| مقـالات
قال أبو الحسن بن عروان: رأيت فيما يرى النائم أن جسمي تضاءل إلى حجم دجاجة، وكان من أرأسهم من الموظفين ينظرون لي شزرا حتى ضقت بذلك وتركت عملي وعدت الى بيتي فكانت امرأتي تضحك من تقزمي وحقارتي فقالت: مكانك مع الدجاج، وأخذتني بيدي معلقاً إلى كن الدجاج في حوشنا، وتركتني هناك فكان الدجاج ينظر لي شزرا ثم ما لبثت الديوك ان صارت تنقرني في أم رأسي وصرت أنقر الديوك، وكنت اصرخ حتى أفقت من نومي، وهالني ما رأيت فذهبت الى أبي بدر الكاتب وهو جالس بين الوراقين ولم أعبأ بمن حولي فطفقت أروي له مارأيت ففغر فاه تعجباً من الأمر ثم أخذني جانباً وقال: لا تحك للناس أمرك ففيه سر خطير حول سلوك مشين في عملك قد يحقرك وقد أقض مضجعك وخفت ان ينكشف أمره ولو انكشف لنالك منه أذى فعد لرشدك وانبذ فعلك المشين قبل أن يلاحقك أذاه.. قال ابن عروان: وكنت استسهل الواسطة خارج النظام وتراودني نفسي بمصالح غير مباشرة منها، وسألت نفسي: بِمَ كنت سأحلم لو أني كنت ارتشي؟ فحمدت ربي على نقاء ضميري الذي أيقظ خوفي من سوء فعلي.
|
|
|
|
|