| أفاق اسلامية
يغلب على البعض من الناس اليوم خلق ذميم، ربما ظنوه نوعاً من الفطنة وضرباً من النباهة، وانما هو غاية الشؤم، ومنتهى البلاهة، ولو تأملنا في خلق من اتصف به لوجدناه كذلك، بل قد تصل به الحماقة الى ان يعيب على من لم يتصف بخلقه، ويعده من السذج المغفلين، وما علم المسكين، ان احسان الظن بالآخرين من المسلمين مما دعا اليه ديننا الحنيف وحثنا عليه فالاصل في المسلم العدالة والاستقامة، مالم يظهر فسقاً وعصياناً او بدعة في دينه.. ثم ان المحسن الظن باخوانه، الذي يلتمس لهم المعاذير، ويحملهم على احسن المحامل يعيش في راحة بال، واطمئنان نفس، والعكس صحيح، فان المسئ الظن بالناس يعيش في شؤم وتعاسة وان أظهر خلاف ذلك ان رأى محسناً او مسيئاً، فان كان الاول فربما يرميه بالرياء ونحوه بأدنى تصرف مع يراه منه، او دون ان يرى منه شيئاً بل قد يتمنى ويفرح لو وجد منه شيئاً يستشهد به عندما يخالفه أحد الرأي فيمن اتهمه فان لم تصدق زعمه ذلك اصبحت في نظره ابلهاً لا تفهم.. وكأنه يريد ان يكون هذا الصنف معصوماً من الخطأ والزلل مع ان ذلك لا يسلم منه البشر بالطبع.. وان كان الثاني فحدث ولا حرج وهنا قد لا يلام في الاخذ بالحذر والفطنة مع من عرفت اساءته، وان لا يقبل منه كل حديث يحدثه به الا بعد التأكد من صدقه، ولكن اساءة الظن بمثل هذا الصنف من نوع آخر فقد يستبعد عنه التوبة والهداية والاستقامة فان وجده على معصية مثلاً تركه وشأنه بحجة انه لا ينفع معه النصح وهذه حجة واهية بلا شك فيا سبحان الله ألم يأمر الله تعالى نصح فرعون بالقول اللين على ما كان عليه من العناد والطغيان والمكابرة )لعله يتذكر او يخشى(.
ونستشعر في نفوسنا ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يصرفها كيفما شاء فلربما تاب ذلك العاصي وعاد الى رشده قبل ان تتوب من اساءتك الظن به وبغيره من المسلمين.. فيامن اتعب انفسه واشقاها بهذه الخصلة الذميمة اعلم ان احسان الظن بالآخرين ليس عيباً كما تظن بل هو منزلة رفيعة وخلق فاضل، كيف لا وقد حث عليه الدين وكان عليه السلف الصالح الاخيار.. اسأل الله ان يثبتنا على دينه وعلى صراطه المستقيم وصلى الله عليه وسلم وبارك
على نبينا محمد.
|
|
|
|
|