| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تعقيباً على ما نشرته صحيفة الجزيرة الموقرة في العدد )10386( يوم الثلاثاء 11 من ذي الحجة 1421ه تحت عنوان )د. السناني يؤكد علاقة وسائل الاعلام بعنف الاطفال(.. اضم صوتي لما تطرق اليه الكاتب عن خطورة تلك الوسائل على اغلب شرائح المجتمع، الا انني لمست ضرر الرسوم المتحركة المدبلجة وغير المدبلجة على الناشئة ووجدته واضحا للعيان ، فهي تؤثر بشكل مباشر على ما يلي:
1 عقائد الاطفال وتعلقهم بخرافات تدعو لزعزعة هذه العقائد في اذهانهم.
2 تأثيرها المباشر على ثقافات ابنائنا وبناتنا.. فاذا كان القانون الفرنسي يحمي ثقافات ابناء الفرنسيين من الثقافات الاخرى، وان كانت متحدة معهم في )الاوربية والنصرانية( فنحن المسلمين اولى بحماية ثقافات ابنائنا وعقائدهم.
3 تأثيرها على نطق اطفالنا للغة العربية وفهمها وتعلمها، والغرب سبقونا في حماية لغاتهم، ولغة القرآن اولى بالحفظ والصيانة.
4 تأثيرها على سلوكيات الاطفال الاخلاقية والتربوية فنجد هناك تنازعا اخلاقيا وتربويا بين ما يتلقاه الطفل في الاسرة والمدرسة وبين ما يتعلمه بحب وشغف لهذه الرسوم عبر الشاشة الفضية.
5 السلوك العدواني، بل والانتحاري، فكثيرا ما نسمع قصص ضرب الاطفال لإخوانهم بآلات حادة ظنا منهم انها تعبر اجسادهم وتخرج من الجهة الاخرى دون ان تحدث لهم ضررا كما يشاهدون في افلام: هايدي، والرجل الحديدي، توم وجيري ومنهم من يلقي بنفسه من النافذة كما يصنع ابطال )افلام الكرتون( والقصص في هذا اكثر من ان تُحصى.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. استطاعت بلادنا ان تزاحم بلاد العالم في شتى المجالات علمية، وتقنية، وتجارية، وصناعية وغيرها وما زلنا نستورد ثقافة الغرب لأطفالنا؟
وللجواب على هذا التساؤل، نقول ان تراثنا الثقافي غني جدا بما يناسب اطفالنا ويدخل عليهم السعادة والسرور والمتعة في كل الاوقات:
لكن يحتاج لأن نعطيه شيئا من الثقة، والوقفة الصادقة منا كرجال تربية واعلام، فبلادنا ولله الحمد حفظ الله ولاة امرنا بلاد علم وعمل، ودعوة وتربية، قامت على كلمة التوحيد وتدعو اليها. فسياسة التعليم في هذه البلاد اعزها الله الصادرة بقرار مجلس الوزراء الصادر في 17/9/1389ه نصت على امور تصب في مصلحة ابناء هذا البلد التربوية والتعليمية والاعلامية ومن ذلك ما يلي:
1 في المادة )218( تهتم الدولة بمراقبة الكتب الصادرة او الواردة من داخل المملكة او خارجها فلا يُسمح الا بما يلائم عقيدة الامة، واتجاهاتها الفكرية، واهدافها التعليمية.
2 وفي المادة )222( وسائل الاعلام والنشر والتوعية، والارشاد، ورعاية الشباب تخدم الفكرة الاسلامية وتخضع في اهدافها ووسائلها للسياسة التعليمية.
3 وفي المادة )225( تسهم وسائل الاعلام في التوعية العامة التي تمهد لتحقيق اغراض التعليم، وازالة العقبات التي تحول دون تنفيذها، كما تسهم في تنمية روح الايجابية بين المجتمع والمدرسة في التعاون مع الجهات التعليمية.
4 وفي المادة )226( تعاون وسائل الاعلام في حملة التثقيف العام، لاتمام ثقافة الطلاب من جهة وتزويد افراد الامة بما يرفع مستواهم الثقافي من جهة اخرى. وبعد هذه دعوة لتعاون فعال ومثمر بين المسؤولين عن برامج الاطفال التلفازية وبين القائمين على الانشطة التعليمية في ادارات التعليم، خصوصا اذا علمنا ان المدارس تزخر بالانشطة التربوية الاعلامية، منها:
أ ان كل مدرسة من مدارس بلادنا ومما وقفت عليه مدارس الخرج يقام اسبوعيا ما لا يقل عن مسابقة في التلاوة او الالقاء، او مسابقة ثقافية، او رياضية، او ترويحية او غيرها من المسابقات الشيقة.
ب كما انه تقام مسابقات مماثلة على مستوى كل محافظة بين المدارس.
ج كما ان كل مدرسة تقيم معرضا سنويا للانشطة الاجتماعية. ومهرجانا رياضيا. وحفلا متكاملا يحضره مدير التعليم وكبار المسؤولين في المنطقة.
فهل ترى هذه الانشطة والتي من شأنها ان تدعم برامج الاطفال التلفازية النور عبر الشاشة الفضية؟ ففي ذلك حفظ لثقافة ابنائنا، وفيه كذلك استفادة من طاقتنا المهدرة، وتشجيع لأبنائنا الطلاب على الابداع. كما ان في ذلك توفير للمادة. فهذا انتاج محلي تربوي مدروس، ام ان زامر الحي لا يطرب؟
عبدالعزيز بن علي العسكر الخرج
|
|
|
|
|