|
| العالم اليوم
* واشنطن «د ب أ»:
لم يضيع المحافظون وقتاً لجعل نفوذهم محسوساً في السياسة الخارجية لإدارة بوش.
فقد صدم رئيس كوريا الجنوبية كيم داي جونج هذا الاسبوع في رحلته الى واشنطن عندما قال الرئيس جورج دبليو بوش انه ليس لديه خطط للبدء من حيث انتهت إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون واستئناف مفاوضات مبكرة مع الكوريين الشماليين.
وكان هذا بمثابة نكسة مريرة للزعيم الكوري الجنوبي الذي صرح للصحفيين هذا الاسبوع بأنه لا يمكن ان تكون هناك مصالحة بين الكوريتين ما لم يكن هناك تحسن متواز وفوري في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وكرّس كيم حياته من اجل كسر الحواجز بين شمال وجنوب كوريا. وقد نال جائزة نوبل للسلام لعام 2000 تقديراً لسياسته المعروفة بالشمس المشرقة الهادفة إلى إعادة توحيد الكوريتين بعد اكثر من نصف قرن.وفي محاولة لتبرير تردده في التحرك قدماً في المحادثات التي تستهدف السيطرة على صواريخ كوريا الشمالية، اشار بوش الى الشكوك في ان كوريا الشمالية لا تحترم «اتفاقاتها» مع واشنطن.وفي الواقع، كما اكدت صحيفة نيويورك تايمز، ليس هناك سوى اتفاقية واحدة.
وقد نوه وزير الخارجية الامريكي كولين باول، قبيل زيارة رئيس كوريا الشمالية لواشنطن، إلى أنه يحبذ المضي قدماً في مواصلة المحادثات مع كوريا الشمالية ولكن يبدو أن هذا الرأي قوبل بالرفض من جانب المستشارين المحافظين للادارة الجديدة الذين لديهم شك عميق في كوريا الشمالية.
وأحد هؤلاء المستشارين غير الرسميين، فرد إيكل، الذي كان وكيلا لوزارة الدفاع وخبيرا في مجال الحد من التسلح في الادارات الجمهورية السابقة، كتب هذا الاسبوع يقول ان كوريا الشمالية اخفقت في احترام «اتفاقات كثيرة» مع الولايات المتحدة ومع المنظمات الدولية ومع كوريا الجنوبية.
وعلى الرغم من المزاعم بشأن عدم التزام كوريا الشمالية، فإن الكوريين الجنوبيين يحبذون كثيرا الدخول في اتفاقات جديدة لنزع فتيل الوضع الذي ينذر بكارثة في شبه الجزيرة الكورية. وهذا هو موقف دول اسيوية اخرى منها اليابان.وفي معرض تبريره لتأجيل إجراء محادثات مبكرة مع الكوريين الشماليين، اشار بوش الى «عدم توفر الشفافية» في كوريا الشمالية التي تتكتم اسرارها.ولكن الرئيس الكوري الجنوبي قال إن احد الاسباب الرئيسية وراء رغبة كوريا الجنوبية في المضي قدماً نحو عقد اتفاقات اخرى مع الشمال هو المساعدة في عملية انفتاح الكوريين الشماليين المنعزلين على المؤثرات الخارجية.وطبقاً لما ذكره انتوني بلينكن، الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مركز ابحاث مقره واشنطن فإن الاوروبيين يرون ان الامر الذي يسبب مزيدا من القلق يتمثل في الموقف المتشدد الذي ابداه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في الاجتماعات التي عقدت في الشهر الماضي في ميونخ.فقد اصر رامسفيلد على ان الولايات المتحدة ستمضي قدما في مشروعها لاقامة شبكة دفاعية صاروخية على الرغم من الشكوك القوية التي ابداها بعض الاوروبيين الذين يعتقدون ان هذا المشروع من شأنه ان يثير سباقا جديداً للتسلح.كما قلل رامسفيلد ايضا من قيمة إنشاء اوروبا قوة للرد السريع في الحالات الطارئة مثل الحروب في منطقة البلقان.وكتب بلينكن يقول ان الخلافات الجديدة هي في جزء منها نتيجة لانتهاء الحرب الباردة التي ركز فيها الامريكيون والاوروبيون «بصورة أكبر على خلافاتنا». ولكن هذا لا يعني ان الخلافات ليست حقيقية.وخلال الحملة المطولة لانتخابات الرئاسة الامريكية، قال الساخرون ان الاختلاف بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي بوش وآل جور لم يكن اكثر من مجرد القرار الذي يتخذه الزبائن بالمفاضلة عندما يوجه إليهم السؤال عما إذا كانوا يرغبون في وضع مشترياتهم من محال البقالة في أكياس من البلاستك أو الورق العادي.وتوحي الاسابيع الستة الاولى من ادارة بوش بأن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بوش بشق الانفس وبفارق يقل عن هامش الخطأ سوف تؤدي بالفعل إلى حدوث تحول كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة على الرغم من الشكوك التي يثيرها الحلفاء مثل كيم نفسه والاوروبيين الغربيين.
|
|
|
|
|
