| العالم اليوم
* موسكو د ب أ:
انتهت اول قمة روسية ايرانية تعقد خلال اكثر من 40 عاما بتأكيد الجانبين على طابع «لمرحلة جديدة» في علاقاتهما يتسم بالاستقرار وعدم التهديد.
ولم تسفر القمة عن أية اتفاقيات جديدة حول التعاون النووي او العسكري، وهو مجال تعاون محتمل بين الجانبين ادى الى اعراب الولايات المتحدة عن قلقها بالنسبة لمصالحها في المنطقة.
وقال الرئيس الايراني محمد خاتمي لمجلس النواب الروسي «الدوما» في نهاية القمة في موسكو أمس الاول ان «المرحلة الجديدة من العلاقات الايرانية الروسية لا تمثل بأي حال من الأحوال تهديدا للدول الأخرى لكنها تعتمد على سياسة واقعية نابعة من احتياجات المنطقة».
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرحلة الجديدة بأنها عامل استقرار للمنطقة، مشيرا الى تحقيق «دفعة جديدة».
وقال خاتمي بعد خطابه امام مجلس النواب الروسي «ان الأمن والسلام بتطلبان ليس في المنطقة وسط آسيا والقوقاز فحسب، بل ايضا في الشرق الاوط وفي العالم بأسره في نهاية المطاف، تحقيق التقدم وتطوير التعاون وهذا ما تسعى اليه الدولتان».
وقد تم تجديد الاتفاقيات والمعاهدات السابقة الخاصة بالعلاقات الثنائية ومبادئ التعاون، والتسوية السلمية للمنازعات والقضاء على الارهاب.كما اجرى الجانبان مباحثات بشأن مشروعات مشتركة لانتاج الطائرات المدنية طراز تي يو 204 وتي يو 334، واقامة مصنع للفحم في شمال ايران وانشاء مصنع لتجميع عربات النقل طراز جازيل في ايران.
ولكن لم يتم ابرام اتفاق الاسلحة وهو الموضوع الأكثر سخونة بين الدولتين.
وقال بوتين في تصريح ليس به التباس حول نية روسيا انه «لن تقدم روسيا لايران سوى الاسلحة التي لا تتعارض مع الالتزامات الدولية المتعارف عليها».
واعترف عضو في الوفد الايراني بأن استعداد روسيا لتزويد ايران بالأسلحة والمعدات لا يفي بالمطالب الايرانية، التي تركز على الخبرة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، ونقل المعدات الحديثة وليس المعدات القديمة التي تردد ان موسكو تريد تقديمها لايران.
ورغم عقد اجتماعين مغلقين بين وزير الدفاع الايراني علي شمخاني ونظيره الروسي إيجور سيرجييف فقد ترددان الجانبين لم يحرزا تقدما ملموسا، باستثناء ما تحقق بشأن خطة تم الموافقة عليها من قبل لتدريب الخبراء العسكريين الايرانيين في روسيا.
وحول النظام القانوني المتنازع عليه لبحر قزوين، قالت روسيا انها سوف تحترم اتفاقيتي 1920 و1941 حتى يتم التوصل الى وضع جديد.
وقد بدأ فيكتور كاليوزني مبعوث بوتين الخاص بشأن بحر قزوين تحركا دبلوماسيا مكوكيا بين الدول المطلة على البحر للتوصل الى تسوية للقضية المعقدة.
وتحبذ ايران الحصول على حصة متساوية بنسبة 20 بالمائة من موارد النفط والغاز، والتي تعد أكبر موارد بعد الخليج وسيبيريا، ،ولكن الدول الأخرى المطلة على البحر، وهي أذربيجان وكازاحستان وتركمنستان تصران على الحصول على حصص على أساس مساحة اراضيها، وهو ما تعتبره اكثر ميزة لها.
وتظل احتمالات التعاون النووي بين روسيا وايران غير واضحة.
واعرب خاتمي عن خيبة أمله ازاء التأخير في اتمام بناء محطات للطاقة النووية في ميناء بوشهر الجنوبي وتعهد بوتين بمعالجة «المشاكل الفنية والبطء».
وقال خاتمي «بعد الدراسة الجادة والتنفيذ الكامل للاتفاقيات السابقة المبرمة بين الدولتين، ستتخذ طهران خطوات نحو عقد اتفاقيات جديدة».
وأثنى على مقاومة روسيا للضغط الذي مارسته الولايات المتحدة لمنع استمرار التعاون العسكري والنووي مع ايران. وتردد ان خاتمي اكد لبوتين ان رغبة ايران في تحديث قواتها المسلحة ترجع لأغراض دفاعية محضة، وانها ستلتزم بأسلوبها الساعي لتحقيق الوفاق في المستقبل.
وتجد روسيا في ايران سوقا هائلة وتأمل زيادة حجم تجارتها، الذي قدرته ايران بنحو 900 مليون دولار عام 2000. ومن الممكن ان تبلغ قيمة التجارة في الاسلحة ما بين 200 و400 مليون دولار سنويا.
وقد غادر خاتمي موسكو أمس «الاربعاء» متوجها الى سانت بطرسبرج وزراء أمس «الخميس» كازان في منطقة تاتارستان التي يسكنها اكبر عدد من المسلمين في روسيا، ويعود الى طهران في نفس اليوم.
|
|
|
|
|