| مقـالات
)1(
** على الكتَّاب أن يكونوا مواطنين ملتزمين حتى النخاع بقضايا أوطانهم وشعوبهم، وأن يجردوا أقلامهم لتسجيل وانتقاد وإظهار الوجه الحقيقي للمجتمع.
وول سينيكا
)الفائز بجائزة نوبل(
***
** الحوار ينغلق وحده، يغلق ذاته لأنه لا يتولد عن سؤال، ولا ينتج أسئلة...
عبدالسلام بن عبد العالي
)أكاديمي مغربي(
***
** الشمس تشرق للناس جميعاً، لكنها لا تشرق لمن يعيشون في الأقبية أو يعملون في المناجم.
جاك بريفير
شاعر فرنسي 1900 1977م
***
)2(
** قد يغنِّى لبريق )الشمسِ(
صوتِ )الهمسِ(
مجدِ )الأمسِ(
من عاش قديرا
ورأى )اليوم( بصيرا..
** في مساء الحلُم يقتاتُ الغِوى
منْ )عشيتْ( عيناهُ
بالوهمِ.. وبالهمِّ..
فعاش )التِّيهَ(
مخذولاً.. كسيرا..!
** لا تُحلِّق )بجناحِ( لم يطرْ
لا تصفِّقْ )لغزالٍ( لم يسرْ..
لا تكنْ مثلهما )حُراً(.. )أسيراً(..!
***
) 3/1 (
** لم يكن الأول، ولن يكون الأخير...
** وبدا )عبدالرحمن بدوي( مكاشفاً، صريحاً، جريئاً، أو لنقل غير مبالٍ حين تحدث عن )مهزلة( الشهادات التي يأخذُها أبناءُ العرب من الجامعات الفرنسية، وفي أعلاها )دكتوراه الدولة( من )السوربون(...!
** وأشار )بدوي( في سيرة حياته )المثيرة للجدل( )الجزء الثاني )ص 14/15/16( ط الأولى..( إلى إجابة مشرفي الرسائل عن أنهم لا يهتمون بمستوى )الأجانب( لأنهم لن يعملوا في فرنسا بل في بلادهم، وكذلك من أجل أن يتعلق أبناء )الأباعد( بالثقافة الفرنسية، ثم بسبب )الإلحاح( و)استجداء( العطف بأساليب مختلفة مما يحملُ الأساتذة على التخلص منهم بأي ثمن..!
** وأورد )بدوي( مقارنة بين رسائل الدكتوراه للفرنسيين ورسائل العرب، وخلص إلى أن الفارق بينهما هو الفارق بين الثريا والثرى، أو بين الأصالة العميقة والسطحية التافهة..!
)3/2(
** لم يقُلْ جديداً، ولكنه أعاد )الألم( الذي يشهده أو يشهد به )تردي( الحال رغم )بريق( المقال..، وقد كان ذلك مثالاً واحداً، ويشهدُ صاحبكم بمجموعة أمثلة مشابهة..!
** في جامعة )أمريكية( معروفةٍ تعثر عددٌ من طلاب الدراسات العليا )العرب( فلم يستطيعوا اجتياز اختبار اللغة المخصص للطلاب الأجانب المعروف اختصارا باسم )TOEFL(، وطالت مدة الصَّرف عليهم من حكومتهم قرابة )عامين( دون جدوى مع أن حق )اللغة( عام واحد، فكان التفكير بإعادتهم لإخفاقهم أو البحث عن جامعة أخرى لا تشترط درجة دنيا لاختبار )التوفل(، وهنا كان قرارُ )الجامعة( سريعاً، فلم )الخسارة( ماداموا أجانب..؟ ولم لا يستفيدون من )رسومهم( باستثنائهم من شرط القبول دون إدخالهم مع طلبة الجامعة الآخرين..؟!
** انتهى الأمرُ بإيكال الإشراف عليهم إلى أستاذٍ أمريكي بحيث لاتنزلُ )موادُهم( ضمن المناهج الدراسية المقررة لسائر الطلاب، ولا يقبل فيها سواهم كما لا يُدرّسهم سواه، وأسمى الطلبة أستاذهم هذا )المقاول(، وحصل )جمعهُم(
على )الماجستير( بتقدير )امتياز(، وواصلوا، وأنهى معظمهُم درجة )الدكتوراه( وعادوا إلى بلادهم، وتسَّنمُوا مراكز مهمةً، وأشير إليهم )بالبنان(.. وكسبت أمريكا )مالاً(، وخسر غيرُها )رجالاً(..!
** وفي جامعة أخرى معروفة بمستواها الهزيل، ألغيت دراسة الدكتوراه، ورفعوا درجات الماجستير لبعض الطلاب الأجانب من دول الجاه لمستوى الدكتوراه، وعادوا ليقودوا، وحقهم أن يُقادوا إلى حيث )منهجية( العلم و)جثو( العلماء..!
** وفي مثالٍ آخر، لاحظ أحد موظفي ملحقية ثقافية أن )رسالة ماجستير( حقيقية قد دارت بين أعداد كبيرة من حملة الدكتوراه فنسخوها )بقضها وقضيضها( حتى إهدائها Acknowledgment(( ولم يستحوا بل أودعوها ضمن متطلبات التخرج، وهدّد )أحدهم( إن لمْ تحتسب له أن يُعلنَ أسماءَ من سبقوه في الحظوة والوجاهة ويُخشى التعرضُ لهم أو اعتراضهم..!
) 3/3 (
** ربما دقت هذه النماذج جرساً مهماً في أذهان كثيرين لديهم أمثلة أخرى من جامعات مماثلة كما لدى غيرهم أضعافُها من شهادات الجامعات العربية المصابة بأدواءِ )الترهل( و)التنميط( و)الهزال( فليصنف من شاء ما شاء، فالوجعُ عام، و)الحقيقةُ( أمةٌ مصابةٌ )بقيمها( و)ذممها(، والناتج )فراغات( لا تمتلىء، وحكايات لا تنتهي..!
** وإذا كان هذا وضع )الدكتوراه( فالأمر أدهى وأمر بالنسبة )للماجستير( مما يدخلنا دوائر )فراغ( بامتلاءات )تورم(!
***
)4(
** يعودُ أساس المعضلة إلى البيئة الاجتماعية الخارجة لتوها من أمية )الحرف( والغارقة لرأسها في أمية )الفكر( بافتراضها نوعاً من )الوجاهة( لمعلقي نياشين الشهادات )الماجستير والدكتوراه( فلهُ )السعادةُ( و)المعالي(، ولغيره مِمّنْ يفوقونه )قدرا(ً، وينقصون عنه )حرفاً( أو )لقباً( الجمودُ والقعُود..!
** هذه واحدة، وثمة ما هو أسوأ، فقد باتت الشهادة أياً كانت تدافع عن صاحبها أياً كان ، وأضحى من يتوقُ )لها( أو )له( مصاباً بداء الغيرة من )النجاح( ومحاربة )الناجحين( رغم أنها )أي الشهادات العالية والعليا( أضحت في متناول البسطاء والدهماء وأنصاف وأرباع القادرين..!
** والمشكلة الأكبر من هذه أو تلك أن المؤسسات التنموية والثقافية قد ابتليت إضافة إلى ما فيها من أدواءٍ بثلة من هؤلاء )يسيطرون( و)يتصدرون(،
** ومتى كانت )المقدمة( متهافتة فإن )النتائج( ستأتي )هاوية(.. ولا تسلْ بعدُ عما )هِيَهْ(!
***
)5(
** مقدمة دلَّ عليها )أو أشار إليها( حديث )عبدالرحمن بدوي(، وهو من لايحتاج آسمهُ إلى تقديم بإضافات أو ألقاب رغم أنه يحملُ درجة الدكتوراه منذ أكثر من نصف قرن )1944(، ومع أن )رسالته( عن )الزمان الوجودي( قد ألحقت حينها بما كتبه كبار الفلاسفة والمتكلمين في القرون الأولى، إضافة ألى أنه )شيخ الفلاسفة العرب(..
** وإذْ يظلُّ الحديث مكروراً، فإننا سندعو منْ يدافع عن )شهاداته( و)ألقابه( و)ريادته( و)قيادته( أن يُقدِّم مالديه أمام )الملأ(، فلعلنا نكتشف إضافاتهم إلى )الفكر(، و)العلم(، فإن لم يُتيقنْ ذلك فلنفتح )المسافات( أمام )الجميع(، وحينها سيتميز منْ شرَّف )الشكل( ومَنْ شرفه الشكل، ومن أضاء بإضافاته ومن أضاءته الإضافات..! وإلى أنْ نستطيع )الفرز( فإن ما مضى كافٍ لتجاوز الحساسية من الحوار حول مثل هذه الموضوعات.. فنحن )أمة( تريد النهوض من خلال )علمائها( لا عبر تأطير )شهادات(، وتركيم )مسميَّات(، وتكثيف )أوهام( التجاوز والتفوق وادعاء مسابقة الزمن.. بإضافةِ أرقام... مجرد أرقام..!
***
)6(
** ربما كان الوقتُ مناسباً الآن للوصول إلى تحليل ظاهرة ثقافية طارئة أوجدتْها )الشهاداتُ( و)الألقابُ( و)المراكز( وهي )الثقافة النجومية( التي تجمعُ على تتويج ثلةٍ محددة تملك الحق، أو نمنحها الحق )ولا فرق(، وتمثلُ رقماً فاعلاً في مسيرتنا الثقافية، فهي المخَّولةُ بالقول والفعل، وهي المساهمةُ بالسؤال والجواب، وهي الموجودة في كل آن ومكان، وكأن الأمة عقمت بعد إنجابهم، أو كأن المعرفة رهن بإشراقهم..!
** هذا جانبٌ من الظاهرة لا يحتاج إلى إيضاح، ولعله قد انتقل إلى البيئة الثقافية بعد أن مارس تأثيره على البيئة الإدارية والاجتماعية والسياسية بحيث امتلأ المجتمع بمجموعة من الرموز )الحقيقية( أو )المصطنعة( فأصبح لها )الصدُر( ولسواها )القَبْر(، ومنها )التوجيهُ( وعلى غيرها )التنفيذ(..!
***
)7(
** يوقف عجلة )الحياة( أكثرُ من )التنميط(..!
** )رؤيةٌ( لا تحتاجُ إلى )تبرير( أو )تفسير(، فالحياة حركة، و)التوقف( يعني نهايتها..! وبمثل هذه البساطة يجيء فهمُ )الجمود( الذي يطالُ معظم أدواتنا )الإدارية( و)الثقافية( و)الإجتماعية(، وما شئتمُ في )مداراتها(.. أو قريباً منها..!
** وفي المتناول مثالٌ يراهُ )الجميع( حين تصبحُ )الإدارةُ( مجموعة من )الجاثمين( على )الكراسي( فيتكرر الأداء وتتفاقم )الإشكالات(، ولا يحمل )الصباحُ( إذْ يلوحُ أيَّ ملامح للتطوير والتغيير..!
** لم تعد المشكلة الإدارية وقفاً على القطاع الحكومي، فقد لحق بها القطاع )الأهليّ(، وأضحت المناصب )القيادية( في هذه كما تلك مرتهنةً بأسماءٍ محددةٍ، وأصبح طالب الخدمة منها على موعد مع )التعطيل( و)التأجيل(، و)المنّ( و)التجهم(، وكأنه لم يشتر )الخدمة( بدراهمه، أو كأنه لم يبرحْ أسلوب بيروقراطييّ )سبق الإصرار والترصد(..!
** وتستمعُ في جلسات الناس إلى ضيق وتبرَّم من )حجز( يحتاجُ إلى توسط، و)هاتف( ينقصهُ ركض، و)موقع( هجره القادرون، وآخر ملأه العاثرون..
** وبالمثل أصيب الوسط الثقافي والعلمي بالداء ذاته فعمّ )المتعالمون(، وكثر )الملمعّونَ(، واختلطت )الصُّوى(..!
***
)8(
** قد يرى )البعض( في هذه صورةً متشائمة..! إلا أنها الحقيقة يواجهها الراغب في الإصلاح دون أن يطمئن إلى أرقام )صماء( أو واجهات مبهرجة..!
** لقد استطاع )بدوي( أن يلخص المشكلة حين وصف الشغل الشاغل للطلبة العرب في الحصول على )الدكتوراه( بأقل مجهود وأيسر طريق )طال( إن كانوا من مبعوثي الحكومات أو )قصر( إن كانوا على حساب أهلهم، ولهذا ظلوا لايختارون إلا موضوعاتٍ عربية أو إسلامية، ويسعون أن يكون المشرف عليهم أبعد ما يكون في اختصاصه عن الموضوع الذي يبحثون فيه حتى يكون التعامل معه شكلاً إدارياً محضاً.. إلى نهاية )المآسي( التي أشار إليها )شيخُنا( والممثلة جانباً من مشكلة )النجومية الثقافية( التي بتنا نعشقُها بل ونفنى في سبيلها..!
** الوضع لايقتصرُ على مجدٍ شخصي يرومُه بعضُنا في إطار سعيهم الدنيوي المشروع فهذا حقٌ مشاع حين لايجيءُ ذلك على حساب )الأمة( مما يضرّ بمستقبلها ومستقبل أجيالها.. وهو ما تثيره أسئلة )العامة( قبل )الخاصة(:
** هل واقعُ الطالب المعرفي اليوم أفضل أم أسوأ؟
** وهل )معلِّم( اليوم في المدارس العامة أقدرُ وأكثر إخلاصاً من معلم الأمس..؟
** وماذا عن أساتذة الجامعات؟ وكم منهم مَنْ يستحقٌ )لقبه( و)موقعه(؟
** وإذا كان أولاء هم )الأساس البشري( فماذا عن نواتجهم )المادية( و)المعنوية(..،؟ وما هو المتوقعُ منهم في ظل انحسار )الجد( وتضاؤل )الجدوى(..؟
** ربما لا حظتم أن استفهاماتٍ بسيطة مثل هذه تُعيدنا إلى استحضار )أرقام( بلا دلالات، و)مسافات( دون وصول، و)قياسات( من غير وزن..! و)من هنا نبدأ( )ومن هنا نعلم(.. و)من هنا نفكر( بأسلوب التصحيح..!
** في المجرات نجومٌ مطفأة..!
IBRTURKIA@ hotmail.com
|
|
|
|
|