في دائرة الضوء

في دائرة الضوء
الواصل.. وتوثيق الشعر الشعبي

هو مكتبة متنقلة إذ يحفظ أطال الله عمره قصائد وسير العشرات من أعلام الشعر الشعبي على مستوى الخليج.
إنه الشيخ الشاعر والراوي إبراهيم بن محمد الواصل الذي فتح منزله لاجتماع عشاق الشعر الشعبي والمهتمين فيه من الباحثين والشعراء أيام الأحد والأربعاء والاثنين والخميس من كل إسبوع.
وفي أحد أيام الأسبوع ما قبل الماضي كان الحديث عن الشاعر زيد بن غيام من الجبلان من قبيل مطير حيث قال أبو محمد: زيد بن غيام شاعر كبير وله قصائد كثيرة حفظ بعضها وضاع الكثير منها بسبب عدم الكتابة والتدوين.
وزيد بن غيام دقيق الوصف قوي المعاني.. ويضيف.. كنت في الكويت في مجلس جمع الكثير من الشعراء والرواة ومن ضمنهم الشاعر صقر النصافي ودار الحديث عن زيد بن غيام وقال صقرانه يلقب زويد.. وعندما سير زويد على البير الذي يشربون منه قال:

سقوى سقاك من أول الوسم يا بير

يزي من الطيه الى حد مظماك

يزيك لو عنك اتقن المضاهير

اللي شرب هاف المعاليق من ماك

عديت راس اللي عنز راسه الطير

متمركي وأشوف ذولا وذولاك

وقال في قصيدة أخرى:

الا واعذاب زويد من جيلنا التالين

مجاليد لاموتا ولاهمب حييني

ما أحب الخمام وكل غما نغمها شين

أحب النشاما والبنات المزاييني

وقال من قصيدة أخرى:

والله لو عندي من أشوار أشوار

اني لا أخلي كل سن بسنه

من غر من جنة مرده على النار

وانما اغتنيت الفقر ما فيه منه

وكان زيد بن غيام بالكويت وهناك صاحب دكان على الطريق المؤدي الى سوق البيع والشراء اسمه أحمد النجدي )1( ويضع رجال البادية أغراضهم عنده ومن خلص من السوق قال وعدكم دكان أحمد النجدي الرجال والنساء وزيد بن غيام يسأل صاحب الدكان أحمد النجدي بأبيات.. قال:

يا أحمد مقطفت الزماليق ما جوك

ما شفت ما عنيت هو ما أحد جاك

ما شفت من قرنه به المسك مدلوك

زول الى منك تمقلته أحياك

لاجتك تمشي كن بأقدامها شوك

تاطا مثاني ثوبها يوم تنصاك

فالى اسفهلة واستمالتك بضحوك

فقرب حفافيرك أو وص بضحاياك

وأخيرا أراد انه يترك البداوة وينزل مع جماعته بالأرطاوية ويحضر مجالس الذكر ويقرأ القرآن مع من يقرأ ذلك الوقت على الشيخ العنقري لكن في سنة من السنين شاهد شديد البادية ورحيلهم واشتاق للبادية وممشاً مع الربيع والصيد المتوفر ذاك الوقت وقال أبيات يتذكر ما كان عليه بالربيع وطرد العيد.
وقال أبياتاً من الشعر منها يقول:

يا مل قلب عذبه كثر الاطماع

يبي الطمع مير الطمع يخلف الطوع

والله لولا زرفلت شقح الاقطاع

وأقول أبا خذ لي مع البدو قرطوع

لا أسكن بدار لا أروع ولا أرتاع

لا هالك ضامي ولاميت جوع

ميرالبلا وان طاح بالصلب رماع

وشدوا له الجبلان مع طلعة الشوع)2(

تلقى لهم من عندأبا لقد مرماع

ما عبروا في عرفج الشق مقطوع

حزم غدى القليقلانه تمرياع

والرمث ينبت في مذاريه طالوع)3(

في مربع وان جاه راع الغنم ضاع

تلقى الجوازي خنس فيه وارتوع

وأحب هد الطير والطرش منداع

شرق عن المجذم)4( شمال عن الكوع)5(

فالي حصل صفت الحباري مع القاع

والله ما أغبط اللي يصوع الذهب صوع

1 من أهل حرمة
2 الشوع: طلوع الشمس.
3 طالوع : نوع من الأعشاب يطلع حدر شجر الرمث.
4 المجذم: محل بالصمان.
5 الكوع: محل بالصمان.
ثم سألت أبا محمد عن عبدالله العقيل العسكر من أهل المجمعة سكان الكوبت قال إنه شاعر قوي توفي عام 1938م من ضمن قوله:

يا مل قلب دبيب الهم يرعابه

الجسم ينحل ولا من صاحب ياوي

لو أن ما بي يصيب طويق وهضابه

كان أصبح الضلع هو والحزم متساوي

ولو أن ما بي يصيب الخشوم حطابه

كان أصبحت عثعث يرعابه الشاوي

وأيضا له من قصيدة طويلة:

يا خليفة هلي فرقاك ما أبيها

لا تغلى عليه يا بعد روحي

كل يوم عليك الرجل محفيها

من عما الراي لا تسمع ولا توحي

دوك عيني من الذرنوح أداويها

ذارف دمعها والقلب مجروحي

يا شبيه الغزيل في تمدريها

أتصبر وحبك جاحني جوحي

عندك الروح يرهنها وتديها

من سامح لك وعنك الحق مطروحي

ان بغيت الصداقة فأنت راعيها

وان بغيت القوامة فأنت مسموحي

رح ونفسي على الشيمة مضريها

يعترض له عن المقفين ساموحي

ثم سألت أبا محمد عن اللي يقول: نبي نسير طلعة الشمس لعقيل..
قال إنها لشاعر عنزي لا يحضرني اسمه كان بالشام وقد ذكر قوله: على سعد والا نصينا السناني: يقصد سعد الدخيل الله السعد وعبدالعزيز المحمد السناني من أهل عنيزة كان الاثنان بالشام يعملان بالبيع والشراء.. قال العنزي:

نبي نسير طلعة الشمس لعقيل

على سعد والا نصينا السناني

اللي يحطون أشقر البن والهيل

وتلقى الرغيف أمقلط بالصياني

اللي يفوجون الفيافي على الحيل

كم ديرة فاجو عسيره وهاني

إبراهيم اليوسف

أعلـىالصفحة

رجوع