أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th March,2001 العدد:10395الطبعةالاولـي الخميس 20 ,ذو الحجة 1421

الفنيــة

تمديد العروض لتزايد الإقبال
«أبو الطيب المتنبي» عاد من التاريخ ليحل في دبي
دبي/ خاص الجزيرة:
«ابو الطيب المتنبي» عمل مسرحي غنائي متكامل يضاف الى تاريخ الرحابنة ويكرس دور دبي المدينة الرائدة، التي تبني تاريخا وحضارة وتحاول بمهرجانها السنوي نشر الفرحة بين الناس في زمن الهموم والانكسارات.
فقد نهض المتنبي في هذا العمل على مسرح مدينة دبي للاعلام ليضيف الى دبي علامة تاريخية لا تمحى. وظهر بمظاهر احتفالية كبرى وباضخم حشد فني عرفته البلاد العربية حيث ضم الحشد عددا كبيرا من الممثلين والفرسان والخيول والراقصين والراقصات بازياء وديكورات واضاءة لا مثيل لها.
وتمكن الفنان العملاق منصور الرحباني من تجسيد هذا العمل الكبير من خلال استلهام التاريخ العربي وتحويل الماضي في قالب معاصر من دون المساس بتاريخ ذلك الشاعر الذي عاش في فترة تعتبر من خلاصة الثقافة العربية الاسلامية في النصف الاول من القرن الرابع للهجرة، وفي الوقت عينه كانت فترة تصدع سياسي، وظهور الدويلات والامارات المتصارعة في بلاد الشام، ثم تعرض الحدود لغزوات الروم، والصراع المستمر على الثغور الاسلامية، ثم الحركات الدموية داخل العراق.
وجاءت رؤية الفنان منصور الرحباني وتقنيات الاخراج التي نفذها الفنان مروان الرحباني لتعكس وبشكل دقيق ذلك العالم المتناقض والمضطرب الذي نشأ فيه المتنبي.
واستطاع منصور مسرحة قصائد المتنبي، حيث حولها الى حوارات بين عدة اشخاص وجعلها مغناة باسلوب اطرب الجمهور واعاد الى اذهانه امجاد الفن الماضي الذي اصبح عملة نادرة في ايامنا هذه.
واعتمدت المسرحية على اللغة العربية الفصحى، مع ادخال عدد قليل من الاغاني بالعامية البدوية والمصرية. كما نجح الفنان غسان صليبا الذي جسد شخصية المتنبي في ترجمة حياة الشاعر الذي عاش في عالم التشرد والقلق، وكان يطمح ان يكون واليا على احدى الامارات.
اما القصائد التي غناها الفنان صليبا فقد جاءت لتترجم قدرة الرحابنة على تحويل الكلمة الى نغمة مليئة بالاحساس والمعاني، كما استطاعت الفنانة كارول سماحة، التي جسدت دور خولة اخت سيف الدولة وحبيبة المتنبي ان تستقطب انظار الحضور بحضورها على المسرح وطريقة ادائها والقائها للحوارات العاطفية المليئة بالحب والشجون، اما سيف الدولة الذي شعر المتنبي عندما تعرف عليه انه وجد الفروسية التي كان يبحث عنها، فقد جسد دوره الفنان القدير جمال سليمان الذي ابدع في حواراته وتعابير وجهه التي جعلت المشاهد يشعر وكانه فعلا يعيش في ذلك العصر، وجاء دور الفنان صباح عبيد الذي جسد شخصية كافور ليكمل كل تقنيات العمل والتفاصيل التي حرص المخرج على اظهارها في كل النواحي سواء كان من ناحية الحركة على المسرح او طريقة الاداء.
وتميز العمل ايضا بالملاحم الموسيقية الشعرية التي اعادت الى الحضور ذكرى قصائد الشاعر الشهيرة مثل «الخيل والليل والبيداء تعرفني» و «عيد باية حال عدت يا عيد» وغيرهما من القصائد التي رددها الجمهور مع الممثلين كونها راسخة في ذاكرتهم من ايام الدراسة كما اضاءت المسرحية مراحل من حياة هذا الشاعر الكبير لم يعرفها الناس عنه قبل.واتت مشاركة الخيول العربية التي قادها فرسان من دولة الامارات لتضفي على العمل ايضا نكهة اخرى حيث لم يسبق في تاريخ المسرح العربي المعاصر ان رأينا خيولا تشارك في عمل مسرحي وفي الموقع الصحيح.وساهم المسرح الضخم الذي تم تشييده في الهواء الطلق في مدينة دبي للاعلام بمساعدة المخرج على ترجمة المشاهد الحية الضخمة من الحشود والجنود والممثلين مستعينا بتقنيات الاضاءة الحديثة العالية التصميم والمؤثرات المرئية والمسموعة.واكد منصور الرحباني ان فكرة هذه المسرحية لم تأت وليدة صدفة انما هي تدور في رأسه منذ فترة طويلة الا ان تنفيذها وترجمتها الى عمل ضخم يتطلبان دعما معنويا وماديا على السواء.
من جهته قال مروان الرحباني ان هذه المسرحية رسالة عربية الى الموسيقى العالمية مع احتفاظها بالشخصية الشرقية المتأصلة في الجذور والتراب من خلال احتفالية كبيرة تصور حياة الشاعر العربي «المتنبي» المشحونة بالشعر والمجد والسياسة والفروسية والحب والتي جعلته نجما غامضا يسطع في سماء تاريخ الادب العربي.
يذكر ان مسرحية «ابو الطيب المتنبي» من رؤية وتأليف وتلحين وسيناريو وحوار الفنان الكبير منصور الرحباني ومن اخراج الفنان مروان الرحباني وقد شارك في تلحين وتوزيع الحوارات الغنائية والاغاني الياس الرحباني وغدي الرحباني واسامة الرحباني، وقامت الاروكسترا اللبنانية والمؤلفة من سبعين عازفا بقيادة غدي الرحباني بعزف الموسيقى الخاصة بالمسرحية.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved