| القرية الالكترونية
* هامبورج د.ب.أ:
خلصت دراسة جديدة إلى انه لن ينتهي الأمر بشبكة الإنترنت في المستقبل القريب لأن تصبح وسيلة إعلامية شعبية على غرار الإذاعة أو التلفزيون.
وقال ماثياس هوركس الذي أجرى الدراسة وعنوانها «مستقبل الإنترنت»: «على خلاف الهاتف البسيط أو الراديو ذي الازرار الثلاثة فإن التعامل مع الشبكة العنكبوتية العالمية أكثر تعقيداً بدرجة كبيرة».
وقال هوركس الذي أسس «معهد المستقبل» الألماني ان دراسته تدحض الاثارة التي احاطت بالإنترنت على مدى الأعوام الخمسة الماضية، وأضاف انه إذا كان عدد مستخدمي الإنترنت في تزايد فإن انماط استخدامهم لهذه الشبكة المعلوماتية لن تزداد عمقاً.
ويعتقد هوركس ان الناس يشعرون بالرهبة ازاء تكنولوجيا الإنترنت وكم المعلومات الهائل التي تتيحها، ويتوقع ألا يستخدم الإنترنت بطرق جديدة ومختلفة سوى المتخصصين من الاكاديميين وأرباب المشروعات الخاصة والاشخاص الذين ارتقوا السلم التعليمي إلى قمته من المتمتعين بدخل كبير.
وقالت الدراسة ان «الفجوة الرقمية» بين مستخدمي الإنترنت بكثرة وأولئك الذين لا يستخدمونها مطلقاً يمكن التغلب عليها بواسطة «التثقيف الرقمي» للعامة، وخلصت الى ان تخفيض تكلفة الاتصال بالإنترنت وتبسيطه على المستخدم يمكن ان يساعد على توسيع قاعدة المستخدمين.
وقال هوركس «ان مستقبل الأسواق لن يحسم في غرف مجالس إدارة شركات IBM وصن مايكروسوفت وانما في غرف المعيشة وفي وجدان الناس».
وقال ان الابتكارات التي تخاطب هذه المشاعر الإنسانية وتيسر الحياة على الناس هي التي ستحقق الازدهار، وأضاف ان اكثر الدول التي ستشهد اقبالاً على الاتصال بالانترنت ستكون الاماكن المعزولة بحكم موقعها الجغرافي مثل شمالي فنلندا واقليم التبت «التي سيمكنها الفوز بمكان على خريطة العالم» بفضل الإنترنت.
وأشارت الدراسة الى ان مجموعة مستخدمي الإنترنت شهدت تغيرا هائلاً على مدى الأعوام القليلة الماضية، واستشهدت بدراسة لمؤسسة البحث الأوروبية نتفاليو تقول ان الاشخاص ما بين الخمسين والرابعة والستين من العمر يمضون حالياً متوسط 2.11 يوما شهريا متصلين بالإنترنت.
وعلاوة على المسنين فقد انضمت السيدات أيضاً إلى مجموعة مستخدمي الإنترنت وتقول دراسة لمجموعة بوسطن الاستشارية الأمريكية ان 50% من مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة حالياً هن سيدات.
وشدد هوركس في دراسته على ان مستقبل التجارة الإلكترونية لن يزدهر إلا بعد تسوية المشكلات المتعلقة بالامدادات والتسليم، فإذا بات المستهلكون يشترون نصف سلعهم عبر الإنترنت فإن لعنة الاختناقات المرورية ستصيب كافة المدن بفعل مساعي تسليم كل هذه السلع إلى أصحابها.
ويقترح هوركس لهذه المشكلة حلا يتمثل في التجربة اليابانية التي تقضي بأن يطلب المشتري سلعة ما عبر الإنترنت ثم يتسلمها من أقرب فرع لهذا المتجر بالنسبة له، وبذلك يقتصر تسليم السلع حتى باب المشتري على أنواع معينة من المشتريات.
وقد استعان هوركس في دراسته بعدد من التقارير التحليلية والدراسات التي تتناول نمو الإنترنت والتي أجرتها مؤسسات بحثية مثل فورستر وفورسا والزنباخ.
|
|
|
|
|