| الاقتصادية
* شيكاجو جريج ماكون رويترز:
يقول الخبراء ان تفشي امراض الحيوانات يشكل خطراً كبيراً على التجارة الزراعية وقد يكون له آثار طويلة الأمد على الأسواق وصناعة تربية الماشية،
وفي بادئ الأمر ظهر جنون البقر في بريطانيا وخرج منها إلى أوروبا،
وفي تطور مفاجئ اكتشف مرض الحمى القلاعية في بريطانيا وكذلك في فبراير/شباط الماضي ثم في فرنسا هذا الاسبوع، ومما فاقم حالة الفزع تأكيد دولة أخرى من أكبر مصدري اللحوم هي الارجنتين انتشار الحمى القلاعية بين قطعانها، ومرض جنون البقر أكثر خطورة لأنه ينتقل للبشر وتسبب في عدة حالات وفاة في أوروبا، لكن الحمى القلاعية نادراً جداً ما تصيب البشر لكنها مدمرة للثروة الحيوانية وتنتشر مثل النار في الهشيم إذ تنتقل عبر الأقمشة والأحذية وحتى في الهواء،
وأثار تفشي هذه الأمراض سلسلة من قرارات تقييد للتجارة في مختلف ارجاء العالم إذ تسعى الدول الخالية من الأمراض لتجنب دخولها إليها،
وحظرت وزارة الزراعة الأمريكية هذا الأسبوع وارداتها من اللحوم من الاتحاد الأوروبي مما أثر على تجارة يقدر حجمها بنحو 378 مليون دولار،
وقال بن بينيكي المحلل في مؤسسة ورلد برسبيكتفر للأبحاث في واشنطن «من الصعب تحديد أي مستفيد حقيقي» من هذا الوضع، وأضاف «الآثار بعيدة المدى قد تلاحق الأسواق لفترة طويلة»، ولا أحد يعلم في نهاية الأمر ما إذا كانت التجارة الزراعية العالمية ستكون هي الخاسر بسبب لعبة قرارات حظر الاستيراد هذه،، ولكن هناك دلائل بالفعل على ان الفزع الذي يسود العالم له عواقب غير مقصودة تمتد بعيداً خارج نطاق أوروبا،
وحظرت كندا وارداتها من البرازيل في الثاني من فبراير/شباط بسبب مخاوف تتعلق بجنون البقر ثم تبعتها الولايات المتحدة والمكسيك شريكا كندا في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «نافتا»،
وثارت موجة من الغضب في البرازيل التي تقول انها لم ترصد حالة إصابة واحدة بمرض جنون البقر، وقالت كندا ان البرازيل تباطأت في تأكيد خلوها من المرض، ورفع الحظر في 23 فبراير لكنه خلف مشاعر سيئة بين اثنين من أكبر الدول في تجارة المنتجات الزراعية في العالم،
وأعلنت بعض دول شمال افريقيا ووسط أوروبا هذا الاسبوع تقييد وارداتها من الحبوب من بريطانيا وربما دول أخرى من الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا بسبب مخاوف تتعلق بالحمى القلاعية، اثار ذلك رد فعل غاضب من مزارعي أوروبا الذين يخشون ان تمتد قرارات الحظر لتشمل الحبوب التي يزيد حجم تجارتها من اللحوم والماشية الحية،
ومنذ الحرب العالمية الثانية نجحت جولات متتالية من مفاوضات التجارة العالمية من التخفيف التدريجي لبعض القيود على التجارة الزراعية العالمية، فخفضت الرسوم الجمركية وبدأت العمل على تخفيض دعم الصادرات الذي يدمر المنافسة،
وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» ان حجم صادرات اللحوم الطازجة والمجمدة تضاعف إلى 8،20 مليون طن خلال عشر سنوات منذ عام 1999، وتوسع كبار المصدرين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واستراليا والارجنتين والبرازيل في الصناعات الزراعية، مستفيدين من اتجاه زيادة حجم التجارة، ويقول محللو اسواق السلع ان السؤال المهم هو ما إذا كان أثر تفشي الأمراض في أوروبا سينتهي سريعاً أم سيكون له تداعيات طويلة الأجل،
وقد تظهر تلميحات مقلقة للاجابة على هذا السؤال في حالة تايوان التي عانت من انتشار واسع النطاق للحمى القلاعية في عام 1997، وتم ذبح ربع ثروتها من الخنازير التي تبلغ 14 مليون رأس ودمرت صادراتها التي تبلغ قيمتها 55،1 مليار سنوياً من لحوم الخنزير، ولم تعلن تايوان بعد خلوها من الحمى القلاعية،
وأدى انتشار المرض الى تحول في مسار التجارة فدخلت الولايات المتحدة والدنمارك لتحلا محل تايوان في تصدير لحوم الخنازير لليابان،
وفي حين ان انتشار الأمراض في أوروبا قد يكون بمثابة نعمة مؤقتة للمصدرين من الدول الخالية منها إلا ان هذه المكاسب ستتبدد،
فقد بدأ مستهلكو اللحوم في أوروبا يحجمون عن تناولها، وقالت شركة ماكدونالدز إحدى الشركات الرائدة في صناعة الهامبورجر على مستوى العالم يوم الأربعاء ان مبيعاتها في أوروبا تضررت بسبب الخوف من الأمراض،
وفي نهاية الأمر يقول بينيكي ان حرق وذبح أعداد متزايدة من رؤوس الماشية لمنع انتشار الأمراض يترك القليل منها لتستهلك حبوباً واعلافاً أقل وقد تقل الواردات من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجاتها، وانخفضت اسعار العقود الآجلة للحبوب وفول الصويا في شيكاجو هذا الاسبوع بسبب هذه المخاوف،
|
|
|
|
|