في بداية هذا الاسبوع فقدت الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر رجلاً من رجالها وافته المنية بعد ان نزع المخيط ولهج (لبيك اللهم لبيك) فطاف بالبيت ثم وقف بعرفة وبات بمزدلفة ورمى الجمار ونحر الهدي وبات بمنى بعد ان احل احرامه وكل ذلك وهو يدعو الى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ثم طاف بالبيت مودعاً فكان آخر عهده بالبيت الطواف فقفل الى اهله يحمل بين جنبيه قلباً مفعماً بالايمان يهتز شوقا الى مسجده واهله وداره وهو كذلك اذ بملك الموت يقبض روحه في حسن خاتمة ولا ازكي على الله احداً فالانفاس قد كملت والارزاق قد كملت ودقات القلب قد كملت (لكل اجل كتاب) 38 الرعد ذلك فضيلة الشيخ ابو حمود سليمان بن عامر العامر رحمه الله المدير العام السابق لفرع هذه الرئاسة بمنطقة حائل حيث تقاعد رحمه الله في 1/7/1416ه كما ان له اعمالاً خيرية اخرى فهو ممن ساهموا في تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه وهو ممن اصلحوا بين الناس وكان عنواناً للخير رحمه الله .
عزاؤنا لابنائه وذويه ومحبيه فالمصاب جلل ولا نقول الا (انا لله وانا اليه راجعون) اللهم اغفر لابي حمود وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين.
ليست بآية!!
ما ان يحدث لاحدهم حادث مروري فتتهشم سيارته او يسقط ابنه من على سلم فتتكسر اضلاعه او يحدث التماس كهربائي يحترق بيته!! ما ان يحدث شيء من ذلك الا وتجده يثبت نفسه واهله بقوله (وجعلنا لكل شيء سبباً) اي ان تلك اسباب كانت وراء تلك الخسائر، ولا ضير في ذلك لو كان يقولها على انها قاعدة معروفة فالسيارة تهشمت بسبب الحادث والابن تكسرت اضلاعه بسبب السقوط من على السلم والبيت احترق بسبب الالتماس الكهربائي وكل هذه الاسباب جاءت بقضاء الله وقدره، لكن الخطورة العظمى والطامة الكبرى انه يقولها ويرددها على انها آية من كتاب الله فيقول لك لو راجعته في ذلك بل هي آية من كتاب الله وهنا مكمن الخطر فالافتراء على الله وقد قال الله تعالى عنه (ومن اظلم ممن افترى على الله كذباًَ) لكن لا يمكن ابداً ان مسلماً يتعمد ان يذكر هذه العبارة او غيرها على انها من كلام الله تعالى وهو يعلم انها ليست منه لذا فالواقع ان ثمة تساهلا نتج عنه خلط بين هذه العبارة وبين آيات تكون في الذهن منها كلمة (سبباً) التي وردت في القرآن الكريم اربع مرات كلها في سورة الكهف في قوله تعالى (انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شيء سبباً (فاتبع سبباً) 8485، وفي قوله تعالى (ثم اتبع سبباً) 89، وقوله أيضاً (ثم اتبع سببا)92 الكهف، ومرجع ذلك كله خطورة الافتراء على الله وربما التساهل بها وعدم لزوم القرآن الكريم والعناية به قراءة وسماعاً وتعلماً وتعليماً.
* مسك الختام:
قال الشاعر: