| الثقافية
استكمالاً لما سبق نشره هنا عن احتفال نادي المدينة الادبي بمناسبة مرور 25 عاماً على انشائه.. وصلني من الاخت الكاتبة لميس منصور عبر البريد الالكتروني هذا التعقيب الذي تقول فيه:
الأستاذ الفاضل / أحمد العرفج
تحية طيبة
لقد تحدثت عن هم تلبسنا نحن مثقفات المدينة.. وقد اصابنا بما يشبه الصدمة عندما علمنا ان هناك احتفالا اقيم وتم فيه تكريم بعض النسوة ممن ليس لهن اي
انتماء ثقافي او ادبي فقط ينتمين الى التربية والتعليم واعتقد ان هذه المهمة التكريم موكلة الى جهات اخرى. وفي المقابل تم تجاهل اديبات ومثقفات طيبة الطيبة. رغم ان عددهن لا يتجاوز عدد اصابع اليد إن لم يقل عن ذلك.. لم نسع الى التكريم لاننا ما زلنا في بداية المشوار ولكن ما آلمنا هو تجاهلنا بعدم دعوتنا الى هذا الاحتفال الذي لم يدع له الا اثنتان او ثلاث.. والبعض انسحب والبعض الآخر لم يأت ولكن لا ندري على من يكون العتب.. على النادي أم على تلك النسوة اللاتي اشرفن على الحفل النسائي وهن بعيدات كل البعد عن شؤون الادب واهله.. احداهن ثانية صحافة اقصد صحافية مبتدئة .. وضعت اسمها في قائمة المكرمات مع ان ما تقوم به لا يشفع لها بهذا التكريم.. أما ما حدث في الحفل فحدث ولا حرج.. سوء في التنظيم والتنسيق.. تقدم واحدة مبتدئة على قامة مثل الاستاذة سهيلة زين العابدين ينادي على متوفاة كي تتقدم لنيل جائزتها وسط دهشة.. الجميع واحراج لذويها ويتكرر اكثر من مرة.
اما الكلمة والقصيدة هي نفسها التي القيت لدى الرجال مع تغيير الضمير من المذكر الى المؤنث.. أي استخفاف هذا؟! هل يستخفون بعقل المرأة.. ومن هي التي يستخف بها.. المرأة المثقفة المحتفى بها؟! هل تفكيرهم قادهم الى ان المرأة المثقفة الكاتبة لا تستطيع ان تكتب كلمة او بيت شعر في هذه المناسبة.. إذن لماذا كرموها؟؟ فقط هذه تساؤلات اضيفها الى تساؤلاتكم .. وعذراً على الاطالة .. وشكراً لكم..
تقبل فائق احترامي وتحياتي
لميس منصور
المدينة المنورة.. ص ب 3035
آه يا أخت لميس.. لقد اثقلت علينا كثيرا هذه الاندية وهمومها ومشاكلها واتعابها.. ماذا قدمت النوادي الادبية السعودية لجيل الادباء الرواد؟! سؤال طويل.. واسئلة اطول دائما تصب في هذا )النادي( او الوادي..
صدقيني لقد قتلنا الرواد.. بكثرة الكتابة عنهم والحديث حولهم والدراسة لهم.. ألا يكفي هذا؟! ولو اننا نختلف كثيراً حول مفهوم )الريادة( وهل يكفي ان يكون الانسان قديما حتى يكون رائدا..؟ وانت تعرف قبل غيرك )ان الرائد لا يكذب اهله(!!
صدقيني اننا نحتاج الى شيء من )الدبلوماسية( في هذه الحياة )الفانية(، واذكر بقول ونستون تشرشل رئيس بريطانيا الراحل عندما عرّف الدبلوماسية بقوله: )ان تعرف متى تتكلم، ومتى تسكت ومتى تهاجم، ومتى تتراجع، وان تعرف قبل كل شيء ان تفكر بعقلك وقلبك معا. فكثيراً ما يصاب العقل بالجنون.. وما اكثر المناسبات التي اصبت فيها بالجنون.. فجرّ جنوني الكوارث على بلادي(!!
استحلفك بالله، أما زلت تعولين على الاندية الادبية، لو تأملت اكثر هذه الاندية لوجدتها )لا تمت لهذا القرن بصلة( فهم ما زالوا على مفهوم )الشعر ديوان العرب(، ولا يرددون في مجالسهم إلا قصة تعليق المعلقات على استار الكعبة، واذا وصلوا الى آخر التطورات ناقشوا )إشكالية توزيع الكتاب(.! صدقيني يا لميس هكذا )أرى( الحقيقة.
)فاذا صرخت «بوجه من أحببتهم»
فكلي يدوم الحب والاحباب(!!
أين هؤلاء الرؤساء من الواقع؟!
ألم يعلموا عن )النشر الالكتروني( او يأتهم بنبأ )تدفق المعلومات( انهم يعيشون )أوهام النخبة( كما يقول الدكتور الواعي )علي حرب(!! انني بصبر ايوبي جليل، اتابع نسل الكلام من بعض هذه الاندية واتذكر )القرون الأولى( ويقفز الى ذاكرتي قول شاعرنا الاعمى الذي ابصر الحقيقة بقوله:
)خطير جهل ما يجري وأخطر منه أن تدري(!!
إنه شاعر اليمن البردوني الذي وصفه رفيق دربه الشاعر المقالح بقوله:
) إن البردوني بارفان فرنسي في آنية قديمة(.
من خلال كل ما سبق اذكرك بحاجتنا الى ثقافة )التراجع والمراجعة( التي ذكرها ونستون تشرشل.. لان )كل شيء ينمو.. وكل حديقة تتغير، وكل من عليها فان(.
أختي لميس: اذكرك بمقولة رئيس تحرير جريدة المدينة الاستاذ محمد الفال قالها عبر مقال له وهي: )حاجة الأدباء الى فحص دوري( إذا كنت شجاعة فاكتبي عن )الفحص الدوري للأدباء(..
AL.ARFAJ@HOTMAILCOM.
|
|
|
|
|