| الثقافية
كانت موسكو، براغ، باريس، روما، بروكسل، منافي )مناسبة( للعرب وان بغير اختيارهم ولكنها جميعا لا تنافس )لندن( المدينة الاثيرة لديهم وصاحبة الحظوة الاستثنائية في قلوبهم ، فالمعروف ان هجرة المثقفين العرب لم تكن الى اتجاه محدد، فلا بوصلة سياسية او ثقافية حاسمة يمكن ان يشار اليها، بل انهم تشتتوا او شردوا في أصقاع الارض وبقاعها البعيدة، وربما تكون العواصم الاوروبية هي اشهر منافيهم الطوعية او القسرية لكن )لندن( مجددا تبقى المعشوقة التي تهفو لها الافئدة.
لماذا لندن؟ هذا سؤال مشروع، ذلك ان المتابع الذي يقرأ الفسيفساء الثقافية العربية في )لندن( لابد ان يطرح استفهاما من نوع: لماذا لم يتوفر ذلك لعاصمة عربية شرقية.. تهيىء من الاجواء الحميمة مالا تستطيعه )لندن( أو أي عاصمة غربية اخرى؟ ولاشك انه سيرد الى الذهن فورا مشهد لكل مدينة عربية مقترحة لتحل محل )لندن( في هذا الشأن فلا يغيب عن البال ذكر مدن مثل القاهرة، وبغداد. ودمشق، وبيروت، وهذه الاخيرة هي المعنية الكبرى بهذا الموضوع اذ يمكن عبر استقراء بريء اكتشاف تناسب طردي بين خفوت صوت بيروت في اعقاب الحرب الاهلية اللبنانية اوائل السبعينات وتنامي )ظاهرة لندن( في الثقافة العربية الحديثة، اذ لم يسجل للندن عظيم حضور قبل السبعينات الميلادية على كل الاصعدة الاعلامية والسياسية والثقافية والاجتماعية لكن انسحاب بيروت بشكل مفاجىء وعدم وجود مدينة عربية لها ذات المواصفات وذات الاجواء ادى الى اكتشاف العرب ل)لندن(.
)لندن( المدينة الماطرة، المدينة التي يبقى الصحو فيها استثناء عاصمة الجزيرة الاستعمارية الصغيرة العظيمة، )لندن( المدينة التي اهدت )فلسطين( لليهود وكأنها تهدي قطعة حلوى او معطفا من الغراء، المدينة التي قطعت عهدا كانت اول من يعرف ان الوفاء به له ثمن عسير جدا لا يستطيع ان يدفعه او يلتزم به احد، )لندن( المدينة التي لا يسكنها اهلها، المدينة التي احبت زوارها واهدت لهم كل ما يبحثون عنه ولم تستجدهم ولم تشترط عليهم شروطا، ولم تطلب منهم ثناء، )لندن( المدينة التي اصبحت عاصمة العالم .. عاصمة العالم الثقافي العربي.
اخذت )لندن( تستشري داخل المثقفين العرب فغدت حلما وهاجسا اين منه اماني قدامى الاوروبيين ب)الحلم الامريكي(، ولذا فقد اصيب العرب بدائها وعشقوها فعاشروها وادمنوها كما لم يدمنوا مدينة عربية من قبل، وفي السنوات الاخيرة اقام في )لندن( من العرب اعداد تفوق سكان بعض البلدان العربية، وهؤلاء اللندنيون فئات متعددة ابرزهم الدبلوماسيون والسياسيون والاعلاميون، كون )لندن( مركزا دبلوماسيا اعلاميا عربيا.
العرب اللندنيون اصناف فمنهم الدبلوماسي الذي وجد نفسه ملزما بمصاحبة الاجواء الثقافية الحرة، ومنهم الكتاب الصحافيون ، وهؤلاء اما ان يكونوا اختاروا لندن منفى طوعيا لهم مع قدرتهم على العودة في اي وقت شاءوا مثل معظم الشاميين والمصريين والخليجيين وإما أنهم مجبرون على البقاء فيها منفى لاحلامهم العربية، وهم من بلاد متفرقة ابرزها بلاد الرافدين، وهؤلاء جميعا متباينو المشاركات الثقافية كل حسب عمله او هوسه، وهم لم يبذلوا اي عناء في سبيل معرفة )لندن( او التأقلم مع اجوائها بل اختارت هي ان تطوع ذاتها لهم ولراحتهم، فغدت بمطاعمها بيروت، وبمقاهيها بغداد، بل إنها في بعض مناطقها العربية تشبهت بالقاهرة، اكراما لعربها، وراحة لنفوسهم.
اذا اضيف لهذه الفئات النخبوية، نخبة العلماء في الجامعات ومراكز الابحاث والمستشفيات ورجال المال والاعمال من اداريين وفنيين وموظفي شركات كبرى مقرها )لندن( فان الحاصل ظاهرة عربية فريدة لا تنفك تتشكل ويتعاظم اثرها في السنوات الاخيرة.
يمكن حصر الاسباب التي جعلت من )لندن( مهبط الحريات العربية ومهوى الثقافة المنفية للعرب ولغيرهم فلا يغيب عن البال موقف حزب العمال في بريطانيا الذي يدافع بشراسة عن حقوق المهاجرين في العمل والاقامة وعدم وجود قوى ضغط يمينية داخل بريطانيا كما في فرنسا مثلا، فاليمين في بريطانيا يمثله )المحافظون( الذين يعترضون فقط على تدفق العمالة غير الشرعية في حين تستقبل بريطانيا بترحاب بالغ النخبة المهاجرة لاسباب هي خليط من الايديولوجيات والتفكير الاستعماري ايضا، يضاف الى هذه الاسباب عدم وجود منافس اوروبي جاد لدور )لندن( فمشكلات المهاجرين مع كثير من البلدان الاوروبية تجعلهم ينظرون للندن بعين الرضا اكثر، فالجبهة الوطنية الفرنسية تكره رائحة العربي والمهاجر الملون وليس بعيدا عن هذا، الموقف من المهاجرين في النمسا والمانيا وما يتعرض له الغرباء من عنصرية واضطهاد وشعور بشيء من عدم الاستقرار.
والحال ان )لندن( ظلت ايضا هي المتنفس للحريات المكبوتة، فالعرب اللندنيون لم يعرفوا الحرية بطعمها الحقيقي الا في العاصمة البريطانية وفي اجوائها السياسية، والثقافية والاعلامية، ما اعطاهم فرصة في التألق والتنفس والابداع، فقد حققت لهم )لندن( الامن بكل مفاهيمه ولم تشهد من الحوادث ما يشير الى الخطر عدا استثناءات قليلة ابرزها مقتل )ناجي العلي( الذي )اكله الذئب( على حد تعبير شاكر النابلسي او )ناجي( نفسه باستثناء ذلك لا اجواء تشي بالمصادرة ولا اعتقالات ولا وشايات ولا سجون ولا تعذيب ولا تحقيق ولا ايقاف، حتى للذين يختلفون مع )لندن( ذاتها ويشتمونها ليل نهار ويعدونها مرحاضا يزورونه مؤقتا فهي لم تغضب منهم ولم تطلب منهم ايضاحات او تفسيرات بل سياستها ان تترك واقعه يرد عليه.
هذه الاسباب مع عوامل دولية كبرى مثل انهيار الاتحاد السوفييتي، وسيطرة الثقافة واللغة الانجليزية جعلت من )لندن( المدينة المكينة في ذات المثقف العربي، وفي محاضرة للدكتور سعد بن طفلة العجمي حول )الاعلام العربي في بريطانيا( لم يتجاوز هذه الاسباب فلخصها في الحرية والامن وسهولة القوانين والاسباب التجارية والسياسية، يقول في محاضرته التي ألقيت في مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية 1998م : )واذا كان البعض قد بدأ يتعامل مع ثورة المعلومات والاتصالات بروحية المتواصل معها والمتابع لها وبعقلية من يجب ان يشارك في مسيرتها كي يساهم في تحديد مسارها، فان البعض الآخر ما يزال يحن الى عصور كواتم الصوت لخنق الاقمار الصناعية ويترحم على ايام سراديب المعتقلات حتى يستطيع زج شبكة الانترنت في غياهبها الى الابد ولكن ذلك مستحيل(. انه اقرار اعلامي عربي صريح بالمشكلة واسبابها دون اللجوء الى علاجها فالمتابع لتصريحات المسؤولين عن الاعلام في الدول العربية يجد انهم يعون الحاجة الى التغيير ولكنهم لا يبادرون لاسباب ليست هذه الورقة بصددها الان ولكن الاشارة الى ما تعانيه بيروت باعتبارها المدينة النموذج والسلم الذي صعدت عليه )لندن( واستفادت من اخطائه مهمة هنا اذ لمصلحة من يصدر قانون الصحافة الجديد والتشريع الاعلامي العجيب بمنع اي اصدار صحافي جديد او انشاء اي مؤسسة اعلامية اضافية؟ ولماذا لا توضع مصلحة لبنان اقتصاديا وسياسيا استثناء لهذا القانون؟ والمدهش حقا انه بينما تجاهد الدول العربية لتخصيص اعلامها وتخليصه من سيطرة الاعلام الحكومي يعمل لبنان على انشاء اعلام رسمي يمثل الدولة في بلد يفترض ان يفخر بعدم وجود تلفزيون او اذاعة حكومية رسمية له، وتلك امور ليس هذا موضع نقاشها ولكنها الخطوات التي يخشى ان تؤخر الاعلام العربي تأخيرا اضافيا على ما لديه.
وبالعودة الى )لندن( فقد ظهرت مؤخرا هجرة عربية ثقافية الى المنفى الاثير، فكثير من الشعراء العرب الكبار استقر هناك بل انه لفظ انفاسه الاخيرة في )لندن( وهو يحلم برؤية مدينة عربية تحتضن ابناء العرب جميعا نزار قباني نموذجا وبلند الحيدري كذلك ، ولا يجب نسيان احمد مطر، وسعدي يوسف الذي سعى للاقامة في )لندن( مؤخرا، وكان طلبه الحصول على اللجوء والاقامة الدائمة سببا في غيابه عن حضور مهرجان الجنادرية في احدى دوراته السابقة، حيث كان عليه الا يغادر البلاد قبل الحصول على الموافقة النهائية من عدمها، ويتفق معظم العرب اللندنيين في انتاجهم الابداعي ايا كان شكله على الاشارة الى حرياتهم والرؤية الى البلدان العربية على انها القفص الذي نجحوا في الافلات منه ومن المشاهد ان تأثر المثقفين العرب المقيمين في بلادهم باللندنيين ظاهر، فهم يقرؤون صحفهم ويشاهدون انتاجهم عبر وسائل الاعلام المرئية فيحظى بمصداقية وثقة كبيرة، كالتي حظيت بها اذاعة لندن )القسم العربي بهيئة الاذاعة البريطانية BBC( واسستها منذ الخمسينات الميلادية فالعرب المقيمون ينظرون الى اللندنيين بعين الحنان والرضا والفخر والحبور والثقة والاستلاب، ولاشك ان اللندنيين قد انتجوا وابدعوا واستفادوا من حرياتهم على نحو جيد، فكان النتاج غاية في التطور ولكن الامر ينبغي الا يؤخذ على علاته فكثير من اللندنيين والجهات اللندنية موضع كلام كثير.
بعد كل هذه المقدمة الا يحق ل)لندن( ان تسأل ماذا اعطاها العرب في المقابل؟ وماذا اكسب العرب ل)لندن( المدينة من صبغة حضارية او ثقافية ادبية؟
الواقع ان القارىء للنتاج الثقافي اللندني العربي لا يجد فيه اثرا ل)لندن( سوى انها مكان الصدور او المتنفس الحر الذي من خلاله يعبر النتاج العربي البحت الى متلقيه في العالم العربي العطش، )لندن( اذن ظلت في نظر العرب اللندنيين مكانا ارضا، حلما، كل شيء الا انها لم تغد هي ذاتها هاجسا ولم تسكن فيهم كما سكنوا قلبها، ولم تفترش اضلاعهم كما افترشوا دروبها فقد ظلت الاشارات اليها في القصائد والروايات والمقالات عابرة سطحية متعالية عليها، وظل العربي اللندني يكتب عن حنينه للقاهرة وبغداد ودمشق وبيروت دون ان يكلف نفسه عناء التفكير في المدينة التي احتضنته طيلة هذه السنوات ومنحته من ذاتها ولغتها وجنسيتها ما لم تعطه مدينته التي يبكي عليها، وكم كان مستغربا ذلك الاعتراف الخطير الذي افضى به عثمان العمير الرئيس السابق لتحرير )الشرق الاوسط( حينما صرح بأنه واقع في اسر )لندن( وممتن لها، بل وانه يشعر بولاء كبير للعاصمة البريطانية كان امرا نادر الحدوث حقا.
وبالنظر الى )لندن( في النتاج الابداعي العربي الحديث لا نجدها اخذت المكانة التي تستحقها بينما حظيت )باريس( بعشرات الكتب والروايات والقصائد دون ان تقدم شيئا كبيرا في المقابل، هذا الفقر الابداعي لا يمكن ان تكون )لندن( مسؤولة عنه بأجوائها الحرة وقوانينها المرنة، وانفتاحها على كل الثقافات الاخرى ووضعها كعاصمة سياسية ومالية كبرى غير انه يمكن الاشارة الى استثناءات عابرة لورود )لندن( في اعمال ابداعية شعرية مثل قصيدة )معلقة توفيق صائغ( النثرية )توفيق صائغ المبدع الذي لا يعرفه النثريون الآن، والذين يتشدقون حول قصيدة النثر ولا يعرفون توفيق صائغ ولم يقرأوه احرى بهم ان يلزموا الصمت اذا اشير لتاريخ ولغة وجمالية النثرية، توفيق صائغ الشاعر الذي تصلح حياته موضوعا لرواية عنوانها )الشاعر الذي مات في المصعد( وعلى اية حال فان محمود شريح لم يترك عليه مدخلا في هذا الجانب(..
يقول توفيق صائغ في معلقته:
)دوران ولف.. ولا تقدم
والمطر ينصب وينصب
ولندن البيضاء الوجوه حتى الشحوب
لندن الداكنة السماء والجدران والقلوب
مرحاض كبير لا يرتوي
وعلى صدري
كابوس ايامي وكابوس الليالي
وخبط بكل ارجاء لندن
مستهجن شكلي هنا
وشعري لهم اضحوكة
وحبي احتلام
يخطرن في الشوارع تزقزق
اكعبهن العالية
على الارصفة والرأس والعصب
تدوخها كما تدوخها
اطيابهن المبهمة
ماذا تقول الزقزقات
ما رسالات العطور
ما جدوى المعاجم؟(
غازي القصيبي عنون مجموعة شعرية )قراءة في وجه لندن(
يقول: )وجه لندن
شاحب فيه كما في وجهك
الشاحب، اظفار السهر
وجه لندن
ظل طول الليل.. يشكو
غربة العشاق في هذا الزمن
زمن السوق الذي اصبح فيه
كل شيء.. بثمن
البكا.. والضحك.. والابناء
والفكر الموشى.. والبدن
افتحي الشباك!
ما اجمل ايقاع المطر(
وضمن القصيبي مجموعته اللندنية رثاء لأبي عمر )بلند الحيدري( الذي هو خير مثال لغربة )لندن( عن المبدع العربي فهو عاش وعمل في )لندن( ولم يكتب عنها ولم يهدها ديوانا او كتابا كما فعل مثلا مع بيروت في )الى بيروت مع تحياتي( وظلت )لندن( حاضنته المخلصة الى ان توفاه الله حتى حنان الشيخ في روايتها )انها لندن يا عزيزي( الصادرة حديثا )دار الآداب 2001( لم تستطع الفكاك من النظر الى )لندن( على انها مجرد مكان لاحداث الرواية التي دارت وجدانيا في لبنان والسعودية مثلا فهي اعتمدت الاجواء العربية للرواية بل سخرت من الطبيعة الانجليزية وتناقضاتها والامثلة اكثر من ان تحصرها هذه الورقة.
لم يكن مستغربا على الاطلاق في ظل الظروف آنفة الذكر قيام مؤسسات اعلامية ضخمة في )لندن( العاصمة الحقيقية للاعلام العربي المرئي والمقروء بل لم يكن مستغربا تنامي. اهمية ومكانة دور نشر عربية لندنية ترفع الحرية شعارا وتجعل منه طريقا ميسرا للكسب والشهرة مثل )رياض الريس( و)الساقي( التي لايشك متابع في كونها تفوز بأفضل واهم النتاجات الثقافية العربية مؤخرا والسبب في ذلك ليس بعيدا عما حددته هذه الورقة سابقا للمكان الذي تصدر فيه هذه المطبوعات.
وصلت الحالة العربية اللندنية الآن الى مفترق طرق حقيقي، فهجرة الاقلام والثقافة العربية الى )لندن( لم تعد مغرية الى حد كبير في ظل ارتفاع اسعار السكن والمعيشة والغلاء الفاحش لتكاليف الحياة في المدينة الاغلى في العالم، اضافة إلى المرارات التي تحدثها الغربة، والملل من عدم الاستقرار الذي شبع منه اللندنيون طوال السنوات العشرين او الثلاثين الماضية، العرب اللندنيون الذين لديهم ابناء كبروا بدأوا في القلق على ثقافتهم واخلاقهم وبخاصة من بلغ او بلغت سن الزواج من الابناء والبنات كما ان طعم الرماد لم يغادر حلوقهم مذ تركوا اوطانهم العربية برغم كل شيء، والحكومة البريطانية في حملتها الاخيرة بعد صدور )قانون مكافحة الارهاب( طالبت بعضهم بتصحيح اقامته ووضعه النظامي وربما فكرت في طرد بعضهم ايضا.
ولعل الغلاء الفاحش ايضا سبب في تفكير بعض المؤسسات الاعلامية العربية بالعودة من مهاجرها الى البلدان العربية او الى بعض منها شرط توفير الضمانات اللازمة من استقلالية وحرية، واعفاءات ضريبية وتسهيلات اعلامية والدعم بالكفاءات البشرية المؤهلة، فهل سيتحقق لها ذلك؟
هذا ما تبحثه الآن هذه المؤسسات مع )القاهرة( في مدنيتها الحرة للاعلام و)عمّان( في توجهها الجديد نحو الاعلام الخاص والتجاري و)دبي( في مدينة دبي للاتصالات وربما دخلت )المنامة( في منافسة مع هذه المدن لاستقطاب هذه المؤسسات الاعلامية الكبرى، ويبقى ان هذه الجهات لن تراهن على اية مدينة ما لم تحصل على ضمانات صريحة وواضحة، بعد هذا كله الا يستحق الامر ان يدرس دراسة جادة وان يفكر بلد عربي باستقطاب العرب اللندنيين وتوفير المناخ ذاته الذي توفره )لندن(؟
ان هناك فرصة كبيرة للكثير من العواصم والمدن العربية التي تحظى بمساحة جيدة من الحرية والانفتاح وعلى الخصوص )بيروت( التي تغط في سبات عميق عن هذه المنافسة المحمومة مع انها لو دخلتها لكانت اولى الناس بها لعوامل كثيرة، ولكن السؤال الكبير هل تريد )بيروت( ذلك؟ او هل يراد لها ذلك؟
والاسئلة الاكبر: ماهي المدينة العربية التي سوف تفتح صدرها للندنيين وتستقبل هذا الكم الهائل من الآراء )المتناقضة( والحريات )المنفلتة( والمسؤوليات )غير المنضبطة(؟ وكيف استطاعت )لندن( ان تبتلع كل هذه )الامواس( دون ان يرف لها جفن؟ وهل تقدر مدينة عربية واحدة ان تتسع بكل رحابة صدر لكل هذه )الثقافة( العربية التي يمثلها اللندنيون؟ واخيرا هل ستنتهي مقالة: ان الثقافة العربية الحرة لا مكان لها غير المنافي؟
hujailan@hotmail.com
|
|
|
|
|