|
| أفاق اسلامية
* كتب سلمان العُمري:
اثنى معالي وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية والمقدسات الاردني رئيس بعثة الحج الاردنية لهذا العام )1421ه( الدكتور عبدالسلام العبادي على الجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، وقال: انها جهود خيرة مميزة تؤكد الحرص على خدمة ضيوف الرحمن ورعايتهم، سواء كان ذلك العمارات الكبيرة في المسجد الحرام او المسجد النبوي، او في المشاعر المقدسة، او في الخدمات الملحقة في الحج نقلاً، او اسكاناً، او تنظيماً.
وشدد الوزير الاردني في حديثه ل)الجزيرة( على دور علماء الامة الاسلامية تجاه توعية الحجاج بكيفية اداء المناسك على الوجه الشرعي، وتجنب كافة ما يعيق سهولة الحج، وقال: ان قضية التوعية في غاية الاهمية، وانا تشرفت في هذا العام بان القيت كلمة وفود الحجيج رؤساء بعثات الحج في الاحتفال الكبير الذي اقامه خادم الحرمين الشريفين لوفود الحجيج في منى، وأكدت على هذه القضية التوعية المسبقة الشاملة للحجاج، ليس فقط في الاحكام الشرعية، وكيفية اداء المناسك، انما من حيث عملية الادارة والتنظيمات الخاصة بها، وفق تخطيط مسبق يجب ان يرتب في الدول قبل وصولهم الى الديار المقدسة، حيث يعرف الحاج واجباته وحقوقه، ويعرف كيف يتحرك خلال عملية الحج بكل تفصيلاتها، نقلاً واسكاناً واداء للشعائر، وقياماً بواجبات الفريضة.
واشاد الدكتور العبادي بما قامت به وزارة الشؤون الإسلامية لخدمة ضيوف الرحمن، وخصوصاً ما يتعلق بالتوعية والتوجيه والارشاد، قائلاً: إن ما قامت به الوزارة في هذا الشأن دور جيد وكبير، وحقيقة مازال هذا الدور يتطلب على مستوى الحجاج في كل بعثة نوعاً من التنسيق المسبق، اقول بصدق: ان القضية باتت الآن نتيجة الاعداد الكبيرة التي تقدم الى الموسم الحج تحتاج الى نظر فقهي معاصر واع، يعرف احكام الشريعة، ويعرف حكمها، ويلاحظ مخزون المذاهب الفقهية الاسلامية المتعدد من انظار فقهية، اذا تم تبنيها الى نظر فقهي اصيل سوف تعين على التيسير على الحجاج واداء مناسكهم، دون ان يتعرضوا للمشقة البالغة.
ومثل على ذلك بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قام بحجة الوداع حيث طاف طوافاً واحداً، وسعى سعياً واحداً، ومن ثم خرج وعسكر خارج مكة، بينما نجد الآن المسلمين يطوفون طواف تطوع بأعداد كبيرة، تجدهم يذهبون الى التنعيم ويحرمون من جديد بعمرات متعددة، مما يضاعف عدد المستفيدين من البيت الحرام أضعافاً مضاعفة، فهذا اذا كان هنالك توضيح بين للقضية، واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فإن هذا سيخفف من الازدحام الشديد في البيت الحرام، وفي قضية رمي الجمرات والتوسعة في اوقات الرمي، وفي قضية ضيق منى والاستفادة من الاماكن المحيطة بها، وفي قضية ما يتعلق بالمبيت بمنى يوم التروية، وامكانية الذهاب الى عرفات، كما نفعل مع حجاجنا تمسكاً بالركن، وفي سبيل المحافظة على حياة الناس، وواضح اهتمام الاسلام بذلك، والتنظيم الذي يجب ان يتم فيما يتعلق ببعثات الحج، وفيما يتعلق بموضوع الرمي، والآثار التي ممكن ان تحدث لا سمح الله في موضوع الرمي اذا لم يكن هذا الامر قائماً على تنظيم شؤون فيما يتعلق من بعثات.
وقال: كل هذه القضايا حقيقة تؤكد دور وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وتؤكد ضرورة التنسيق بين بعثات الحج والعلماء الموجودين في هذه البعثات، مع الإخوة والعلماء في الوزارة بندوات تعقد قبل الموسم يتفق عليها على بعض الفتاوى الشرعية، حتى تؤدى الفتوى ضمن منظومة تحقق التيسير، وتوفر للحجاج في بيت الله الحرام وفي اداء المناسك قياماً بنسكهم، ضمن اختيارات فقهية اصيلة، وقائمة على المعرفة الشمولية، وعلى المعرفة للواقع كما هو.
واكد معاليه على اهمية ان يؤدي الحجاج نسكهم منصرفين له بكل مشاعرهم وقلوبهم، ليتحقق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه، وبالتالي يكون صورة مثلى في الخلق، والسلوك، والالتزام بأحكام الشريعة وهديها في حياتهم اللاحقة، سواء اكانت حياة خاصة او عامة، وبالتالي يتحقق الخير والتقدم للمجتمع، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال )خذوا عني مناسككم(، وعندما جاءت الآيات الكريمة تؤكد شهود المنافع، وذكر اسم الله في ايام معدودات، كل ذلك كان الهدف منه صناعةالانسان الصالح، وبالتالي عليه ان ينصرف الى اداء العبادات ويتوجه كامل التوجه لفهم اسرارها وحكمها، والوقوف على مراميها، وأهدافها في المجتمع الانساني.
وختم الدكتور عبدالسلام العبادي تصريحه سائلاً الله سبحانه وتعالى ان يعيد الحجاج الى ديارهم غانمين، وان يرزقهم الاجر والثواب، والفهم الصحيح لأحكام هذا الدين، ملتزمين بها خير التزام، وقال: نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجزي حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على هذه الجهود، وان يوفق الشعب السعودي الشقيق على عطائه هذا المشكور.
|
|
|
|
|
