| مقـالات
هناك مثل دارج يقول: «كل ما تشتهي والبس ما يشتهي غيرك» فإذا دققنا في فحوى هذا المثل في عصرنا الراهن نجده يكاد ان يتبخر . فمن خلال هذه المطاعم الأنيقة التي فتنت الكبار قبل الصغار والرجال قبل النساء والتي تدفع للمستهلك لفافات محشوة بما لا يعلم صادرت منه حرية الاختيار وارغمته على تناول الطعام الذي قررته الشركات الامريكية من وراءالبحار رغم التحذيرات التي تطالعنا بها الصحف عن حالات التسمم والأوبئة التي تنقلها الاطعمة سواء بسبب احتوائها على المواد الكيماوية الضارة صحياً او عدم العناية في اختيار المفيد والنافع لأن الشركات المصنعة والمصدرة لهذه اللفائف هدفها الأول والأخير هو الربح جرياً على عادة النظام الرأسمالي الذي يستحيل ان يغير منهجه في المسار التجاري.والغريب ان الجهات الصحية مستسلمة لهذه الهجمة الغذائية اللاصحية مكتفية بالشهادات المريبة التي تحملها هذه المطاعم من جهات اخرى لا نعرفها مع ان الطعام كما نعرف لا يخضع لمواصفات سابقة او يحتمي بها لأن الطعام يتعرض لعوامل بيئية مختلفة منذ تصنيعة ولحين توزيعه في انحاء الدنيا كما ان مكوناته تتعرض هي كذلك لا سيما مع تقادم الزمن إلى الكثير من الفساد والتفسخ بصرف النظر عن الاوعية التى تتناقلها والدليل ان بعض الأطعمة التي نخزنها في البردات والثلاجات نكتشف بعد حين من الوقت انها لم تعد صالحة للاستعمال بسبب التأكسد وتفاعل مكوناتها. ثم ان الاهمال وهو من صفات الذين يمارسونه لا سيما الفئة العاملة من جنسيات مختلفة لا تعطي تلك الثقة بنسبة كبيرة ناهيك عن خلوها تماماً من بعض وسائل العدوى لما تشكو منه صحياً لأن مظهرها الخارجي وحتى ملابسها ليست كافية لا نعتاقها من المسببات المشبوهة . ولست بذا احمّل الجهات التي تراقب هذه المطاعم كافة المسئولية لأن العناية الصحية انما تتم برقابة صحية كاملة وعلى مستوى مرتفع من الملاحظة الدقيقة التي اشك انها تتوفر لمراقبة مثل هذه المطاعم التي اخذت تنتشر بشكل ملفت للنظر بأسماء مختلفة في اكثر زوايا مدننا. واشعر بكل صراحة بالإشفاق حين ارى هذه الاطعمة تتناقلها الأيدي بين الابناء لأنها شبيهة بالقنابل الموقوتة التي ارجو الا تنفجرذات يوم مخلفة ضحايا تتلوى من ألم ما دخل إلى جوفها من مكونات لا يعلم سوى الله نتيجة تفاعلاتها ! هل من فائدة بأن ارفع صوتي مطالبا بأيقاف هذا المد الغذائي المشئوم حتى تعود الامهات إلى ممارسة دورهن في تغذية افراد الاسرة بالطعام الصحي الذي نشأت عليه حتى وان ضعفت فيه بعض النسب الغذائية التي يحتاجها الجسم من اجل النمو المتفاعل ؟ قد يقال بأنه فات الأوان لمثل هذه المطالبة التي ارجو ان تحفز على الأقل الى مضاعفة الرقابة على اللحوم بالذات والتي تنادي الدول الراقية إلى مقاطعة الكثير منها لاصابة الحيوانات بأمراض مختلفة من بينها جنون البقر التي يتجاهلها مجانين الارباح في الدول الرأسمالية لنكون نحن ضحية لذلك الجنون بمختلف أشكاله .
للمراسلة ص. ب. 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|