| مقـالات
لا استغرب ولن أفاجأ ذات يوم أو في أي لحظة عندما يقال لي إن عدداً من الشركات الأجنبية الكبرى بمختلف التخصصات والمهن قد سحبت وكالاتها من التاجر السعودي. وقامت بنقلها وتوزيعها خارج الحدود وبالأخص إلى «دبي » النمر الاقتصادي الصغير اليقظ.. ولا أقول المتربص أو المفترس، وبالذات الشركات المتخصصة في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الكهربائية المتنوعة ووسائل الطباعة والأغراض المكتبية وغيرها من الأجهزة الدقيقة والحساسة الثمينة والمرغوبة المطلوبة دائماً.. وربما يأتي الدور حتى على السيارات وقطع غيارها وورش إصلاحها. وهذا ما سآتي على إعطاء أمثلة عليه فيما بعد.. والعتب والمسؤولية في رأيي ربما لا تكون كلها على الشركات الأجنبية المستغلة فالعتب غالباً ومن وحي ما نراه ونلمسه على الوكيل السعودي نفسه الذي غيب أو همش أو تناسى المصلحة الوطنية العامة وضريبة المواطنة الحقة والصالح العام، وترك أو جعل من مؤسسته بكافة فروعها واختصاصاتها ومستقبلها ومسؤولياتها من ألفها إلى يائها ومن أساسها إلى رأسها بأيد غير وطنية، يعني عمالة متربصة لا يهمها مصلحة صاحب المؤسسة في قليل أو كثير إلا بما يحقق نهمها وتكالبها واستغلالها وإبقاء هذه الشركات عالة عليها ولاتستغني عنها.. وعلى هذا المنوال أصبحنا لا نرى التاجر رجل الأعمال إلا فقط وهو يترزز ويصرح ويستعرض شخصيته وهندامه وبلاغته في الحفلات والمناسبات العامة والمجلات المصورة وكأنه يقول ها أنذا المليونير الفلاني والشخصية البارزة لا في جهودي ومشاريعي وخدماتي لوطني ومساهماتي في خلق فرص عمل أو تدريب أبناء وطني على الأعمال المثمرة وإبقائهم رصيداً للوطن في الحاضر والمستقبل.. بل يقول في قرارة نفسه انظروا إلى شخصيتي ورأس مالي وكم شركة أو وكالة أضفتها إلى مجموعتي التي تتلقف العمالة الأجنبية من كل حدب وصوب.. ولا يضرني أو يهمني أو يوقظ ضميري ما يقال حولي بأنني أنا وبعض أولادي وقلة من المعقبين ومستخلصي الجوازات كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود وهم العمالة الأجنبية الطاغية المستشرية بإرادتي في جميع شركاتي وأعمالي وهم رهاني وأماني في الحاضر والمستقبل.. أما أنا محرر هذه السطور وأعوذ بالله من كلمة الأنا التي تؤدي أحياناً إلى الغرور أو الثقة المفرطة بالنفس فأنا هنا أشير بها إلى شخصي الضعيف الذي لاحول ولاطول ولكن بصفتي المتكلم وعلى منطق الشاعر القائل فليسعد النطق إن لم تسعد الحال لقد كان لدي بعض الرؤية من المشاهد والأمثلة التي مرت علي من واقع وتوجيهات بعض الشركات الأجنبية في سحب وكالاتها من الوكيل السعودي ونقلها إلى الخارج المجاور غير بعيد عن المستهلك السعودي وقد يكون لها العذر بعد أن جست نبض الوكيل السعودي ووجدت البعض منهم سبهللاً في تخطيطه وضعف إحساسه بمحيطه ومفرط في الأنانية المقيتة لنفسه وليس لديه الإدراك الحصيف للمستقبل أسوة بالشعوب الأخرى.. وبمعنى أصح وجدته لا يعزف على وتر المواطنة أو لديه الحرص على الدفاع عن مصالح وطنه وأبناء مجتمعه من واقع أنانيته المفرطة وانعزاله في تفكيره إلى درجة أنه لا يؤمن بالمصلحة الوطنية أو فيما يخدم الصالح العام.. قبل عامين تعطلت بعض الأجهزة في سيارتي والسيارة للتو جديدة اشتريتها من الوكيل المعتمد.. ومن ضمن الأجهزة التي تعطلت الراديو وجهاز التسجيل.. أتدرون أين كان تصليح هذه الأجهزة ومكانه.. لقد تم تفكيكها من السيارة من قبلهم وشدت الرحال إلى دبي في رحلة بالطائرة استغرقت عدة أيام نعم ذهبت إلى هناك لتصليحها وإعادتها وحمدت الله انهم لم يشحنوا السيارة بأكملها ولكن كل آتٍ قريب ومن أمن العاقبة استطاب اللامبالاة.. والبركة في رجل الأعمال أو رجل الإهمال، وإذا افتقد التعاون وحل التنافر واستشرت الأنانية وهمشت الوطنية وساد الاستغلال وضاعت هيبة شركاتنا ومؤسساتنا وغرفنا التجارية بسبب عدم تعاونها وتكاتفها فيما بينها، وضعفت الروابط بينها وبين المواطنين نتيجة تماديها بتوظيف العنصر الأجنبي بمختلف المستويات والتخصصات وتحايلها على الأنظمة والتعليمات الصريحة التي تدعو وتنادي بإحلال الكفاءات الوطنية المخلصة التي هي مصدر ثبات ونجاح وقوة للشركات الوطنية لو أقدمت وقدمت بعض الحوافز لأبناء الوطن.. وفي ذلك مصدر استقرار لها لكان لها هيبة ومكانة لدى الشركات الأجنبية التي بالتأكيد أنها ستحسب ألف حساب عندما تفكر مجرد تفكير لنقل مقراتها ووكالاتها أو سحبها فجأة لصالح وكلاء جدد خارج المملكة لأنها ستعرف أن الوكيل السعودي مدعوم في تخطيطه وتصرفاته بعناصر وطنية مخلصة تقف وراءه وليست تدار بعناصر أجنبية مستغلة مستفحلة تهيمن على كل شيء في الشركات الوطنية اسماً الأجنبية واقعاً وفائدة وتوظيفاً وتحويلات بعشرات الألوف من الملايين للخارج كل عام.. وهنا نقول وبالفم الملآن وبكل صراحة «على نفسها جنت براقش» وعلى هذا المنوال فالليالي من الزمان حبالى يلدن كل عجيب ولكن هل من معتبر.. والله الهادي.
«للتواصل ص. ب. 27097 الرياض 11417»
|
|
|
|
|