| المستهلك
* البحرين - جمال الياقوت:
بعد ان أثبتت المرأة الخليجية تفوقها في العديد من المجالات جاءت لتؤكد علو كعبها في عالم التجارة والاستثمار.
وهنا تروي سيدة الأعمال البحرينية آمال المؤيد تجربتها في هذا المجال.
إن مرافقة والدي منذ الصغر، وحديثه المتواصل معي عن ذكرياته ومغامراته التجارية، قد كان لها الدور الأساسي في غرس فكرةحب العمل التجاري لدي، فقد شربت حب التجارة وتحدياتهاممااكتسبته من والدي من انفتاح وأفق واسع، فقد رافقته في مكتبه منذ سن السابعة من عمري أثناء العطلة الصيفية وبدأت أرغب في أداء بعض الأعمال البسيطة، وواصلت التطلع إلى أعمال أهم ومسؤوليات أكبر بدأت أمارسها مع تقدم سني، إن تلك المرحلة قد كان لها أكبر الأثر في تأسيس حياتي، وتحديد توجهاتي للعمل التجاري.
إن تلك الرغبات والطموح كان ولا بد وأن يسندها أساس علمي ليبدأ البناء متينا قائما على أسس علمية، لذلك توجهت بعد اتمام الدراسة الثانوية العامة الى بريطانيا لإكمال الدراسة، وحققت رغبتي في دراسة إدارة الأعمال وتصميم الأزياء، لأمارس العمل في مجال الأزياء وإدارة محلات تجارية متخصصة في ذلك.
عند تخرجي عام 1978م، افتتحت أول عمل تجاري لي باسم )فوكك بوتيك( برأسمال بسيط، وحتى أستطيع الصمود في عالم التجارة، كان لابد من بداية بها زخم كبير من الجهد والجهد والعمل المثابر، لذلك كان علي أن أعمل ما لا يقل عن 12 ساعةيوميا وواجهتني في البدايات الكثيرمن المصاعب التي كان لا بد وان أتجاوزها حتى أستطيع النجاح، لذلك فقد كنت أمارس العديد من المهام لإدارة المحل وممارسة عملية البيع ومتابعة الزبونات والبحث عن الجديد في عالم الأزياء الذي يتناسب ويلبي طلبات الزبونات في البلاد العربية.
حقيقة، لقد كانت بدايةصعبة أن أقتحم عام 1978م عالم التجارة لوحدي، رغم العالم الذي كان تقريبا عالم الرجال، سفر ومتابعة الأزياء، التعامل مع البنوك، الجمارك وتخليص البضائع، العمل كبائعة ومواجهة الزبونات ومعرفة آرائهم ورغباتهم، كل ذلك كان هاما لي، لأنجح وأتوسع في أعمالي.
لقد كان الدرس الأساسي الذي تعلمته من تجربتي في بداياتها، ان الخوف في عمليات التجارة عدو النجاح، وأن الشجاعة والمبادرة والتحدي من خلال المخاطرة المحسوبة، كلها دعائم هامة للنجاح وازدهار العمل.
الانتقال من العمل الخاص الى التجارة الواسعة من خلال مؤسسة يوسف خليل المؤيد: في عام 1996، توفى الوالد وترك لنا مؤسسة يوسف خليل المؤيد بفروعها الكبيرة وتعدد اختصاصاتها ومجالات عملها، وسمعتها في عالم التجارة في البحرين ومنطقة الخليج العربي، منذ ذلك العام، تعظمت المسؤوليات، وخاصة ان المحافظة على هذه المؤسسة الكبيرة وتطويرها واستمراريتها بزخم أكبر كان هدفا نسعى إليه جميعا كعائلة، وكان أخي رجل الأعمال فاروق المؤيد، والذي كانت المؤسسة تحت إدارته، إنه نموذج للرجل البحريني المثقف الذي يؤمن بدور المرأة، وإمكانياتها الفاعلة، ولذلك بدأنا العمل يدا بيد مع أخوتي لتطوير المؤسسة بجد وإخلاص.
لقد أحسست بعمق التحدي، عندما أسندت لي إدارة محلات أشرف لبيع الإلكترونيات، فقد تحولت من إدارة بوتيك للأزياء، إلا إدارة محلات أشرف، قطاع تجاري مختلف تماما عن بداياتي، وجهاز إداري ضخم مع 170 من العاملين معظمهم من الرجال.
لقد كان علي أن أواجه ذلك التحدي بحزم وتفاعل، حزم في أن أستطيع إدارة170 من العاملين لأستثمر طاقاتهم وقدراتهم في عمل خلاق، يعزز قدرتي في تدعيم المؤسسة ككل، وتفاعل في ان ألج هذا العالم الجديد بالنسبة لي )عالم الإلكترونيات( كان علي:
فهم متطلبات العمل وطبيعته.
دراسة أوضاع الفروع وظروف البيع فيها.
تطوير الأداء والإرتقاء بالعمل.
الإلمام بمتطلبات التسويق والترويج ومواجهة المنافسة.
تنسيق واستثمار الوقت بين هذا العمل الكبيربكل مشاكله ومتطلباته وإدارة محلاتي الخاصة، ودوري كأم وزوجه تتحمل مسؤولية إدارة المنزل وتربية أبنائي الثلاثة.
إن تجربة الإدارة الأولى، قد علمتني كيف أستطيع استثمار الوقت وتنظيمة بشكل يلبي كل تلك المتطلبات، كذلك فإن دراستي وحرصي على تطوير قدراتي ومتابعة الجديد في عالم الإدارة،وفن التعامل مع المرؤوسين كل ذلك ساعدني على تحسين أدائي والقيام بمهام عملي بكفاءة. كل ذلك كان يسنده زوج متفهم، مؤمن بأن عمل المرأة هو حقها الطبيعي وان الحياة تفاهم ومشاركة وتقاسم المسؤوليات.
بقدر ما في الإدارة من قرارات صعبة، علي اتخاذها، فإن الدراسة والاستناد الى العلم يعزز من القدرة على اتخاذ تلك القرارات بعيدا عن الاعتبارات الشخصية.
إن فن التعامل مع المدراء والموظفين يحتاج الى علم ودراسة وخبرة، لكي تعزز الثقة والاحترام بين الطرفين، كذلك فإن مسؤوليات الإدارة الهامة في عملي تستند على أركان ثلاثة ) العمالة - البيع - الترويج والدعاية( كيف نستطيع ان نعد العاملين إعدادا جادا، ليستطيعوا التفاعل مع الزبائن، كيف نستطيع ان نحقق مبيعات عالية من خلال الجودة والأمانة واحترام الزبون، وكيف نستطيع ان نقدم بضائعنا من خلال سياسة تسويقية خلاقة تستطيع ان ترقي بمؤسساتنا الى الأفق الأرحب.
كل تلك التحديات كان علي مواجهتها والتفاعل معها وقد استطعت أن أكون المرأة البحرينية التي تفخر بأدائها وبعملها وبأنها لبنة في البناء الشامخ للبحرين الغالية.
|
|
|
|
|