| شرفات
الاسكيتيون هم شعب من البدو الرحل، دائمو التنقل في طلب المراعي الجديدة لقطعانهم، ولم يخلفوا بعدهم بلدانا مشيدة، ولا طرقاً ممهدة ولا آثاراً كبرى نشاهدها. بل إنهم لم يتهيأ لهم أن يستنبطوا حتى نظاماً للكتابة، ولهذا السبب كا نوا في طليعة الشعوب القديمة التي حار التاريخ في تحديد كنهها، إن حياتهم كانت نابضة بالازدهار والحيوية.
الاسكيتيون نشؤوا في جنوبي غربي آسيا وهم شعب أدنى إلى البدانة والتراخي والدماثة في آن واحد متوسط طول رجالهم 170 سم بينما متوسط طول النساء حوالي 152سم، ومعظم الرجال كانوا ذوي لحى طويلة، وقد عثر في قبر زعيم لهم بلا لحية، على لحية مستعارة بجانبه وكانت النساء تعالجن بشراتهن بمعجون مصنوع من لباب الخشب واللبان بعد طحنهما معاً، وكان الاسكيتيون يشربون مقادير كبيرة من ألبان الفرس الذي كان يعرف باسم «كومبيس» وهم يتميزون بعشقهم لاقتناص الغزلان، والماعز البرية، والأغنام، وأية حيوانات وحشية ليصادقوها.
وبالنسبة لملابسهم فهي تتميز بأناقتها وألوانها الزاهية وقيمتها النفيسة، وتتميز ملابس النساء بأنها فضفاضة والسترات طويلة، وأحياناً تصنع من جلد من نوع الجركين مزخرفة برسوم منفصلة زاهية، وكذلك جوارب بيضاء كثيرة الزخارف وأحذية عالية وقلانس مستديرة من الفراء بل إن ملابس النساء عدادها الفساتين والحرملات واغطية الرأس والاحزمة والحقائب .
كنوز ونفائس
والإسكيتيون لديهم اعتقاد أن الانسان يجب أن يضع كل ما يملك معه في قبره عند وفاته، والأغنياء منهم يحنطون أجسادهم، وتكدس معه الكنوز والنفائس ويقتل أولاده وأهله جميع خيوله بعد وفاته إن كان يملك خيولاً فإذا مرت سنة على وفاته قتل أهله 150 أخرى من الخيول التي يملكها..
والأغرب من ذلك أن الخدم كانوا يصفّون حول قبر سيدهم بعد وفاته دليل على اخلاصهم مثل اخلاصهم له قبل وفاته، والأعجب من ذلك أن أهله يخنقون زوجته ويضعونها معه بعد وفاته.
وعندهم تقاس أهمية المتوفى بعدد ما في قبره من نفائس وكنوز وما يقتل له من خيول عند وفاته .
والإسكيتيون يعتمدون على مواشيهم في تدبير كل ما يحتاجونه من الطعام ومن المحتمل أنهم كانوا في الصيف يتجولون بحرية في مراعي الأعشاب، في سهول الاستبس الروسية، والرجال يتنقلون على ظهور الخيل، وبالنسبة للنساء والأطفال كانوا يستقلون مركبات ذات أربع أو ست عجلات، يعلوها سقف من لباد، قائمة على حوامل خشبية رفيعة، أما جوانبها المفتوحة، فكان يمكن تغطيتها للاحتماء من الريح أو المطر. ومن المحتمل أن الأجزاء العلوية لهذه المركبات كان يمكن رفعها من مكانها واستخدامها كخيام، وكانت تزين من الداخل بالأبسطة النفيسة، وستائر اللباد الباذخة الألوان.
ولم يتطور عندهم الحال لإقامة البلدان المحصنة، إلا في القرن الثالث قبل الميلاد عندما بدأت الطوائف المشتتة منهم تستقر في شبه جزيرة القرم، ويبيعون كميات كبيرة للاغريق من اللحوم والسمك، وفي المقابل كان الفنانون الاغريق يزودونهم بالخزف والمعادن المشغولة ذات القيمة الممتازة، ولم يستخدم الاسكيت النقود، ولذلك لم يكن لهم بد من المبادلة على سلعهم.
والاسكيت كانوا يحبون الزخرفة واستخدموها في السروج والأبسطة والمرايا والدروع بكل ما يمكن أن يتاح لهم برسوم واشكال من الذهب أو الفضة أو البرونز أو الجلد، وكانت الحيوانات أهم مقتنياتهم، وهكذا لم يكن من المستغرب أن تكون موضوعاتهم الأساسية في مجال الزخرفة هي الغزلان والدببة والطيور، غير مرسومة بدقة وأحكام ولكن في واقعية خالصة انهم جماعة من البدو الرحل معظهم من الهمج كما يذهب الى ذلك « هيرودوت» وأحياناً يصفهم بأنهم كانوا من العشائر المسيطرة التي خلعت اسمها على كثير من الشعوب المختلفة التي دانت لحكمهم .
حمزة سعد
|
|
|
|
|