة متداخلة، دماً واصولاً وليس فقط مصالح واهدافا واحدة مشتركة.
والحمد لله أن تمت معالجة الجفاء بين البلدين الجارين قطر والبحرين.
جزر حوار.. وجزيرة جنان للبحرين وقطعة الزبارة.. وقطعة جرادة وفشت الديل ومغاصات اللؤلو ومصائد الاسماك لقطر.. والفرحة لنا وللبحرينيين والقطريين والخليجيين والعرب جميعاً..
فهنيئاً لكل محب لأهل الخليج.. ولكل محب للعرب بانتهاء هذه المشكلة التي أرقت عيون كل المحبين وكانت عثرة في سبيل تآلف وتفاهم أرق شعبين في الخليج.
كنت اعجب واتحسر عندما أشاهد جفاء بين البحرينيين والقطريين فاذا كنا أبناء الخليج نجد مودة والفة حينما يضمنا مجلس أو لقاء، فان في القلوب بين البحرينيين والقطريين «كانت في السابق» مرارة وجفاء ظاهر بين الأشقاء مهما كانت محاولات اخفاء ذلك بما كان يغلفه من دماثة عرف بها القطريون والبحرينيون معاً.
الآن الحمد لله، كل هذا أصبح من الماضي، ومثلما أكد أمير دولة قطر وأخوه امير دولة البحرين «يجب رمي الماضي خلف ظهورنا».
نعم يجب نسيان الماضي، والتطلع الى حاضر رائع، ومستقبل زاهر مليء بالعطاء. والنماء لشعبين يستحقان أن ينعما بالاستقرار واللحاق بركب التنمية والحضارة. واذا كان كل من قطر والبحرين من الدول المتميزة في المنطقة تعلماً وتطوراً ونماء فان التأييد الذي أبدته قيادتا البلدين لحكم لاهاي يجعلنا نتوقع ازدهاراً وتطوراً في كافة مجالات الحياة.. فبتفاهم المنامة والدوحة ستشهد المنطقة الخليجية «انفجاراً» وتدفقاً للتعاون والتنمية، وهذا ما يجعل كل ابناء الخليج العربي فرحين.. وفرحين جداً بما تحقق، فالفرحة التي انطلقت مساء الجمعة لم تقتصر على المنامة والدوحة بل تجسدت بكل صدق في الرياض وابوظبي ومسقط والكويت.. بل وفي كل عاصمة عربية.. وكل بلد يحب الخير للخليج وأهله الطيبين وبانتهاء مشكلة ترسيم الحدود بين دولتي البحرين وقطر، تكون دول الخليج العربية قد تجاوزت وفي غضون اقل من عام اصعب مشكلتين حدوديتين، فبعد حل مشكلة الحدود بين المملكة واليمن، ها هما قطر والبحرين تفلحان في انهاء مشكلة استمرت قرابة القرنين من الزمن.. ليكسب الخليج هدوءاً أكثر.. واستقرارا افضل.. وأمناً امتن.
وتصبح زرقة مياه الخليج اكثر صفاء.. مثل صفاء قلوب أهله المتسامحين.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|