|
| العالم اليوم
القضايا الملحة.. والمرحلة الحرجة.. والحالة المصيرية مصطلحات من كثرة ما ترددت في الخطاب السياسي وما تضمنته البيانات العربية سواء التي تصدر في ختام الاجتماعات العربية الوزارية أو المستويات الأعلى... أصبحت غير مستساغة من قبل الأذن العربية، بل يعتبرها متابعو الاجتماعات العربية لازمة إنشائية بلا معنى، إلا أن الحالة الراهنة التي يعيشها الفلسطينيون حالياً وما تمر به القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، لابد من التأكيد، والاقرار، بل والاصرار على أن نعيد تداول المصطلحات الثلاثة، فالقضايا التي بحثها وزراء الخارجية العرب الذين اعدوا لمؤتمر القمة العربية «الدوري الأول» والذي سيعقد في الأسبوع الأخير من شهر آذار «مارس» حالياً، فعلاً قضايا ملحة.
وحقيقة ان المرحلة التي تمر بها الأمة العربية بجميع دولها «مرحلة حرجة».
وبالتأكيد ايضاً، ان الحالة التي يعيشها العرب حالة مصيرية.
والآن بعد الاضطرار لاستعمال مصطلحات ملتها الأذن العربية لماذا كل هذا؟!!
نقول القضايا التي بحثت قضايا ملحة، فلأن المواجهة الفلسطينية الاسرائيلية التي لايزال الفلسطينيون )وحدهم( يتحملون العبء الرئيسي سواء في التصدي للغطرسة الاسرائيلية ومحاربتها بإمكانياتهم الذاتية بالحجارة وما يتيسر من سلاح، ستؤدي في حالة نجاح الاسرائيليين في اجهاض انتفاضتهم وفرض الاستسلام عليهم الى هزيمة لكل العرب تتجاوز تأثيراتها على فلسطين الأرض والشعب والقطر، وستصيب العرب جميعاً بانتكاسات لا تتوقف عند الاستيلاء على الأرض، وسلب الارادة ونهب الثروات، بل يتعدى ذلك الى الوجود نفسه.. الوجود الحضاري والقومي ولهذا نقول ونصر على ان المرحلة الحالية مرحلة حرجة.. وحرجة جداً، وأن الحالة التي يعيشها العرب قبل الفلسطينيين حالة مصيرية.. واذا كان الفلسطينيون قد فهموا هذه الحالة وتفهمومها بعد ان فرضت عليهم فيحاولون تجاوزها والتغلب عليها بتقديم ارواحهم ودمائهم فداء لأرضهم وكرامتهم وارادتهم فان العرب لايزالون يبخسون في الدفاع ارادتهم التي تكاد تسلب منهم بالسكوت حتى الآن على عدوان الاسرائيليين على جزء منهم )الفلسطينيين( مشكلين ظاهرة غريبة، حيث يعد العرب اول قوم يعجزون عن نصرة جزء منهم يواجه الابادة المتقطعة ولم يتحركوا بعد.. تحركا جديا يترجم الأقوال الى افعال.. ويترجم «توصيات» وزراء الخارجية العرب الذين اختتموا اعمالهم في القاهرة مساء الاثنين الى افعال.. بعد ان ظلت قرارات «قمة القاهرة الطارئة» حتى الآن مجرد أقوال.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
