| الثقافية
* لا اظن ان الشعوب العربية الواعية تقبل هذه المخادعة الكبرى من امريكا واسرائيل تجاه العرب وتجاه الشعب الفلسطيني تحديداً، عندما تم التأكيد على ان الأرض مقابل السلام هو اساس عملية السلام التي بدأت في مدريد، لكن هذه العملية بدأت تتحول تدريجياً الى )التنازل عن كل شيء( مقابل السلام ولم تعد كما بدأت في مدريد قبل عشر سنوات : الارض مقابل السلام الآن بدأنا نرى ملامح السلام الذي رفضناه قبل ان يبدأ ، بدأنا نرى ملامح السلام الذي قبله العقلانيون والمنطقيون العرب ورفضناه لاسباب هاهي واضحة للعلانية الآن، رفض إسرائيلي لعودة كامل الارض الفلسطينية المحتلة على 67م، رفض لعودة القدس للسيادة الفلسطينية، رفض لعودة اللاجئين الى ديارهم مع توزيع للمستوطنات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية القليلة المحررة في الضفة وغزة على طريقة الارض المحروقة بعد الحرب.
هذا هو السلام القائم على مبدأ الارض مقابل السلام تحول الى شيء آخر كما توقعنا قبل عشر سنوات، اصبح انفرادا امريكيا اسرائيليا بياسر عرفات والضغط عليه وتخويفه لكي يقدم المزيد من التنازلات وحين يحاول عرفات ان يفكر قليلاً تبدأ الطائرات والصواريخ الاسرائيلية بضرب المدن الفلسطينية بمباركة من امريكا، وما زالت هذه الطائرات تضرب في الشوارع والبنايات لتأكل المزيد من المدنيين والابرياء في الوقت الذي تضرب فيه طائرات امريكا بغداد لانها حاولت التحرش بالطائرات الامريكية والبريطانية في سماء العراق. وهذا ما يقال عنه ازدواجية المعايير، بمعنى ان من حق اسرائيل الخروج من بيت الطاعة الامريكي ورفض قرارات الامم المتحدة.
اما ما عداها من العرب فيفترض ان يظلوا في هذا البيت السيىء الذكر خانعين و)مؤدبين( فمتى يلوحون قليلا ان بامكانهم الخروج منه حتى على الاقل نرى روحا عربية جديدة تشبه ما يقوم به شباب فلسطين الابطال، وحتى تعود لهم كامل حقوقهم، او نعود جميعا لما قبل 1990م، اي قبل النظام العالمي الجديد الذي كشّر عن انيابه حين بدأ الجد فبدأ هو في المراوغة والهرب من أُسس عملية السلام، والسؤال اخيرا هل يدعو مثل هذا الواقع لتفاؤل ما؟!
)2( واقع..
* الكتابات الادبية الموضوعية وشديدة الواقعية التي تحاول الاقتراب من هموم وتناقضات واشكاليات المجتمع، كثيرا ما يتهمها )بعض( القراء ب)التشاؤمية( او )السوداوية( او.. الى آخره، لكن السؤال هو: )كيف يستحيل الواقع القبيح كتابة سردية مثيرة( وهذا عنوان دراسة نقدية للدكتور صلاح فضل لاحدى الروايات العربية الصادرة حديثاً، والدراسة بالتأكيد لم تتحدث عن )سوداوية( الراوي او الرواية، ولكنها اشارت الى ان الواقع احياناً اشد مرارة من الخطاب الادبي وهذا ليس له علاقة ب)ايديولوجية( الكاتب او العمل الأدبي، لان الواقع حتما سوف يعبّر عن نفسه في الشارع وبشكل واضح قبل ان يعبّر عن نفسه من خلال الاعمال الادبية!! واذا كان كثير من صور الواقع مُرة فانه من الصعب على الكاتب )الحقيقي( ان يحاول الهرب من هذه المرارة والبحث عن صورة مُبهجة تغطي الوجه المظلم الذي يحتاج الى )قطرة( ضوء لكي يرى النور قليلا بعد ان ظل في الزوايا يعاني الإهمال، ولا نريد ان نتحدث عن الكثير من الاعمال الادبية العالمية والعربية التي حصلت على جوائز عظيمة لأنها وبكل ادب وفن اظهرت الوجه الحقيقي لواقعها بكل جرأة وشجاعة، فاذا كان التفاؤل مطلوباً وبقوة فان هذا لا يعني عدم مواجهة الواقع بكل حب وشجاعة.. وواقعية؟!!
لهذا اظن ان كثيراً من الشباب العربي وفي اجياله المختلفة اضرت بهم تفاؤلات مفرطة واحلام باذخة في بداية حياتهم نتيجة قراءات غير واعية للواقع وللمستقبل على ضوء ذلك الواقع، فكان مستقبلا مختلفاً كليةً عما انتظروه او ارادوه، وهنا تبرز قيمة الادب في الامم التي تحتاج الى قراءات واعية ومكثفة في واقعها الحي لكي تبني على اساسه رؤيتها على الاقل للمستقبل القريب، لهذا ايضا فان انظار العالم تتجه دائما نحو ادب )المكاشفة( وليس نحو الادب )النعامة( فهو الادب الحقيقي الذي يمكث في الارض، ولنا عودة لهذا الموضوع الهام.
)3( شعر..
* من محمد علاء الدين، سوريا:
*«اناث الارض اهديهن قافية
وبيتاً في ضلوعي،
او فضاء عاري النجمات،
وينبوعاً اسابق فيه اعضائي فتسبقني،
وتنزع عن جذوع الكائنات لحاءها الفاني
وتعلن خضرة الميقات.»
* ص ب: 7823 الرياض: 11472
|
|
|
|
|