| العالم اليوم
أياً كانت الأسباب ومهما اعتقد أنصار المسألة الشيشانية بأن قضيتهم قضية عادلة تفرض على الشعوب الإسلامية جميعاً مساندتهم والوقوف معهم إلا أن ما فعله قراصنة الجو الذين اختطفوا الطائرة الروسية والتي تواصلت معاناتهم مدة طويلة لاتبررها كل الحجج ولايمكن ان يجد لهم أي متعاطف مع قضيتهم أي عذر بل على العكس من ذلك، فإن عملهم هذا يسيء إلى قضيتهم ويشكك في أهدافهم ومصداقية الداعين لها فعمليات اختطاف الطائرات هي في النهاية عمليات ارهابية يتضرر منها أبرياء لاعلاقة لهم بالقضية التي تدفع المختطفين للقيام بعمليات الاختطاف للتعريف كما يزعمون بقضيتهم أو لتحقيق بعض المطالب التي غالباً لاتنفذ، بل على العكس من ذلك تنتهي بعض العمليات نهايات مأسوية وكثيراً مايكون منفذو عملية الاختطاف أول الضحايا... ضحايا عملهم الارهابي الذي يطال حتى قضيتهم التي يصيبها الضرر، وتجعل المحايدين ينظرون إلى مناصري تلك القضية بأنهم إنما يناصرون ارهابيين. أما ذوو عوائل المختطفين والمتضررون من عملية الاختطاف فسوف تظل عملية الاختطاف عالقة في أذهانهم ويتجهون مباشرة إلى أعداء وضد تلك القضية التي لايمكن أن تكون عادلة ومن بين صفوف الذين يناضلون من أجلها أشخاص على استعداد لقتل عشرات الأبرياء من خلال إقدامهم على خطف طائرة وترويع ركابها وقد ينتج خطأ من أحد الخاطفين أو أحد أفراد طاقم الطائرة فتحصل مأساة وكثيراً ما حصلت مثل هذه المآسي.
والغريب أن حوادث خطف الطائرات أصبحت من «قصص الماضي» ولايلجأ إليها إلا أصحاب القضايا الفاشلة فهل أصبحت القضية الشيشانية قضية فاشلة تدفع من يؤمن بها إلى القيام بأعمال إرهابية ضد الأبرياء.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|