| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
الحكم والامثال هي مرآة لكل عصر من العصور، ولكل مجتمع من المجتمعات كان ذلك ظاهرا مستبينا عندما تقرأ مثل تلك الكتب الحاوية لها فلو لم تعرف شيئا قط عن زمن من تلك الازمان لعلمته من حكمة او مثل شاع في عصرهم.
ولقد تميز القرآن الكريم بضرب الامثلة زيادة في الاقناع والتأكد اضافة الى انه سلوان للرسول صلى الله عليه وسلم فهو يتدفق حكما ودررا بهية تحيل العقل الى التأمل والتفكير وهكذا احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كانت ضاجة بشهب ساطعة من امثلة وحكم بليغة.. وهو فوق هذا وذاك مرموق له مكانته في العلم وله حظ من التحليل والدراسة.
ولقد كان الاهتمام بهذه الامثلة والحكم هاجس كل اديب وجزءاً من دراسته وتأليفه وما فعله الاديب الكبير عبد الكريم الجهيمان من جمع للامثلة لهو عمل مشكور وجهد منظور غير محقور.
بيد ان المشكلة ليست بأهمية الامثال والحكم وليست في مكانتها ومركزها انما هي تتجلى في سعة حفظنا واستشهادنا بها دون وعي لمعناها وفهم لمحتواها .. فكثيراً ما نقع بهوة سحيقة لضربنا مثلا مخالفا لعقيدة او فيه خلل ونظر بل اننا نتخبط بالمزالق والمواقف المحرجة بسبب ذلك، ومما يثبت هذا اننا حينا نحفظ المثل وقد سقط منه حرف او حرفان دون علم منا.. واعتقد ان جيلنا الجيدي غير قادر على حفظ تلك الامثلة فضلا عن تعلم معناها وان وجد في هذا الجيل فهم )ببغاوات( تردد دون دراية بل وليس جيلنا الجديد فقط هو المتهم بحمل هذه الصفة فكثير هو منا في مقدمة هذا الركب.
فيا ليتنا نفهم المعنى ثم نحفظ او أننا نترك الحفظ بالكلية لاصحابه لنحصن عقائدنا من الخدش ومعاملاتنا من المواقف المحرجة..! أطلت علينا في حائل نجوم وضاءة وضيوف بارزة عزيزة انارت اجا وسلمى وتجلجل صوتها في ارجاء عروس الشمال كان في مقدمة أولئك الضيوف العلم بل العلامة عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع ثم اعقبه فضيلة الشيخ أ.د. عبد الله بن محمد الطيار وثلثوا من بعدهما بفضيلة الشيخ خال بن علي المشيقح فبثوا نسائم علمهم الجم على صدور الحاتميين فاشرقت تلك النفوس بنور ربها وفتح الله بهم القلوب وانصتت لهم الآذان وسارت الجموع لدروسهم افواجا فأفادوا وعلموا ووجهوا..
فجزى الله مشايخنا وجميع علمائنا خيراً على ما يبذلونه في سبيل الدعوة اليه وتبليغ رسالة ربهم الى امة محمد صلى الله عليه وسلم.
أنوار الغريب
حائل
|
|
|
|
|