| محليــات
.. فإذا كان الآباء مسؤولين عن أردية أبنائهم..، فما هي مسؤولية معلميهم؟..
«العلماء ورثة الأنبياء»
ويفترض في المعلم أن يكون عالماً..، ولأن العالم لا يقتصر علمه على العلوم النقلية فقط، بل يتخطى إلى العلوم «المسلكية»، المكونة من: مسلك الجوارح والمقاصد، والأفكار..، فإنه مسؤول مسؤولية مباشرة عن أردية الداخل، مما هو في العقل، وفي النفس، وفي الخاطر..
صواب إن قال أحدهم: إن أمر «الجوانيات» في الإنسان مناط بالانسان ذاته، والله وحده هو مسؤول عنه..
ولكن متى تحدد هذه المسؤولية؟.
إنها تأتي بعد التوجيه، والتعليم، وإجراء العقوبات عند مثالبها، ومنحها الجزاءات عند حسناتها..، كي ينشأ الناشئ وهو يدرك تماماً ما هو مقبول، وما هو مرفوض، ما يستحق الرضا، وما لا يستحق الرضا، ما هو مألوف فيجاز، وما هو غير مألوف فيرفض..، حتى إذا استوى عنده الإدراك، وملك ناصية القرار، وأصبح أمره موكلاً إليه، ونتائج أفعاله مسلمة إليه، تُرك كي يتحمل ما يفعل، فإما يتجمل، وإما يتعرى.
و.. السؤال كيف يؤدي دوره المعلم في غرس القيم، وبناء الذات الإنسانية في الذات الإنسانية بجوانبها المتعددة، المختلفة، والمتضافرة؟.. مختلفة في أدائها، متضافرة في نتائجها؟!..،
إن ما يؤكد أن دور المعلم لا يختلف عن نتائج هذا الدور.. يقر أهمية «حسن الاختيار» للمربي المعلم، و.. بمثل ما يقر أمر اختيار الأب، والأم، «من ترضون خلقه وأمانته» وقبل الخلق والأمانة اللذين هما نتيجة يكون «الرضا بالدين» ذلك لأنه محور، ومنطلق، بل أساس بناء الخلق، وسلوك الأمانة بوصفها قيمة ناجمة عن الخلق، وبوصف الخلق صورة مسلكية للدين الذي هو تركيبة هذا الإنسان الداخلية المحددة لنمط تفكيره، ومشاعره، ومقاصده، ومن ثم مسالكه الخارجية التي تقوم بأدائها جوارحه المحسوسة.
كيف يختار المعلم؟.
هناك معايير تقوم على ما يقر كي يسر المرء بنتائج هذا الإقرار في الاختيار..
أما والحال تقوم على أن ينضم إلى سلك التعليم كل من حمل «شهادة» تقرر فقط: كمية ما تلقى من الخبرات المعرفية التي إن قيست بما هو في الحقل العلمي الخاص بها لا تمثل شذرات ونذرات فيه ومنه، في سنوات محددة، وبدرجات تحصيلية ذات مؤشر..؟ فإن هذا الاستسلام للورق فيه من الخطورة على مستقبل النشء، والأجيال، بل الإنسان ذاته ما تفضحه نتائج التربية في المؤسسات ا لتعليمية تلك التي تنحصر «أداءاتها» انحصاراً كلياً «نوعياً» و«كمياً»، بحيث أصبح «التلقين» نقلياً..، وأصبحت الأوسمة العلمية «درجات» محورها «كم» و«متى»؟ و«أين»؟!..
فما نوعية المتابعة لكيف مع كم؟..، ولمتى مع ماذا؟.. ولأين وهل مواقع المؤسسات التعليمية لا تحتاج إلى «نظافة» دورية بالكشف عما فيها، وعما هو منها، وعما يكون؟
إن دراسات دقيقة وموضوعية تحتاج أن تخضع لها «مواقع» المعلمين.. كي يتم معرفة هل كل معلم «عالم»، قدير وقادر على أداء ما يناط به من أمر صياغة وحياكة وإلباس أردية العقول والنفوس والخواطر في الذات البشرية كي لا تكون المواجهة سالبة عند محطات المواقف؟!
إن سقوط الأردية الداخلية في المواقف العديدة، ليؤكد أن المعلمين بحاجة لأن يخضعوا لشيء من «الحزم» في أمر وضعهم على محطات أكثر معيارية، وشرطية، بمواصفات أكثر دقة وصرامة..، لأن مسؤولية التعليم على درجة من الخطورة لم ولن يدركها كل الذين يمارسونها.. وليس بعضهم لأن ما غلب غلّب.. أما ما ندر فتلك تجاوزات الاستثنائية التي لا يقاس بها في هذا المجال الحساس.
ألا..فعودوا إلى أرديتكم الداخلية..
فتشوا عقولكم، تلمسوا مواقع النفس والحس..
ثم.. كونوا أكثر تجريداً وموضوعية عندما تجيبون عن سؤال:
هل ثقتكم بعيدة في كل الذي تلقيتموه على أيدي معلميكم وعنهم؟!
هل أشبعوكم؟ وأرووكم، وكسوكم؟
أم تركوكم جياعاً.. تتلمسون الغذاء..؟! عطاشى تلهثون وراء الرواء..؟!
عراة حين تواجهكم العواصف فلا تقوون على مواجهة العراء؟!
و.. كونوا أكثر صدقاً..
ترون شارفة الدروب..
|
|
|
|
|