| ملحق الجائزة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد..
إن جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري رحمه الله للتفوق العلمي تعد رافداً للمكانة التي يحظى بها العلم والعلماء في هذا البلد وحافزاً للعمل الإيجابي الطموح وهي ذكرى لحياة ذلك الإنسان الفارس المحارب والمفكر الشاعر، أحد تلاميذ مدرسة صقر الجزيرة طيب الله ثراه. وهو رجل المهمات الصعبة خلال عهود الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد رحمهم الله، وهي في الوقت نفسه امتداد لذلك الاهتمام الذي يوليه معالي الأمير خالد بن أحمد السديري للعلم والعلماء. فقد بدأ حياته رحمه الله وهو يحب العلم فتعلم القراءة والكتابة واهتم أكثر بالكتب الدينية والتاريخية ودرس على يد الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم رحمهما الله، وشارك الأمراء من أبناء الملك عبدالعزيز سعد وناصر ومنصور وفهد وعبدالله في تعلمهم القواعد والإنشاء والتاريخ، بل إن شغفه بالعلم جعله يزور المدارس في كل المناطق التي كلف بالإشراف عليها ويقدم الجوائز للمتفوقين من الطلبة وكان يعقد في بيته وبعد صلاة الفجر ندوة علمية يحضرها العلماء والأدباء. وما هذه الجائزة التي أنشأها أبناؤه براً بوالدهم ووفاءً له إلا استمراراً لما كان يقدمه في حياته.
إننا نعيش في عالم سريع التغير تتحكم فيه تكنولوجيا الاتصالات والعلاقات، وتتعقد المشكلات في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويواجه المربون والساسة وقادة المجتمع وأولياء الأمور مشكلات غير مسبوقة تتعلق بكيفية إعداد جيل اليوم لمواجهة تحديات عالم الغد، وما الذي يجب أن يتعلموه وما الذي يجب أن يهملوه حتى يكونوا قادرين على النجاح في الحياة والمساهمة في خطط تنمية المجتمع المستقبلية. إن الأمة مدعوة في ظل تقارب الثقافات وغزو الفضائيات والعولمة الزاحفة إلى السير بخطى ثابتة وقوية وجادة إلى المحافظة على الهوية الدينية وصادق الانتماء والولاء لهذه البلاد أرضاً وقادةً، وإيجاد حصانة متينة لمواجهة الخطر وتقليل تأثيره على أبناء أمتنا، من خلال استثمار مناهج التعليم ووسائل الإعلام والانتقال من نموذج التعليم البنكي إلى نموذج التعليم الإبداعي أو تعليم التفكير ومحاولة تجسير الفجوة بين المفاهيم النظرية والممارسات العملية وخاصة من خلال تطوير منظومة علاقات إدارية وفنية إجرائية بين الأطراف ذات العلاقة بالعملية التربوية ولا سيما على مستوى دور التعليم ووسائل الإعلام.
وقد بدأت فعاليات هذه الجائزة في عام 1409ه في منطقة نجران التي قضى فيها معالي الأمير خالد آخر عمره مسؤولاً عنها، واستمرت الجائزة هناك سبع سنوات لتعود إلى مسقط رأسه في مدينة الغاط لينال أبناء وبنات سدير نصيبهم منها، وها نحن اليوم نعيش هذا الحفل البهيج والتجمع الكريم لتكريم الفوج الرابع من الذين ثابروا وتدافعوا إلى قمة مجد التفوق لينالوا شرف حصولهم على جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري. لقد قامت هذه الجائزة على أسس سليمة وقواعد واضحة فوضعت المعايير والشروط التي يتم خلالها حصر المتفوقين ومعرفة مدى انطباق الشروط عليهم، فآتت ثمارها وازداد عدد المتفوقين في المحافظات الثلاث وأصبح التنافس الشريف بينهم كبيراً ولله الحمد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛
عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
أمين عام الجائزة ومدير عام التعليم في منطقة الرياض
|
|
|
|
|