| الاخيــرة
في هذه السنة يبدو ان فصل الشتاء كان أطول، وبذلك شعرنا بأن الجو كان أجمل، وفي كل صباح تختلط مشاعرنا ما بين نسمة عليلة، وهبة ريح باردة، تقرص أجسادنا دون أن ندري، فنتخيل ان السنة قد زادت شهورها وان الشهر قد كثرت أيامه، وفي خضم هذه التهيؤات يبدو ان "فيروساً" "ماكراً" قد تسلل إلى مِعَد عدد كبير من الناس فأزارهم المستشفيات والعيادات الخاصة التي تتبارى في رفع تسعيرتها الكشفية "والتي تتضاعف" ان كانت منزلية.. الذي استوقفني ملياً هو ان موائدنا العامرة بكل مغرياتها الغذائية لم تستطع إلى شهيتنا سبيلا، ذلك يعني انه لا يجتمع داء وغذاء، تماماً مثلما لا تلتقي شهية للكتابة في نفسية قلقة مشبعة بالاخفاق والاحباط نتيجة لما يثقل كاهل هذه الأمة العربية من أعباء مفروضة وعدوان ملزم.
كل هذا ورد على خاطري وانا أقف وجهاً لوجه أمام ما يدور في بيوتنا هذه الأيام من جدل وقلق حول "معدلات" ودرجات أبنائنا التي إما انهم "حصَّلُوها"، وإما انهم "اعطوها" ان كانت ممتازة او تلك التي تفتح باب الخوف على مصراعيه خوفاً على مستقبل الأبناء ان كانت شحيحة أو ضعيفة.
المشكلة اننا في كلتا الحالتين نهرع إلى المدرسين "المقاولين" إما لتعزيز المكاسب وإما لتعويض الخسائر، وأجزم اننا في الحالتين كلتيهما لا نعزز مكسباً ولا نعوض خسارة، ذلك لأن المدرس "المنزلي" يفترض ألا يختلف عن المدرس "المدرسي" لكننا في لحظة من خداع الذات ننسى بل نتناسى ذلك.
المشكلة ليست في الطالب ولا في المعلم وقد لا تكون في المنهج، لكنها في الوسيلة والهدف، فإلى الآن "يعمل" أبناؤنا متلقين فقط، وإلى هذه الساعة "يشتغل" معلمونا كملقنين فقط، كل ذلك نعرفه، ولانزال نفرح ونحزن لدرجات أبنائنا وننسى كيف يمكن تفجير طاقاتهم، وتحريض إمكاناتهم على الإبداع والابتكار.. وتاليتها؟!.
|
|
|
|
|