|
| ملحق الجائزة
|
إذا الله شاء لقوم هودوا
وساروا بشرع سوي متين
حباهم بأيدي الكرام التي
تفيض عطاءً لمن يستبين
فيبدو كبدر جلته الدياجي
لشعب تقي غني أمين |
تشهد المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة نقلة نوعية ضاربة في آفاق القيادة والصدارة، ومتسنمة أبراج المعارف والحضارة في مجال التربية والتعليم حتى أصبحت مثلاً يحتذى لآلية العمل الدؤوب وقدوة تقتدي لأمن المحافل والشعوب.. فهي تسير بعد عناية الله ورعايته تحفها مشاعر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بصادق آماله وعاطر توجيهاته الكريمة.. ويقود سفينتها التربوية ابنها البار الأستاذ الدكتور/ محمد بن أحمد الرشيد )وزير المعارف( ذلك العملاق الذي تمكن من إحالة المستحيل ممكناً، حيث خاض عباب بحار التجارب سابراً أغوارها.. وتمكن من ناصية التقنية معلناً أسرارها.. مضى في كفاحه غير عابئ بما يعترضه من عقبات، يمهد الدروب، ويربط الماضي والحاضر بما هو آتٍ.. وكأني به يسترشد في ذلك بقول أبي القاسم الشابي:
|
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر |
وفي ظلال هذا التوجه الداعي إلى تقنية العمل التربوي تنصهر آلية الإبداع التربوي في المملكة في بوتقة المشروع الحلم )وطني( الذي تكرم بدعمه وتوجيهه خطوة صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز )حفظه الله( والذي سيكون له بعد توفيق الله الدور الكبير في نقل العملية التربوية في بلادنا من الأطر التقليدية إلى رحابة الحداثة والإفادة من معطيات العصر.
وتأتي جائزة )الأمير خالد السديري للمتفوقين( لتصب في هذه الاتجاهات مزيداً من الدعم والإكرام والاستمرارية .. فهي بحق تمثل ترجمة حقيقية للوعي الاجتماعي السعودي وخطوة إيجابية نحو تفعيل العمل التربوي داخل المدارس، وكسراً للحواجز المصطنعة بين المدرسة والمجتمع تأخذ منه وتعطيه.
وليس بغريب على هذه الأسس الكريمة المعطاءة أن تحتضن الكثير من المتفوقين والمتفوقات من أبنائنا وبناتنا في حصادهم العلمي.. فالتاريخ يشهد له بنداوة المشاعر وصدقها تجاه مجتمعنا ويشهد لها ببعد الرؤى وأياديهم البيضاء الرحيبة.
وإني إذ أحلق مبتهجاً بهذا السخاء اللامحدود من قلوب ملؤها الإيمان والعمل على تطور ونمو مجتمعنا، ليسعدني أن أقترح على المسؤولين عن الجائزة أن يضيفوا إلى المتفوقين شريحة أخرى هي شريحة )الموهوبين( وذلك لتتكامل أدوار المؤسسات الاجتماعية مع توجهات الدولة نحو تشجيع الموهوبين ورعايتهم بما يحقق الإفادة من تلك الطاقات المتميزة في بناء أوجه التنمية في مملكتنا الحبيبة.. كما وأهيب بالشركات والمؤسسات الوطنية ورجال الأعمال القادرين بأن يتفاعلوا مع المؤسسات التربوية في توجهاتها العصرية والمشاركة في دعمها، لأن التربية الشاملة لا تولد إلا بعمل تعاوني واعٍ ومدروس بين المؤسسات والشركات الوطنية من جهة، والقطاعات التربوية من جهة أخرى.
بارك الله جهود أبناء خالد بن أحمد السديري وجعل ذلك في موازين أعمالهم )يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم(.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* مدير الإشراف التربوي والتدريب بإدارة التعليم بمحافظة المجمعة
|
|
|
|
|
